وجدت الطرحة من أيام الرومان والإغريق، بحسب خبيرة الموضة ريتا سركيس، وقد اعتُمدت حينها بألوان متعددة إلى أن أصبحت في عام 1860 بيضاء، وأصبحت تعكس الرقي والفخامة لدى العائلات المعتمدة فيها، خصوصاً عندما يزيد الشغل اليدوي فيها والتطريز.
حصل تطور في ألوانها وفي شكلها وأسلوبها وصولاً إلى أيامنا هذه، إذْ أصبحت من أبرز الإكسسوارات ومظهراً مهماً من مظاهر أناقة العروس التي تختارها بعناية فائقة. تقول سركيس لـ"العربي الجديد": "تبرز طلّة العروس أولاً من خلال الطرحة التي تعتمدها. وهنا تكمن أهميتها وأهمية اختيارها بحرص شديد. علماً أن الطرحة قد تكون من الدانتيل أو الأورغنزا. إنما اكثر الأقمشة شيوعاً هي التول، والذي قد يكون مزيناً باللؤلؤ أو الدانيتل على ألا يتعارض ذلك مع الفستان، خصوصاً إذا كان غنياً بالتطريز والتفاصيل".
عندما تختار العروس الطرحة، تماماً كما عندما تختار فستانها، ثمة عوامل عديدة يجب أن تأخذها بعين الاعتبار كعرض الطرحة وطولها ونوع القماش والتفاصيل التي تزينها ولونها وسماكتها أيضاً. علماً أنه تتوافر أنواع عدة من الطرحات. منها مثلاً الطرحة بأسلوب Birdcage، وهي التي تغطي قسماً من الشعر ونصف الوجه من دون أن تصل إلى مستوى الذقن. هي تستخدم بشكل خاص مع فساتين ذات أسلوب عصري غير تقليدي وبسيط بلمسة ريترو.
في حين أنَّ طرحة Blusher Flyaway، تصل إلى حدود الكتفين وتعتبر كلاسيكية تلائم الفستان الكلاسيكي، وتسمح بإبراز تفاصيل الفستان من القسم الأعلى عند الصدر والكتفين.
أمّا طرحة ال Mantilla، فتستخدم أيضاً لإبراز تفاصيل ضخمة موجودة في فستان الزفاف، كونها تكون أكثر نعومة، وهي ذات طابع كلاسيكي وتصل إلى مستوى الكوعين.
لكن طرحة الـFingertip تعتمد مع الفساتين الضيقة المحددة القوام أو تلك العارية الكتفين.
عند اختيار الطرحة، ثمة عوامل عديدة تؤخذ بعين الاعتبار ولا يمكن إهمالها أبداً، بحسب ما توضحه سركيس. فعند اختيار الطرحة، على العروس أن تفكر بالقسم الأبرز في الفستان الذي تود أن تسلط الضوء عليه. على هذا الأساس تختار الطرحة. فإذا كان غنياً بالتطريز والتفاصيل عند الظهر وتود العروس أن تبرزها، تختار الطرحة القصيرة الشفافة. ومن الضروري الحرص على أهمية التوازن في الإطلالة، فإذا كان الفستان بسيطاً يجب أن تتميز الطرحة بالتفاصيل والتطريز لزيادة جمال الطلة وأناقتها. والعكس صحيح، فتكون الطرحة بسيطة وناعمة إذا كان الفستان مطرزاً تجنباً للمبالغة.
ويجب أن تناسب الطرحة تسريحة الشعر، فإذا كانت معقدة وفيها الكثير من التفاصيل والحجم، يجب تجنب الطرحة المتعددة الطبقات أو تلك الغنية بالتطريز والتفاصيل لأنها ستطغى على تسريحة الشعر التي تود العروس أن تبرزها. وُينصَح باختيار طول الطرحة بما يناسب قصّة الفستان. إذا كانت للفستان قصّة في مستوى أسفل الظهر أو وسط الجسم وله تفاصيل عند الظهر، تعتبر الطرحة الأنسب تلك التي تصل إلى مستوى الكتفين. أما إذا كان مطرزاً وله كشاكش وتفاصيل كثيرة، من الأفضل اختيار الطرحة التي تصل إلى مستوى الكوعين. ومكان الزفاف من المعايير التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. فإذا أقيم حفل الزفاف على الشاطئ أو في حديقة، يجب الابتعاد عن الطرحة الطويلة، ومن الأفضل اختيار تلك التي تصل إلى حدود الكتفين أو الكوعين. أما إذا أقيم حفل كوكتيل في صالة فيمكن أن تكون طويلة.
يجب أن تختار العروس الطرحة أيضاً بحسب شكل جسمها، كما توضح سركيس. فإذا كانت تتمتع بصدر كبير الحجم، من الأفضل أن تختار الطرحة التي تصل إلى مستوى الكوع لأنها تعطي مظهراً رفيعاً وأكثر نحولاً للقسم الأعلى من الجسم. في المقابل إذا كان شكل الجسم بشكل الإجاصة من الأفضل أن تصل الطرحة إلى مستوى الكتفين أو إلى مستوى الكوعين أو إلى مستوى الخصر. أما إذا كان الجسم ممتلئاً من الأفضل اختيار طرحة بطبقة واحدة، وأن تكون قليلة العرض لتنحيف الجسم.