في مثل هذا اليوم قبل 55 عاماً، لقي أوّل رائد فضاء في العالم، يوري غاغارين، بعمر 34 عاماً، حتفه، جراء تحطم طائرة كان يقودها في قرية نوفوسيولوفو، في مقاطعة فلاديمير الروسية، لينتهي "الحلم السوفييتي" الذي بدأ مع طيار شاب بسيط تحوّل إلى بطل عالمي فتح للبشرية آفاقاً جديدة، وتحوّل إلى وجه للاتحاد السوفييتي أمام العالم.
وفي 27 مارس/آذار 1968، ارتطمت طائرة حربية من طراز ميغ-15 كان يقودها غاغارين ومساعده، فلاديمير سيريغين، بالأرض بسرعة 600 كيلومتر في الساعة، ممّا لم يترك لهما أيّ فرصة للنجاة.
وبمناسبة الذكرى الـ55 لواقعة مقتل غاغارين التي حلت الاثنين، نشر الأرشيف الحكومي الروسي للوثائق العلمية - التقنية لأول مرة صوراً من موقع تحطم طائرته التدريبية تظهر بدن المقاتلة المنكوبة.
ولما كان غاغارين أوّل إنسان صعد إلى الفضاء وعاد سالماً عام 1961، خيّمت ألغاز كثيرة على واقعة مقتله في تحليق اعتيادي ضمن الغلاف الجوي للأرض، وصلت إلى انتشار نظريات المؤامرة حول سبب وفاته وتداول شائعة اختفاء جثمانه.
ومن بين الروايات التي انتشرت على أثر واقعة مقتل غاغارين، اصطدام طائرته بمسبار أرصاد جوية، لكنّ لم يعثر في الحقيقة على أي مسبار على الأرض. وبحسب رواية أخرى تبناها أول رائد فضاء خرج من مركبته إلى الفضاء، أليكسي ليونوف، فإنّ الفاجعة ربما كانت ناجمة عن تقارب مع طائرة أخرى انحرفت عن ممرها الجوي.
لكنّ الكاتب والصحافي العلمي والباحث في تاريخ الملاحة الكونية، أنطون بيرفوشين، قلّل من أهمية مثل هذه المزاعم، معتبراً أنّ واقعة مقتل غاغارين جاءت نتيجة لسلسلة من الظروف المأساوية.
وقال بيرفوشين، في حديث سابق مع "العربي الجديد": "صحيح أنّ هناك شائعات كثيرة يجري تداولها حول مقتل غاغارين، ولكن الحادثة جاءت نتيجة لمجموعة من الظروف المأساوية، بما فيها تنفيذ التحليق على متن طائرة من طراز ميغ-15 ذات خزانات وقود معلقة لم تكن لدى غاغارين خبرة قيادتها، وسوء الأحوال الجوية، والخلل في تنظيم التحليق".
وقبل رحلته إلى الفضاء الكوني في 12 إبريل/نيسان 1961 بيومين، كتب غاغارين رسالة وداع لزوجته، ولكن القدر شاء أن تستلمها بعد 7 سنوات، إثر مقتله في تحطم طائرته.
يذكر أن مركبة فوستوك-1 (الشرق-1)، أقلعت في صباح 12 إبريل/نيسان 1961، وعلى متنها غاغارين البالغ من العمر 27 عاماً حينها، من مطار بايكونور الفضائي في جمهورية كازاخستان السوفييتية الاشتراكية، بعد أن نطق بكلمته الشهيرة "لننطلق!".
وقام غاغارين خلال الرحلة بالدوران حول الأرض، قبل أن تهبط مركبته في مقاطعة ساراتوف في روسيا، محققاً لنفسه شهرة عالمية لم تتضاءل مع مرور الزمن.