مهدي بن تيجاني معلم شاب ثلاثيني من ولاية تبسة الجزائرية، وهو حرفي مجوهرات اكتسب مهنته عن جده، ويحترف أيضاً صناعة خيط الروح.
يقول مهدي إن أصل خيط الروح يعود إلى مدينة الجزائر إبان حكم العثمانيين، وتختلف الروايات حول تسميته، إذ تقول إحداها إن عائلة ثرية من مدينة الجزائر العريقة زوّجت ابنتها إلى رجل فقير. وفي يوم الزواج، أهدى الرجل الفقير عقداً من الذهب إلى زوجته، لكنه كان أصغر من أن تستطيع أي امرأة أن تزين رقبتها به، فصرخت به أم العروس قائلة: "جابلها خيط الروح"، فما كان من والد العروس إلا أن وضع العقد على رأس ابنته.
ويزين خيط الروح رؤوس الجزائريات في المناسبات المميزة والأعراس، ويختلف ارتداؤه من منطقة إلى أخرى. ففي العاصمة مثلاً ترتديه النساء مع الكاراكو (لباس تقليدي)، أما في الغرب الجزائري، وتحديداً في تلمسان، فيُلبس مع الشدة التلمسانية.
ويشرح مهدي أن خيط الروح عقد من أحجار دائرية صغيرة على شكل قطرات. وارتداء خيط الروح بقطرة أو دمعة واحدة مخصص للشابة العازبة، أما المصنوع من ثلاث قطرات فترتديه المرأة المتزوجة.
ويُصنع خيط الروح من الذهب أو الفضة، ويكون مرصعاً بالأحجار الكريمة، ولا يكاد يخلو حفل زفافٍ أو مناسبة جزائرية منه، مزيّناً أعناق الجزائريات ورؤوسهنّ.