امتلأت الحملات الانتخابية في البرازيل بالتشهير، والهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، والأكاذيب الفجّة والغريبة، إلى درجةٍ مضحكةٍ أحياناً، بحسب وكالة فرانس برس.
وقدّم فريق تقصّي الحقائق في "فرانس برس"، دليلاً عن أبرز تقنيات التضليل المستخدمة في الحروب بالوكالة، عبر الإنترنت، بين مؤيدي الرئيس اليميني الحالي جايير بولسونارو ومنافسه اليساري لولا دا سيلفا، قبيل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي ستقام في 30 أكتوبر/ تشرين الأوّل الجاري.
- اقتباسات مقتطعة من السياق
بحسب "فرانس برس"، فإنّ إحدى أبرز الطرق المستعملة في حملات التضليل الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي هي إخراج الفيديوهات من سياقها، عبر اقتطاع أجزاء من مقابلات أو خطابات للمرشّحين، لإظهارهم يصرّحون بأقوال لم يدلوا بها في الحقيقة.
على سبيل المثال، تمّت مشاركة مقطع فيديو على نطاق واسع، يوم الأربعاء الماضي، من قبل أنصار بولسونارو، بما في ذلك القس الإنجيلي المؤثر سيلاس مالافيا، يظهر فيها لولا وهو يقول: "يجب أن أكذب. يجب على السياسيين أن يكذبوا".
كان الرئيس اليساري السابق قد نطق بهذه الكلمات فعلاً، لكن في تقليد ساخر لبولسونارو.
وقال لولا (76 عاماً) في مقابلة عبر بودكاست: "بوزو (لقب ساخر يطلقه على خصمه) يكذب بشكل قهري. يقول حرفياً: يجب أن أكذب".
بدوره، استهدف بولسونارو، البالغ من العمر 67 عاماً، بنفس هذه الطريقة. على سبيل المثال، يظهر الرئيس الحالي في أحد المقاطع، كما لو أنّه يقول إنّه سيعين الرئيس السابق الذي تلاحقه الفضائح فرناندو كولور في مجلس وزرائه "لمصادرة معاشات المتقاعدين". في الواقع، كان بولسونارو ينفي شائعة انتشرت على الإنترنت.
- الخطر اليساري
يحذّر بولسونارو من أنّ الرئيس السابق لولا، الذي حكم البلاد بين عامي 2003 و2010، يريد "فرض الشيوعية" في البرازيل، وغالباً ما يستعمل الأزمات في البلدان المجاورة كأمثلة على مخاطر الحكم اليساري.
وسط مؤشرات على ظهور "مدّ وردي" جديد في المنطقة، بعد وصول اليساريين أخيراً إلى الحكم في الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا، توسّعت حملة التضليل الإعلامي لتنشر الفوضى على نطاق واسع.
يتهّم أحد المنشورات حكومة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو اليسارية بـ"السماح بممارسة الجنس مع الأطفال"، بناءً على إجراء شرّع زواج القاصرين الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً. في الحقيقة، كانت حكومة الرئيس المحافظ السابق إيفان دوكي هي من تبنّت هذا الإجراء عام 2021.
وحذّر منشورٌ آخر من نهاية العالم: "السكان المحليون الجائعون يهاجمون الدواجن والخنازير في الأرجنتين"، وأرفق بفيديو يصوّر حالات نهب يُزعم أنّها حدثت في عهد الرئيس اليساري ألبرتو فرنانديز، بينما في الواقع، تعود الصور إلى احتجاجات في بلدة بويرتو تيخادا الكولومبية ضدّ حكومة دوكي العام الماضي.
كذلك، نشرت مقاطع الفيديو من الاحتجاجات العنيفة في تشيلي خلال عام 2019، في عهد الرئيس المحافظ السابق سيباستيان بينيرا، على أنّها تحدث في عهد الرئيس الحالي غابرييل بوريك، الذي تولى منصبه في مارس/ آذار الماضي.
- استطلاعات الرأي الوهمية
أحد الأساليب الشائعة أيضاً هي استطلاعات الرأي الوهمية، التي تظهر تفوّق مرشحٍ على الآخر بفارقٍ كبير. في بعض الأحيان تكون استطلاعات الرأي هذه ملفّقة بالكامل، وفي أحيانٍ أخرى تستخدم برامج المونتاج لتغيير الأرقام في التقارير الإخبارية التلفزيونية.
أما في الواقع، فإنّ معظم استطلاعات الرأي الحقيقية تعطي لولا أفضليةً ضئيلةً على بولسونارو.
- اتهامات التزوير
انتشرت ادعاءات التزوير بعد انتخابات الجولة الأولى في 2 أكتوبر، حين حصل لولا على 48% من الأصوات، مقابل 43% لبولسونارو.
أحد المنشورات التي لاقت تفاعلاً واسعاً، زعم أنّ لولا حصل على عدد أصواتٍ في بعض المدن يفوق عدد سكانها الفعليين. لكن تبيّن مراجعة الأرقام الرسمية أنّ الأرقام المذكورة غير صحيحة، وأنّ بعض المدن المذكورة غير موجودة من الأساس.
- المقالات المزيفة
تستنسخ منشورات أخرى صفحات وسائل الإعلام القائمة من أجل نشر تقارير إخبارية كاذبة، ويعد الموقع الإخباري جي 1، التابع لأكبر مجموعة إعلامية في البلاد "غلوبو"، اختياراً مفضلاً لناشري هذه التقارير.
تُظهر صورة مقالاً، يُزعم أنّه منشور في "جي 1"، يدّعي أنّ لولا يقول إنّه سيصادر أسلحة البرازيليين النارية في حال تم انتخابه.
وزعم مقالٌ مزيّفٌ آخر قوله: "حتى الله لا يستطيع أن يمنعني من الفوز في هذه الانتخابات".