حبوب الدخن تكافح السمنة وتحسن مستوى السكر

28 اغسطس 2021
تناول الدخن يقلل من مؤشر كتلة الجسم بنسبة 7 في المائة (Getty)
+ الخط -

أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن مواجهة السمنة باستخدام حبوب الدُّخن التي يعتقد أنه يمكنها أن تقلل من مستويات الكوليسترول الكلي وثلاثي الغليسرين (المعروف باسم الدهون الثلاثية) ومؤشر كتلة الجسم، وذلك بعدما حللت بيانات عدد من الدراسات السابقة التي أجريت على مع ما يقرب من ألف شخص.

ووفق الدراسة التي نشرت في مجلة "فرونتيرز إن نيوتشريشن" في 18 أغسطس/آب الحالي، فإن تناول الدخن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويساعد على إدارة مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، لذلك يقترح الباحثون تصميم وجبات مناسبة من حبوب الدخن لمرضى السكر، ولغير المصابين كنهج وقائي.

أجريت الدراسة من قبل خمس منظمات، بقيادة المعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق الاستوائية شبه القاحلة (ICRISAT). وتهدف للمشاركة في جهود مكافحة الانتشار المتزايد للسمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال والمراهقين والبالغين. وراجع المؤلفون 80 دراسة منشورة، منها 65 كانت مؤهلة لتحليل تلوي شمَلَ نحو ألف شخص، مما يجعل هذا التحليل أكبر مراجعة منهجية للموضوع إلى الآن.

وقال الباحثون إنّ مرضى السكري الذين تناولوا الدخن كجزء من نظامهم الغذائي اليومي شهدوا انخفاض مستويات الغلوكوز في الدم بنسبة 12 إلى 15 في المائة. كما انخفضت مستويات الغلوكوز في الدم المرتبط بالهيموغلوبين في المتوسط، بنسبة 17 في المائة، للأفراد المصابين بمرض السكري، وانتقلت المستويات من حالة مقدمات السكري إلى الحالة الطبيعية.

تؤكد هذه النتائج أن تناول الدخن يمكن أن يؤدي إلى استجابة أفضل لنسبة السكر في الدم. وأظهرت الدراسة أنّ تناول الدخن خفض الكوليسترول الكلي بنسبة 8 في المائة، وخفضه من المستويات المرتفعة إلى المستويات الطبيعية لدى الأشخاص الذين خضعوا للدراسة. من بين المشاركين في الدراسة، كان هناك أفراد تصل نسبة كوليسترول البروتين الدهني (كوليسترول ضار) منخفض الكثافة إلى 10 في المائة تقريباً، لكن بعد التعرض لاستهلاك الدخن، انتقلت المستويات من المعدل فوق الطبيعي إلى المعدل الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، أدى تناول الدخن إلى خفض ضغط الدم مع انخفاض ضغط الدم الانبساطي بنسبة 5 في المائة.

وأوضحت المؤلفة الرئيسية في الدراسة سيثا أنيثا، وهي كبيرة خبراء التغذية في "المعهد الدولي لبحوث المحاصيل للمناطق الاستوائية شبه القاحلة"، أن عدد الدراسات التي أجريت حول تأثير الدخن على العناصر التي تؤثر على أمراض القلب والأوعية الدموية كان مفاجئاً للباحثين. وأضافت، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن هذه هي المرة الأولى التي يجمع فيها أي شخص كل هذه الدراسات ويحلل بياناتها، لاختبار أهمية التأثير الإيجابي الكبير لاستهلاك الدخن على عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية.

أثبتت الدراسة أيضاً أن تناول الدخن يقلل من مؤشر كتلة الجسم بنسبة 7 في المائة لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، مما يدل على إمكانية العودة إلى مؤشر كتلة الجسم الطبيعي.

تعتمد النتائج كلها على استهلاك 50 إلى 200 غرام من حبوب الدخن يومياً، لمدة تتراوح من 21 يوماً إلى أربعة أشهر. تتأثر هذه النتائج بالمقارنات التي تظهر أن الدخن يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة، مع مستويات أعلى من 2 إلى 10 مرات أكثر من القمح المكرر والأرز المطحون، بالإضافة إلى أنها أعلى بكثير من القمح الكامل الحبوب.

يعتقد المؤلفون أن هناك حاجة إلى إيجاد حلول تستند إلى أنظمة غذائية صحية لمواجهة التزايد المستمر في معدلات السمنة وزيادة الوزن على مستوى العالم في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء. وتؤكد الدراسة على إمكانات الدخن كمحصول أساسي له فوائد صحية عدة، مثل تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، عن طريق تقليل مستويات الكوليسترول غير الصحية وزيادة مستويات الحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة في النظام الغذائي.

المساهمون