رئيس حزب روسي يدعو لتحديد حدّ أقصى لوزن المواطنين

رئيس حزب روسي يدعو لتحديد حدّ أقصى للوزن: 80 كيلوغراماً للمواطن و100 للمسؤول الحكومي

22 فبراير 2021
فلاديمير جيرينوفسكي (تاس/Getty)
+ الخط -

دعا رئيس "الحزب الليبرالي الديمقراطي" الروسي فلاديمير جيرينوفسكي إلى تحديد حد أقصى لوزن المواطنين الروس عند 80 كيلوغراماً، والسماح بأن يزيد الوزن إلى 100 كيلوغرام للمسؤولين الحكوميين.

وفي لقاء مع راديو " كومسمولسكايا برافدا"، مساء الأحد، قال جيرينوفسكي، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، إنّ "الحكومة تنفق مبالغ مالية أكبر على علاج أصحاب الوزن الزائد والحمية الغذائية الخاصة بهم" على حساب الأشخاص العاديين. 

وكشف السياسي المثير للجدل أنه طرح اقتراح تحديد الحدّ الأقصى للوزن منذ عام 2014 "نحن مسؤولون عن طرح توصيات للناس، لأنهم لا يريدون اتباع حمية غذائية من ذاتهم، فهم يتناولون الكثير من الحلويات واللحوم من دون توقف".

وانتهز الزعيم الشعبوي الفرصة للهجوم على الولايات المتحدة من باب زيادة السمنة في المجتمع الأميركي، وقال "أظن أنكم ( للمذيع) كنتم في نيويورك وهناك من المقرف السير في الشوارع، فلا يوجد أناس يسيرون بل كتل من اللحم، وغير معروف إذا كان رجلاً أو امرأة ، ومن غير المقبول تناول النقانق دائماً".

وخلص جيرينوفسكي إلى أنّ المشرعين "مضطرون لتحديد حدود قصوى"، واقترح تحديد الوزن للمواطنين العاديين عند 80 كيلوغراماً، و100 كيلوغرام للموظفين الحكوميين.

وشدد جيرينوفسكي على أنّ اقتراحه هو توصية فقط، مستشهداً بأنّ الحكومة أيضاً تنصح بالإقلاع عن التدخين، مشيراً إلى أنه نتيجة توصيات الحكومة تراجع عدد المدخنين وبات هؤلاء "مثل الديناصورات".

وتباينت الردود على اقتراح جيرينوفسكي بين الرفض والسخرية. ورفض الأكاديمي غينادي أنوشينكو، عضو مجلس الدوما حالياً وكبير الأطباء الروس للوقاية الصحية لسنوات طويلة سابقاً، الاقتراح، وقال إنه غير مقبول، موضحاً في تصريحات لوكالة "نوفوستي" أنّ بعض المهن بحاجة إلى رشاقة ووزن خفيف، لكن فرض مقياس محدد للوزن "يعد منافياً لحقوق الإنسان".

من جانبها، استطلعت محطة "360 درجة" الروسية آراء بعض المدونات حول اقتراحات السياسي، وقالت المدونة المعروفة على "إنستغرام" أنغيلينا روسانوفا "بداية يجب علينا معرفة وزن جيرينوفسكي، وهل هو ضمن المعايير المقبولة أم يجب طرده إلى الولايات المتحدة؟"، وزادت المدونة التي تقع ضمن الشريحة الواجب عليها تخفيض الوزن، حسب جيرينوفسكي، "أعتقد أنه يتحدث لجذب الانتباه لا أكثر"، مؤكدة أنها لم تأخذ تصريحاته على محمل الجد، وخلصت إلى أنّ "الرّد الأولي هو الضحك، فلا عتب على المجانين والحمقى كما يقال".

ونشرت المحطة فيديو للمدونة تظهر فيه وهي تتناول أنواعاً من الأطعمة السريعة رداً على تصريحات جيرينوفسكي.

أما المدونة كاترينا غورسكيخ، المستهدفة أيضاً بحسب معايير جيرينوفسكي، فاقترحت "مبادرة جيدة جداً للرد وهي خفض معاشات هؤلاء النواب الذين يطلقون مثل هذه المبادرات، وتوجيه هذه المبالغ إلى موازنة وزارة الصحة"، مشيرة إلى أنّ  تصريحات جيرينوفسكي "لم تثر أي مشاعر بالمطلق فهي بالنسبة لي مجرد غباء وهراء".

وبعد موجة السخرية والرفض لتصريحاته، اضطر جيرينوفسكي إلى توضيح كلامه من دون أن يعتذر، وقال إنّ السمنة تؤدي إلى أمراض كثيرة، وتراجع عن اقتراح تحديد الوزن للمواطنين، مؤكداً أنه "خيار شخصي"، لكنه أصرّ على أنّ الموظفين الحكوميين يجب أن يتمتعوا بلياقة بدنية عالية لأداء مهماتهم.

بعد موجة السخرية والرفض لتصريحاته، اضطر جيرينوفسكي إلى توضيح كلامه من دون أن يعتذر، وقال إن السمنة تؤدي إلى أمراض كثيرة

واعتاد كثير من الروس على تصريحات وتصرفات جيرينوفسكي الغريبة، ففي بداية العام الماضي، ظهر جيرينوفسكي وهو يوزع أوراقاً مالية في وسط الساحة الحمراء بموسكو بعد مشاهدته فيلم "خولوب" (العبد)، الذي رأى فيه كثير من النقاد دعوة للعودة إلى عصر القنانة والعبودية، منادياً "تعالوا وخذوا أيها اليتامى! تعالوا يا فقراء! تعالوا أيها العبيد والخدم"، في تصرّف ربطه البعض بتأثير الفيلم على المسؤول الروسي. وبعد دعوات لمحاسبته على تصرفاته بتوزيع المال واستخدامه مصطلحات لا تتناسب مع مبدأ المواطنة، ذكر حزبه، في بيان، أنّ "جيرينوفسكي لم يقصد إيذاء مشاعر أي شخص، وهو يساعد ويعطي المال لكل محتاج يقصده".

وفي 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وعشية تنظيم المعارضة احتجاجات لإطلاق سراح المعارض أليكسي نافالني، أثار الزعيم الشعبوي جدلاً واسعاً، عندما  اقترح، في لقاء إذاعي مع " كمسمولسكايا برافدا"، فتح بيوت لبيع الجنس في المدن الكبرى "لتفريغ طاقة الشباب السلبية".

حينها رأى أنّ معظم الشباب الذين يشاركون في التظاهرات هم بين 20 و40 عاماً، ومعظمهم من غير المتزوحين، وقد تجمعت عندهم طاقة سلبية كبيرة في ظروف الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، وأنه "لا بد من تفريغ هذه الشحنة السلبية". 

المساهمون