حزب اشتراكي أميركي ينتقد انحياز الإعلام الغربي

23 يناير 2024
في كيب تاون (Getty)
+ الخط -

اتهم حزب اشتراكي أميركي (Workers World Party) الإعلام في الولايات المتحدة والدول الغربية بالانحياز لإسرائيل، والتقليل من أهمية الأدلة التي تدينها، والتي تقدمها جنوب أفريقيا في أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
دافعت حكومة جنوب أفريقيا عن اتهاماتها القوية ضد أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال إسرائيلي، خلال عرضها الأولي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، هولندا، يوم 11 يناير/كانون الثاني.
يتكون الفريق القانوني في جنوب أفريقيا من مجموعة متعددة الجنسيات ومتعددة الأجيال من المحامين، بما في ذلك تيمبيكا نكوكايتوبي، وعديلة هاشم، وجون دوغارد، وماكس دو بليسيس، إضافة إلى أعضاء آخرين من المستشارين المبتدئين والخارجيين. وارتدى أعضاء عدة من الفريق القانوني الكوفية الفلسطينية مع الأوشحة التي تحمل ألوان علم جنوب أفريقيا.
وقالت المحامية الجنوب أفريقية البارزة عديلة هاشم أمام المحكمة: "لقد أخضعت إسرائيل غزة لما وُصف بواحدة من أعنف حملات القصف التقليدية في تاريخ الحرب الحديثة".
وفي كلمته الختامية، قال المحامي الجنوب أفريقي تيمبيكا نجكوكايتوبي: "إنّ الدليل على نية الإبادة الجماعية ليس مخيفاً فحسب، بل هو أيضاً دامغ ولا جدال فيه".
جنوب أفريقيا هي الدولة التي هزمت قانوناً نظام الفصل العنصري في عام 1994. وهي أيضاً أول دولة تقدم بشجاعة اتهامات بالإبادة الجماعية ضد الاحتلال إسرائيلي أمام محكمة عالمية.
وتؤيد أكثر من 20 دولة علناً دعوى جنوب أفريقيا، بما في ذلك كوبا والبرازيل وبوليفيا ونيكاراغوا وفنزويلا.

حزب العمّال العالمي ينتقد الانحياز

وعلى الرغم من إظهار التضامن العالمي القوي، فقد فرضت صحافة الشركات الغربية رقابة فاضحة على الإجراءات، باعتبارها محاولة استراتيجية لتشويه سمعة مزاعم جنوب أفريقيا وتقويض المظالم المبررة للشعب الفلسطيني.
لكن، قلّل كثير من وسائل الإعلام الغربية الكبرى من أهمية الحجج التي قدمها المحامون الجنوب أفريقيون، بينما قدمت في الوقت نفسه إسرائيل على أنها "ضحية"، و"تدافع عن نفسها" ببساطة.
لنأخذ على سبيل المثال الجملة الأولى من مقال لـ"رويترز": "رفضت إسرائيل يوم الجمعة الاتهامات التي وجهتها جنوب أفريقيا إلى المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة بأن عمليتها العسكرية في غزة هي حملة إبادة جماعية تقودها الدولة ضد الفلسطينيين، ووصفتها بأنها كاذبة ومشوهة بشكل صارخ". يضفي المؤلف الشرعية على رد إسرائيل المخادع على اتهامات الإبادة الجماعية في بداية المقال، ويحدد لهجته.
وعلى عكس الفريق القانوني المتنوع في جنوب أفريقيا، فإن المستجيبين الإسرائيليين هم في الغالب من البيض. وفي تطور مثير للسخرية، قرّرت ألمانيا الإدلاء بشهادتها لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي كانت الصحافة الغربية سعيدة بنشره. وسلّطت عناوين عدة لوسائل الإعلام الأميركية الضوء على كيف تصف ألمانيا اتهامات جنوب أفريقيا بأنها "لا أساس لها من الصحة".
وقد روّج الممثلون الإسرائيليون لادعاءات كاذبة بشأن حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة وشوّهوا مؤيديها. كما روّجت وسائل إعلام الشركات الأميركية معلومات مضللة حول حركة المقاومة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة. ولا يعترف الفريق القانوني الإسرائيلي ولا الصحافة الغربية عن طيب خاطر بأن فلسطينيي قطاع غزة صوتوا بأغلبية ساحقة لصالح حماس كممثل شرعي لهم خلال الانتخابات التشريعية عام 2006.

بدورها، تبذل حكومة جنوب أفريقيا، بقيادة المؤتمر الوطني الأفريقي، قصارى جهدها لبذل كل ما في وسعها لإظهار التضامن مع أشقائها الفلسطينيين الذين يعانون من ظروف الفصل العنصري المماثلة.
إلى جانب ذلك، تعرّضت وسائل الإعلام الغربية الرئيسية إلى انتقادات طوال عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لإظهارها انحيازاً واضحاً لدولة الاحتلال، سواء كان ذلك من خلال نشر المعلومات المضللة الإسرائيلية، أو مقدار الوقت المخصص للأصوات المؤيدة لإسرائيل، مقابل إسكات الأصوات الفلسطينية أو المؤيدة لفلسطين.

المساهمون