حملة لجمع 50 مليون دولار في الولايات المتحدة: حفاظاً على التعاطف مع الرواية الإسرائيلية

20 نوفمبر 2023
من تظاهرة سابقة في واشنطن تضامناً مع فلسطين (بروبال رشيد/ Getty)
+ الخط -

رغم استمرار انحياز الإعلام الغربي للاحتلال، فإنّ بعض المواقع والصحف والقنوات بدأت مراجعة الرواية الرسمية الإسرائيلية، والتشكيك في بعض ما يصدر عن الجهات الحكومية، وهو ما ظهر واضحاً في الأيام الأخيرة على شاشات كانت منذ بدء العدوان على غزة منحازة بشكل تام لإسرائيل، كقناة "سي أن أن".

كما بدا ارتباك الرواية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر وضوحاً في الأسبوعين الأخيرين، وذلك بعد كشف الأكاذيب التي تروّج لها، سواء من خلال الـ"كوميونتي نوتس" (Community Notes) التي ينشرها موقع "إكس" لتصحيح المعلومات الخاطئة، أو من خلال حذف حسابات رسمية إسرائيلية لتغريدات ومنشورات، بعد افتضاح كذبها.

وأمام هذا الواقع، يحاول الاحتلال حشد الدعم الإعلامي العالمي، وهو ما كشفه موقع سيمافور، في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعدما اطلع على رسائل إلكترونية، تهدف إلى جمع مبلغ 50 مليون دولار لحملة إعلامية داعمة لإسرائيل، وهدفها "تعريف الشعب الأميركي بحركة حماس، على اعتبارها منظمة إرهابية".

خلف هذه الحملة بشكل أساسي رجل الأعمال والملياردير الأميركي باري ستيرنليخت الذي أطلق الحملة بعد أيام من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأرسل رسائل إلكترونية لعدد من الأثرياء الأميركيين، طالباً من كل منهم التبرّع بمليون دولار لصالح إسرائيل.

وفي البريد الإلكتروني أوضح ستيرنليخت أنه أجرى "محادثة رائعة" حول هذا الموضوع مع رئيس مجلس إدارة إمبرطورية وارنر برذرزــ ديسكفري الإعلامية، ديفيد زاسلاف، كما أشار إلى أنّ الرئيس التنفيذي لشركة إنديفور آري إيمانويل وافق على المشاركة وتنسيق حملة التبرعات هذه.

ويوضح البريد بشكل مباشر أن "الإعلام الأميركي والعالمي يركّز بشكل متزايد على الأوضاع في غزة وارتفاع أعداد القتلى، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الدعم لإسرائيل". وكتب ستيرنليخت في رسالته الموجهة إلى رجال الأعمال الأميركيين: "سينقلب الرأي العام بالتأكيد مع نشر هذه المشاهد لمعاناة الفلسطينيين المدنيين، سواء كانت حقيقية أم مفبركة من قبل حركة حماس، وسيتراجع التعاطف الحالي (مع إسرائيل) حول العالم". وأضاف: "يجب أن نتفوق في سرديتنا".

وبحسب "سيمافور" أرسل البريد الإلكتروني إلى أكثر من 50 شخصية بارزة، بما في ذلك الملياردير ديفيد جيفن، والمستثمران مايكل ميلكن ونيلسون بيلتز، وأبرز المستثمرين في قطاع التكنولوجيا مثل إريك شميت ومايكل ديل. ووفقاً لبيانات "بلومبيرغ" و"فوربس"، يبلغ إجمالي ثروة المتلقين ما يقرب من 500 مليار دولار.

ورغم أن البريد والردود عليه لا تشمل النتيجة النهائية لهذه الحملة، إلا أن بعض رجال الأعمال المعنيين سبق أن عبروا عن آرائهم منذ بدء العدوان. فعلى سبيل المثال انتقد المستثمر بيل أكمان، والرئيس التنفيذي لشركة أبولو، مارك روان، الجامعات الأميركية بسبب تعاملها مع التظاهرات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين والسماح بها، بينما تبرع رجل الأعمال مايكل بلومبيرغ بمبلغ 44 مليون دولار لخدمة الطوارئ الطبية الإسرائيلية غير الربحية. وانتقد البعض أيضًا حكومة إسرائيل بعد "طوفان الأقصى"، فقال آري إيمانويل "أعتقد أنه حان الوقت للتخلص من بنيامين نتنياهو" بسبب الفشل الاستخباري في توقع عملية طوفان الأقصى التي وصفها بـ"أسوأ المذابح في التاريخ".

وتأتي هذه الحملة لجمع التبرعات للحفاظ على السردية الإسرئيلية في الإعلام، في وقت وجد استطلاع الرأي من جامعة ماريلاند وشركة إيبسوس، بعد بدء العدوان، أن التأييد المتزايد لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر لا يشترك فيه الأميركيون الشبان. وأوضح التحليل المرافق للاستطلاع أن "التركيز الأولي عند الأميركيين بعد 7 أكتوبر كان على المدنيين الإسرائيليين، وقد أثار التعاطف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكن عندما بدء قصف إسرائيل لغزة وبروز الخسائر المدنية بين الفلسطينيين أدى ذلك إلى تغير في المواقف بين الجماهير الرئيسية".

المساهمون