استمع إلى الملخص
- **دراسة تأثير الفقدان عبر مراحل الحياة**: الدراسة تابعت المشاركين من المراهقة إلى البلوغ ووجدت أن فقدان الأحباء يؤدي إلى تقدم في العمر البيولوجي، مما يساهم في الاختلافات الصحية بين المجموعات العرقية والإثنية.
- **نتائج الدراسة وتراكم الخسائر**: 40% من المشاركين عانوا من خسارة واحدة على الأقل بين سن 33 و43. تراكم الخسائر يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة والخرف، وتستمر التأثيرات لفترة طويلة بعد الحدث.
يرتبط الشعور بالحزن على فقدان الأحبّة، سواء شخص قريب كأب أو أخ أو أم أو فرد عزيز من الأسرة، بالشعور بالتقدم بالعمر، وفقا لدراسات نفسية سابقة. لكن دراسة جديدة كشفت أن الأمر يتجاوز مجرد الشعور بالتقدم في العمر إلى تقدم فعلي في العمر البيولوجي بشكل أسرع من العمر الحقيقي.
الشيخوخة البيولوجية هي الانحدار التدريجي في مدى كفاءة عمل خلايا وأنسجة وأعضاء الجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. يقيس العلماء هذا النوع من الشيخوخة باستخدام علامات الحمض النووي المعروفة باسم الساعات الجينية. وتشمل المؤشرات الحيوية للشيخوخة: ضغط الدم، والرؤية، والسمع وحركة المفاصل. وتشمل المؤشرات الحيوية الأخرى القابلة للقياس، بعض البروتينات في مجرى الدم.
وجدت الدراسة، التي نشرت في 29 يوليو/ تموز في مجلة JAMA، أن الأشخاص الذين فقدوا أحد الوالدين أو الشريك أو الشقيق أو الطفل، أظهروا علامات تقدم في العمر البيولوجي مقارنة بأولئك الذين لم يعانوا من مثل هذه الخسائر.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة أليسون أييلو - أستاذة الصحة العامة وعلم الأوبئة في جامعة كولومبيا الأميركية: "نظرت دراسات قليلة في كيفية تأثير فقدان أحد الأحباء في مراحل مختلفة من الحياة على علامات الحمض النووي هذه، وخاصة في عينات الدراسة التي تمثل سكان الولايات المتحدة. تظهر دراستنا روابط قوية بين فقدان الأحباء عبر مسار الحياة من الطفولة إلى البلوغ والشيخوخة البيولوجية الأسرع".
قبل منتصف العمر
تشير الدراسة إلى أن تأثير الخسارة على الشيخوخة يمكن ملاحظته قبل فترة طويلة من منتصف العمر وقد يساهم في الاختلافات الصحية بين المجموعات العرقية والإثنية.
استخدم الباحثون بيانات من الدراسة الوطنية لصحة المراهقين والبالغين، والتي بدأت في عامي 1994 و1995، وتابعت المشاركين من سنوات المراهقة إلى مرحلة البلوغ. وأوضحت أييلو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه لقياس الخسارة الأسرية أثناء الطفولة أو المراهقة من الدراسة الوطنية، تابعت هي وفريقها البحثي، عبر مراحل وأطر زمنية مختلفة للشيخوخة، بداية ظهور العلامات ومستوياتها.
استطلعت المرحلة الأولى آراء 20745 مراهقاً في الصفوف من السابع إلى الثاني عشر، وكانت أعمار معظمهم تتراوح بين 12 و19 عاماً. وتمت متابعة المشاركين منذ ذلك الحين. وجرت المرحلة الخامسة بين عامي 2016 و2018 وأكملت المقابلات مع 12300 من المشاركين الأصليين. في المرحلة الأخيرة، بين عامي 2016 و2018، تمت دعوة المشاركين لإجراء فحص منزلي إضافي، حيث تم توفير عينات دم من حوالي 4500 شخص تمت زيارتهم لاختبار الحمض النووي.
بحثت الدراسة في الخسائر التي حدثت في أثناء الطفولة أو المراهقة (حتى سن 18 عاماً)، والبلوغ (من 19 إلى 43 عاماً). كما فحص المؤلفون عدد الخسائر التي حدثت خلال هذه الفترة الزمنية. وتم تقييم بيانات الشيخوخة البيولوجية من مثيلة الحمض النووي في الدم باستخدام الساعات فوق الجينية.
وأشارت المؤلفة الرئيسية للدراسة إلى أن "الارتباط بين فقدان الأحباء والمشكلات الصحية طوال الحياة راسخ جيداً. ولكن بعض مراحل الحياة قد تكون أكثر عرضة للمخاطر الصحية المرتبطة بالخسارة، ويبدو أن تراكم الخسارة عامل مهم".
على سبيل المثال، يمكن أن يكون فقدان أحد الوالدين أو الأشقاء في وقت مبكر من الحياة مؤلماً للغاية، وغالباً ما يؤدي إلى مشكلات مرتبطة بالصحة العقلية ومشكلات في الإدراك ومخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب وفرصة أكبر للوفاة في وقت مبكر. ويشكل فقدان أحد أفراد الأسرة المقربين في أي عمر مخاطر صحية، ويمكن أن تزيد الخسائر المتكررة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة والخرف، وقد تستمر التأثيرات أو تصبح واضحة بعد فترة طويلة من الحدث.