يحاول العلماء بناء كمبيوتر يمكنه منافسة القدرات المنطقية لطفل رضيع، وهذا يعني تغييراً في الطريقة الحالية لتعلم الذكاء الاصطناعي.
وأنشأ الباحثون نظام ذكاء اصطناعي للتعلم العميق اكتسب "فهماً لبعض قوانين الفطرة السليمة للعالم المادي".
وستساعد النتائج في بناء نماذج حاسوبية أفضل تحاكي العقل البشري، من خلال الاقتراب من فهم الرضيع للافتراضات، كما توضح سوزان هسبوس، من قسم علم النفس في جامعة نورث وسترن إيفانستون في إلينوي الأميركية.
وتشرح هسبوس أن نماذج الذكاء الاصطناعي تبدأ عادة كصفحة بيضاء، ثم تتدرب على بيانات من الأمثلة المختلفة حتى تبني المعرفة منها. لكن الأبحاث التي أجريت على الأطفال تشير إلى أن هذا ليس ما يفعلونه. بدلاً من بناء المعرفة من الصفر، لدى الأطفال بعض التوقعات المبدئية حول الأشياء.
والاكتشاف المثير الذي توصل إليه الباحثون هو أن نظام الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق، المصمم على غرار ما يفكر الأطفال، يتفوق في الأداء على نظام يبدأ بسجل فارغ ويحاول التعلم بناءً على التجربة وحدها.
ووجد الباحثون أن نموذج التعلم العميق الذي بدأ من الصفر كان أداؤه حسناً، لكن النموذج المستوحى من إدراك الرضع كان أفضل بكثير.
ويمكن لهذا النموذج الجديد أن يتنبأ بشكل أكثر دقة بكيفية تحرك الكائن، وكان أكثر نجاحاً في تطبيق التوقعات على الرسوم المتحركة الجديدة، وتعلم من مجموعة أصغر من الأمثلة.
من الواضح أن التعلم عبر الزمن والتجربة أمر مهم، لكنه ليس القصة بأكملها. ويساهم هذا البحث في طرح نظرة ثاقبة على السؤال القديم حول ما هو فطري لدى البشر، وما يمكن تعلمه، ويوضح أيضاً كيف يمكن للدراسات على الأطفال أن تساهم في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي أفضل تحاكي العقل البشري.