ذهاب وإياب افتراضيان بين غزة والقدس

24 مايو 2023
تمرّ عملية تجهيز المواد المرئية في خطوات عدة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

دفع شغف الفلسطينية سجى أبو دلال إلى بدء تنفيذ مشروع PAL VR، الذي يُتيح ربط المدن الفلسطينية تقنياً، عبر استخدام الواقع الافتراضي. وتسعى أبو دلال برفقة خمسة من زملائها وزميلاتها، إلى تخطي العقبات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي في مختلف المدن الفلسطينية، من خلال هذا المشروع، الذي بدأ بالربط بين البلدة القديمة في غزة، والبلدة القديمة في القدس، ويُتيح إمكانية التجول افتراضياً داخل المدينتين، بعيداً عن القيود والحواجز الإسرائيلية.
ويعتمد الشبان في مشروعهم الفردي، والممول ذاتياً، على تصوير الأماكن الأثرية، والسياحية، والأماكن ذات الطابع القديم، بتقنية 360 درجة، وتعزيزها بتقنية الواقع الافتراضي، والتي تُمَكِن المُشاهِد من التجول رقمياً، وتمنحه شعوراً بمعايشة المدن أو الأعيان، ورؤية أدق تفاصيلها من مختلف الجِهات، ما يُعطيه انطباعا وكأنه في قلب المكان.
يرتكز المشروع الشبابي على ركنين أساسيين، يتعلق الأول بصعوبة وصول أهالي قِطاع غزة إلى مدينة القدس وشوارعها وحاراتها بفعل تواصل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاماً، إذ يتولى المصور المقدسي عصام الأشهب، وهو عضو الفريق، تصوير تفاصيل البلدة القديمة، وبثها افتراضياً لأهالي القِطاع، في محاولة للانتصار على الحصار.
أما الركن الثاني، فيتمثل في صعوبة وصول أهالي القدس لزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية في غزة، إذ يصور أعضاء الفريق المساحات الأثرية والتاريخية في قِطاع غزة، ويبثونها لأهالي القدس كخطوة أولى. ويخطط أعضاء الفريق لربط كل المدن الفلسطينية، بهدف التغلب على الحواجز الإسرائيلية، التي تقطع أوصالها، وتحرم أهلها من التحرك بسلاسة بينها، ضمن مسلسل الممارسات الإسرائيلية التضييقية على الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم.
وتمرّ عملية تجهيز المواد المرئية في خطوات عدة، تبدأ بزيارة الأماكن ذات الدلالة التاريخية، أو التراثية، أو الأماكن المشهورة التي يرغب الجميع في زيارتها، وتصوير زواياها بتقنية 360 درجة، وتمرير الفيديوهات والصور المُلتقطة عبر برامج مُخصصة للمونتاج، مع إضافة مقاطع تعليق صوتي للنصوص التوضيحية، التي تشمل التفاصيل والمعلومات عن مشاهِد الفيديو، ومن ثم عرضها على "يوتيوب"، ومُشاركتها على صفحاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول صاحبة فكرة المشروع، سجى أبو دلال، وهي خريجة تكنولوجيا معلومات من جامعة الأقصى، إن الفكرة بدأت بالربط بين البلدة القديمة في غزة، والبلدة القديمة في القدس، مُبينة أنها انطلقت بفعل حاجة الفلسطينيين إلى زيارة مدنهم، وقراهم، ومعالمهم التاريخية، والأثرية التي يحرمهم الاحتلال من رؤيتها، وذلك عن طريق الربط بين المدن تقنياً، من دون أي عوائق، أو حواجز إسرائيلية.
وتُبين أبو دلال، والتي تُشارك فريقها بالتصوير عبر تقنية 360 درجة، لـ"العربي الجديد" أن الفريق بدأ بتطبيق فكرته على أرض الواقع، بعدما قام بتوفير كاميرا للتصوير بتقنية 360 درجة، وتعتبر أهم عنصر في تطبيق المشروع، حيث تسمح بالتصوير من كل الجوانب، وتُعطي لمُشاهد الفيديو انطباعا وكأنه داخل المكان.
ويتولى الفلسطيني محمد الحلو مُهِمة تصوير جوانب مُعينة للأماكن الأثرية والتاريخية القديمة في قِطاع غزة، إلى جانب مونتاج المواد المرئية، مع إسقاط التعليق الصوتي عليها، بهدف الخروج بمواد احترافية، تجذب المُشاهد، وتتمكن من اصطحابه رقمياً إلى المكان.
ويبيّن الحلو لـ "العربي الجديد"، أنه تحمس للمُشاركة ضمن الفريق، كنوع من التحدي للواقع الصعب، والذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي بفعل الحِصار على قِطاع غزة، الذي يُمنع أهله من رؤية معالم مدنهم وقراهم المُحتلة، كذلك يفصل بين القِطاع وباقي المدن الفلسطينية. ويرى أن معايشة الفلسطينيين ورؤيتهم لتفاصيل بلداتهم المحتلة، تُعتبران من أبسط الحقوق الإنسانية، التي يسعى الفريق إلى تحقيقها رقمياً من خلال الواقع الافتراضي.

أما زميلته سمية وادي، فيختص نشاطها داخل الفريق بكتابة النص المتوافق مع المشاهِد المصورة، ويحتوي على التفاصيل والمعلومات المُتعلقة بالأماكن التاريخية، والتي تُساهِم في زيادة اندماج المُتلقي مع المواد المصورة، بعد معرفته للمعلومات المُتعلقة بها.
ويحاول الفريق من خلال إتاحة المرافق الأثرية عبر الواقع الافتراضي، الوصول إلى كلّ الفلسطينيين، ومنهم الأشخاص المغتربون، وأبناء الضفة الغربية، والقدس، والداخل المُحتل عام 1948، وسط آمال معقودة على أن تلاقي الفكرة رواجاً بين المتلقين.
وتتشارك كل من عضو الفريق رنا أبو دلال، وزميلتها آلاء حمادة، في التعليق الصوتي، وهي المرحلة ما قبل الأخيرة، حيث تصنعان مادة مسموعة، ويُعتبر نشاطهما حلقة الوصل بين المادة المكتوبة، والمصورة، قبل المرحلة الأخيرة، والمتعلقة بتصدير الفيديو.
وتقول كاتبة المحتوى، آلاء حمادة لـ "العربي الجديد" إنّها وزميلتها تحرصان على الأداء الصوتي بأسلوب متناغِم مع المشاهد الأثرية والتاريخية.

المساهمون