"ذي أبرنتيس" يستعيد سيرة دونالد ترامب

16 أكتوبر 2024
سيباستيان ستان بدور دونالد ترامب (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فيلم "ذي أبرنتيس" يستعرض بدايات دونالد ترامب في العقارات والسياسة بنيويورك، ويثير الجدل بسبب مشاهد تتعلق بحياته الشخصية، مما دفع محاميه للتهديد بإجراءات قانونية.
- المخرج علي عباسي يعبر عن استغرابه من الجدل، مشيراً إلى أن شخصية ترامب المثيرة للجدل هي محور العمل، بينما يتساءل الخبير الإعلامي بول ديرغارابيديان عن تأثير الجدل على إقبال الجمهور.
- الفيلم يبرز العلاقة بين ترامب والمحامي روي كون، وتأثيرها على منهج ترامب، مع أداء مميز لسيباستيان ستان في دور ترامب.

يراهن فيلم "ذي أبرنتيس" The Apprentice الذي انطلق عرضه يوم الجمعة في صالات السينما الأميركية، على الاستقطاب السياسي المتصاعد في الولايات المتحدة لجذب انتباه الجمهور، وذلك قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية المقبلة. الفيلم يتناول بدايات المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ويركز على حقبة السبعينيات والثمانينيات من حياته.
وفي تطور مثير، هدد محامو ترامب باتخاذ إجراءات قانونية ضد الفيلم، الذي يظهر في أحد مشاهده الرئيس السابق وهو يرتكب اعتداءً على زوجته الأولى. هذه المشاهد جاءت لتثير الجدل، وخاصة أن الفيلم يتناول فترة حساسة من حياة ترامب الشخصية والمهنية.
لم تجد أيّ من الاستوديوهات الكبرى في هوليوود الجرأة على توزيع الفيلم، ما دفع شركة "برياركليف إنترتاينمنت" المستقلة لتولي هذه المهمة، وعرضه في 1700 صالة سينما عبر أميركا الشمالية. المنتج التنفيذي للفيلم، جيمس شاني، وصف عملية طرح الفيلم بالصعبة، خلال العرض التمهيدي الذي أقيم في نيويورك الأسبوع الماضي.
المخرج الدنماركي الإيراني علي عباسي عبّر عن استغرابه من الجدل الذي أثاره الفيلم، مشيراً إلى أنه "أمر لافت أن يجد الناس هذا العمل مثيراً للجدل". وأشار إلى الجانب المثير للجدل في شخصية ترامب، مضيفاً: "نحن نتحدث عن شخص أدين بالاعتداء الجنسي" في إشارة إلى الإدانة التي استأنفها ترامب أمام القضاء المدني.
من أكثر المشاهد إثارة للضجة، يظهر ترامب وهو يغتصب زوجته الأولى إيفانا بعد مشادة كلامية معها بسبب سخريتها من مظهره. إيفانا، التي توفيت في عام 2022، كانت قد اتهمت ترامب بالاعتداء خلال إجراءات الطلاق بينهما، لكنها تراجعت لاحقاً عن هذا الاتهام.
الخبير الإعلامي بول ديرغارابيديان أشار إلى أن الجدل قد يجذب الانتباه للفيلم، لكنه تساءل عن مدى تأثير ذلك على رغبة الناس في مشاهدته. وتوقع ألا يتصدر "ذي أبرنتيس" شباك التذاكر، رغم استناده إلى شخصية تلفزيونية مثيرة للجدل مثل ترامب، مشبهاً ذلك بفيلم "ريغان" الذي تناول حياة الرئيس الأميركي الأسبق.
يروي الفيلم قصة سنوات شباب ترامب، ويظهره بشخصية الشاب الطموح الذي يسعى لإثبات نفسه في عالم العقارات والسياسة في نيويورك، قبل أن ينحرف تدريجياً مع دخوله عالم الأعمال. المخرج أفي أيار، الذي عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، نفى أن يكون الفيلم هجوماً شخصياً على ترامب، ودعا الرئيس السابق لمشاهدته قبل الحكم عليه.

في خطوة دعائية لافتة، استأجرت فرق الترويج للفيلم طائرة رفعت لافتة في السماء فوق تجمع للحزب الجمهوري في بنسلفانيا، كتب عليها: "ترامب، اذهب لمشاهدة ذي أبرنتيس الجمعة".
ونتابع في الفيلم صعود دونالد ترامب خلال السبعينيات والثمانينيات، خصوصاً من خلال العلاقة المؤثرة بينه وبين المحامي الشهير روي كون. وكان هذا الأخير معروفاً بفساده القانوني وقسوته، وكان مرشداً لترامب الشاب، وأثر في تكوين منهجه في التعامل مع السياسة والأعمال. يُظهر الفيلم كيف استلهم ترامب من كون ثلاثة مبادئ أساسية: الهجوم المستمر، الإنكار المطلق، والادعاء بالفوز مهما كانت الظروف. هذه المبادئ، التي ظهرت جلية في سلوكه السياسي والتجاري لاحقاً، ساهمت في تشكيل شخصيته المثيرة للجدل التي نعرفها اليوم.
من أبرز ملامح الفيلم هو الأداء القوي للممثل سيباستيان ستان في دور ترامب، إذ قدم تجسيداً معقداً للشخصية دون اللجوء إلى التقليد الكاريكاتيري.

المساهمون