"حياة في يوم من 2020": أحداث العام بعدسة العشرات

02 فبراير 2021
وافق كيفن ماكدونالد على خوض المشروع خلال مارس/آذار الماضي (بيير سو/Getty)
+ الخط -

يقدّم ريدلي سكوت وكيفن ماكدونالد في "مهرجان صندانس السينمائي" فيلمهما "لايف إن إيه داي 2020" 2020 Life in a Day بنسخة جديدة، يعرضان فيها جملة مشاهد التقطها عشرات المشاركين حول العالم خلال يوم صيفي العام الماضي، من الحياة في ظل الجائحة مروراً بالتظاهرات العملاقة ضد العنصرية.

ويوضح كيفن ماكدونالد لوكالة "فرانس برس": "بطبيعة الحال، مع كل ما كان يحصل في يوليو/تموز، (مقتل) جورج فلويد وتظاهرات (حياة السود مهمة) والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب و(كوفيد-19)... كان الوضع أشبه بفيلم سينمائي، وكنا أمام سنة أغنى بالأحداث مقارنة بما كنا نشهده في الفترات السابقة".

وتطلّب إنجاز فيلم "لايف إن إيه داي 2020" (حياة في يوم من 2020) الذي يُقدّم الإثنين في "مهرجان صندانس السينمائي"، قبل طرحه على "يوتيوب"، تضافر جهود فريق ضخم من المولّفين بالاعتماد على 324 ألف مقطع مصوّر أرسلها مساهمون في العمل.

ويقدم العمل شهادة فريدة عن السنة الفائتة مع طرق مهجورة خلال فترات الإغلاق العام، أو مكتظة بالمتظاهرين الغاضبين في مواجهة عناصر في قوات مكافحة الشغب.

ويقول المخرج "عندما أنظر إلى الفيلم الأول" الذي عُرض قبل عشر سنوات، "أقول إنه بمثابة آلة للزمن... هذا العمل الجديد أكثر تميّزاً بعد".

يغلب الطابع الحميمي على السياسي في أكثرية المشاهد. والمقطع المفضل لدى كيفن ماكدونالد هو لرجل أشبه بروبنسون كروزو العصر الحديث يسجّل نفسه متحدثاً مع عناكبه
"سامي" و"جيكوب" و"كريستال" في عز الحجر، وهو يشعر خلال هذه الفترة بأنه "آخر الرجال على الأرض".

كذلك يعرض الفيلم مشاهد لرجل تحوّل مشرّداً بسبب الجائحة، وهو يسيّر طائرات من دون طيّار (درون) للترويح قليلاً عن النفس، إضافة إلى أمّ ظهر ابنها في الفيلم الأول وهي تحتفظ حاليا برماده منذ وفاته جراء "كوفيد-19".

ووافق كيفن ماكدونالد الحائز جائزة "أوسكار" عن فيلمه الوثائقي "وان داي إن سبتمبر" One Day in September ومخرج "ذا لاست كينغ أوف سكوتلاند" The Last King of Scotland على الخوض مجدداً في مشروع "لايف إن إيه داي" في مارس/آذار الفائت، في فترة كان يسود اعتقاد بأن الوباء سينتهي "بحلول مايو/أيار".

استعان الفيلم الأول بسيل من المساهمات من أشخاص صوّروا أنفسهم "يمارسون التزلج بالعجلات أو ركوب الأمواج"، لكن في النسخة الجديدة "الأجواء أكثر حزناً بكثير، إذ ثمة أحاديث كثيرة عن الحداد والموت والروحانيات".

ويقول المخرج إنه فوجئ بالصراحة القاسية أحياناً لدى بعض المساهمين، بما يشمل طلب زواج ينتهي نهاية مأساوية أو انفصال زوجين أمام الكاميرا. ويضيف: "هذا أمر مفاجئ، إذ لم نرَ مثل هذه الأمور حقاً في فيلم جيد".

واستغرق اختيار المقاطع المصورة، الواردة من 192 بلداً، مدة شهرين. وعاين نحو 40 سينمائياً المشاهد في لغتها الأصلية، ثم قسّموها بحسب درجات أعطوها إياها من واحدة إلى خمس، للسماح لكيفن ماكدونالد وعاملي التوليف باختيار الأعمال الأفضل.

وقد صُوّر مقطع في سيبيريا من جانب رجل يبحث بين رؤوس الأبقار المجلّدة في قبو منزله قبل الغوص في بحيرة متجمدة، قائلاً أمام الكاميرا "أكثر ما يخيفني في الحياة هو أن أمرّ فيها مرور الكرام".

ويضيف كيفن ماكدونالد: "هناك أيضاً المدوّنون وصانعو المحتوى على (يوتيوب) وجميع اللاهثين وراء إثارة الانتباه، وهو أمر إنساني جداً برأيي". لكن استُغني عن بعض المشاهد، بما فيها محاولة انتحار فاشلة.

وسيتاح العمل عبر "يوتيوب" بنسخة معدّلة مخصصة للأطفال وأخرى للبالغين. ويخطط ماكدونالد لإنجاز نسخة على "يوتيوب" لعام 2030، في إطار مشروع "طويل الأمد لإظهار تغيّر العالم".

(فرانس برس)

المساهمون