حثّ ائتلاف من مجموعات ناشطة في مجال الحقوق المدنية، مساء الإثنين، المعلنين على "تويتر" على سحب إعلاناتهم من المنصة، بعدما رفع مالكها إيلون ماسك الحظر المفروض على تغريدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، علماً أن بيع الإعلانات الرقمية يشكّل 90% من عائداتها.
أعيد حساب ترامب، الذي علقته "تويتر" بعد الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 بسبب الخوف من تحريضه على حدوث مزيد من العنف، خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت.
اشتكت المجموعات في ائتلاف "ستوب توكسيك تويتر" (أوقفوا تويتر السام) من أنّ ماسك تعهد للمعلنين بأن تتّخذ المنصة نهجاً مدروساً لإعادة الحسابات المحظورة، إضافةً إلى تأسيس مجلس إدارة محتوى جديد، وهو ما لم يحدث حتّى اليوم، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وكان رئيس منظمة مراقبة الإعلام ميديا ماترز، أنجيلو كاروسوني، قد وصف عودة ترامب بأنّها "خرق حقيقي"، معتبراً أنّ ماسك "كان يكذب منذ البداية".
وقالت الرئيسة التنفيذية المشاركة لمجموعة فري برس، جيسيكا غونزاليس، في بيان صحافي: "في أقل من ثلاثة أسابيع تراجع ماسك عن كل وعد قطعه لقادة الحقوق المدنية والمعلنين".
ولم يجب فريق التواصل على "تويتر" عن طلب تعليق من "رويترز"، مع العلم أنّ المنصة فقدت عدداً كبيراً من العاملين في فريق التواصل، بعدما طرد ماسك قسماً كبيراً من الموظفين بعد فترة وجيزة من استحواذه على الشركة.
وبدأ "تويتر" بإعادة الحسابات المحظورة أو المعلقة أواخر الأسبوع الماضي، مثل حساب الممثلة الكوميدية كاثي غريفين، وكذلك ترامب.
وكان ماسك قد أعلن السبت أنّ "تويتر" أعاد حساب ترامب، بعدما حصل الأخير على أغلبية ضئيلة في استطلاع للرأي نشره عبر حسابه على المنصة.
ويوم أمس، أعيد تفعيل حساب النائبة الأميركية اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين، والتي أوقفت في يناير الماضي، بسبب انتهاكها سياسة المعلومات المضللة الخاصة بجائحة كوفيد- 19.
وبحسب "رويترز"، اشتكى ماسك في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر من أنّ ضغوط الناشطين قد تسبّبت بالفعل في "انخفاض هائل في الإيرادات".
من جهته، قال كاروسوني إن 51 معلناً، من بين المائة الأكثر إنفاقاً على "تويتر" هذا العام، أوقفوا الإعلانات مؤقتًا، بحسب البيانات الخاصة بالتحالف وبيانات الإنفاق التي قدّمتها شركة قياس الإعلانات باثماتيكس.
وطلب كاروسوني، باسم التحالف، من العلامات التجارية التي لم تعلن قرارها بإيقاف إعلاناتها على "تويتر" إصدار بيانات رسمية، وذلك للضغط على 49 معلناً آخر لم يتّخذوا أيّ إجراءات.
وأضاف: "أنت بحاجة إلى اتخاذ موقف، لذا من المهم أن يقول كبار المعلنين إنّهم توقفوا"، مشيراً إلى أنّ التحالف سينظر في تسمية الشركات المعلنة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، في حال لم تصدر بيانات عامة حول إيقافها الإعلانات مؤقتاً على "تويتر".
وكانت شركات مثل أتش بي أو ومونديليز تتصدّر قائمة كبار المعلنين على "تويتر" قبل استحواذ ماسك، وفقاً لبيانات "باثماتيكس". لكن، وبعد قرار ماسك تسريح نصف موظّفي الشركة، صار أكبر معلنين على المنصة، بين 10 و16 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، هما موقع التمويل الشخصي فينانس باز، وموقع التجارة الإلكترونية ترندي تاونز، ومقره سنغافورة.
وأظهرت بيانات "باثماتيكس" أن أكبر مائة معلن على "تويتر"، أنفقوا، بين 10 و16 نوفمبر، مبلغاً يقدّر بنحو 23.6 مليون دولار، فيما وصل المبلغ، بين 16 و22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أي قبل استحواذ ماسك على الشركة، إلى 24.2 مليون دولار.