دراسة تكشف عن الحيوانات التي قد تكون مصدراً لكورونا في المستقبل

24 فبراير 2021
حيوانات أليفة عديدة قد تكون مصدراً لنقل العدوى (Getty)
+ الخط -

تكشف دراسة جديدة قادها باحثون في جامعة ليفربول، أن النطاق المحتمل لنشوء طفرات فيروس كورونا المستجد في الحيوانات البرية والأليفة، ربما لم يتم منحها التقدير الكافي من قبل الباحثين. يمكن لدراسات الكشف عن الحيوانات التي من المتوقع أن تكون مصدراً لتفشي فيروس كورونا في المستقبل، التسبب في تسليط الضوء على هذه الحيوانات، ومن ثم التقليل من خطر ظهور فيروسات كورونا جديدة في الحيوانات وانتقالها إلى البشر.

حددت الدراسة التي نشرت يوم الأربعاء (17 فبراير/شباط) في دورية Nature Communications، الثدييات التي تعد مصادر محتملة لظهور فيروسات كورونا الجديدة، بما في ذلك الأنواع المتسببة في حالات تفشي سابقة، مثل الخفافيش وآكل النمل الحرشفي، وبعض الأنواع الجديدة المرشحة. 

توضح الباحثة السورية، مايا وردة، العاملة في معهد العدوى والصحة العامة في جامعة ليفربول البريطانية، أنه يمكن أن تظهر فيروسات كورونا الجديدة عندما تصيب سلالتان مختلفتان حيواناً، ما يتسبب في إعادة اتحاد المادة الوراثية الفيروسية. وتضيف: "لقد كان فهمنا لمدى حساسية الثدييات المتنوعة لفيروسات كورونا المختلفة محدوداً، ولكن مثل هذه المعلومات، يمكن أن تقدم رؤى حول مكان حدوث إعادة التشكيل الفيروسي"، طبقا للبيان الذي أصدرته الجامعة مع الدراسة، وحصلت "العربي الجديد" على نسخة منه.

بذل الباحثون كثيراً من الجهود لسد هذه الفجوة المعرفية. وأحد هذه الجهود كان استخدام نهج التعلم الآلي للتنبؤ بالعلاقات بين 411 سلالة من فيروس كورونا و876 نوعاً من الثدييات المضيفة المحتملة. تسهم الدراسة في التنبؤ بالثدييات التي من المرجح أن تصاب بالعدوى المشتركة، وبالتالي تكون مضيفة محتملة لإعادة التركيب لإنتاج فيروسات كورونا الجديدة.
طبقاً للنتائج التي توصل إليها الباحثون، فإن ما لا يقل عن 11 مرة من الارتباطات بين أنواع الثدييات وسلالات فيروس كورونا، التي رصدت حتى إنجاز الدراسة. كما تشير تقديرات العلماء إلى أنه توجد أكثر من 40 من أنواع الثدييات التي يمكن أن تصاب بمجموعة متنوعة من سلالات فيروس كورونا، أكثر مما كان معروفا في السابق.

ونظراً إلى أن فيروسات كورونا تخضع في كثير من الأحيان إلى إعادة التركيب عندما تشارك في إصابة مضيف، وأن الفيروس المسبب لمرض كورونا هو فيروس شديد العدوى للبشر، فإن التهديد الأكثر إلحاحاً للصحة العامة هو إعادة تركيب فيروسات كورونا الأخرى مع الفيروس المسبب لها، وفق معدي الدراسة. 

 حدد الباحثون 102 مضيف محتمل لإعادة تركيب فيروس كورونا

وكشف الباحثون أنه قد يكون هناك 30 نوعا من الأنواع المضيفة التي من المحتمل أن يحدث فيها إعادة تركيب فيروس كورونا المستجد، أكثر مما هو معروف حاليا. ومن بين هذه المجموعة المضيفة للفيروس: جمل المهجع، والقرد الأخضر الأفريقي، والخفاش الأصفر الآسيوي. كما حدد الباحثون أيضا 102 مضيف محتمل لإعادة تركيب فيروسي "كورونا المستجد"، والفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس".
 
تفرق الدراسة بين مفهومي "الطفرات" و"التركيب الفيروسي" في الفيروسات. وطبقاً للدراسة، فإن إعادة التركيب الفيروسي هي عملية تحدث على مدى فترات زمنية أطول ويمكن أن تولد سلالات، أو أنواعاً جديدة تماما عن الفيروس الأصلي، بعكس الطفرات الأسرع في التشكل والانتشار.

المساهمون