انتقد نجم هوليوود، جوني ديب "ثقافة الإلغاء" و"الأحكام المتسرعة"، خلال تسلمه "جائزة دونوستيا" التقديرية عن مجمل مسيرته، مساء الأربعاء، من مهرجان سان سيباستيان السينمائي في إسبانيا.
جاءت تصريحات ديب (58 عاماً) رداً على تساؤلات مراسلين في مهرجان سان سيباستيان السينمائي، عن حرمانه الأدوار في هوليوود، بعدما خسر دعواه القضائية أمام صحيفة "ذا صن" البريطانية التي قالت إنه يضرب زوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد.
وقال نجم "قراصنة الكاريبي": "الوضع شديد التعقيد. ثقافة الإلغاء هذه أو الاندفاع الفوري إلى إطلاق الأحكام استناداً إلى لا شيء خرجت تماماً عن السيطرة. أستطيع أن أؤكد لكم: لا أحد آمن. ولا حتى واحد منكم"، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
وأضاف ديب من دون ذكر هيرد: "كل ما يتطلبه الأمر جملة واحدة فقط، قبل أن يسحب البساط من تحت قدميك".
وتحدث جوني ديب عن تحول الأشخاص إلى مشاهدة الأفلام من منازلهم عبر منصات البث، وسط جائحة فيروس كورونا وإغلاق دور السينما حول العالم، مشيراً إلى أن "هوليوود فيها عيوب بدأوا الآن بالانتباه إليها".
ورداً على سؤال عن هوليوود، أكد ديب أنها "ليست ما كانت عليه".
انطلق مهرجان سان سيباستيان السينمائي بدورته التاسعة والستين، وهو الحدث السينمائي الأبرز في البلدان الناطقة بالإسبانية، في 17 سبتمبر/أيلول الحالي، وتستمر فعالياته حتى يوم السبت. وكان الهدف من المهرجان أساساً تكريم الأفلام السينمائية الناطقة بالإسبانية، لكنه رسخ مكانته كأحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم.
كانت جمعية بارزة لمخرجات السينما في إسبانيا قد نددت بقرار مهرجان سان سيباستيان، وقالت إنه يمنح الفاعلية الدولية سمعة سيئة. وقالت رئيسة "جمعية المخرجات ووسائل الإعلام السمعية البصرية" كريستينا أندرو، إنها "فوجئت للغاية" بالقرار. وأضافت أندرو، في حديث سابق لوكالة "أسوشييتد برس" أنّ "هذا يتحدث بشكل سيّئ عن المهرجان وقيادته، وينقل رسالة رهيبة للجمهور: لا يهمّ إن كنت مسيئاً، ما كنت ممثلاً جيداً". وأوضحت أن الرابطة المرتبطة بشكل وثيق بمهرجان سان سيباستيان "تدرس الخطوات المقبلة".
ورد حينها مدير المهرجان خوسيه لويس ريبوردينوس، على الانتقادات، مدافعاً عن قرار تكريم ديب بالقول: "في الأيام هذه، حين ينتشر الإعدام خارج نطاق القانون على وسائل التواصل، سندافع دائماً عن مبدأين أساسيين يشكلان جزءاً من ثقافتنا ومجموعة قوانيننا: مبدأ افتراض البراءة، والحق في إعادة الاندماج والعيش في المجتمع. ووفقاً للوقائع، لم يُقبض على جوني ديب أو يُتهم أو يُدن بأي شكل من أشكال الاعتداء أو العنف ضد أي امرأة. نكرر: لم يُتهم من قبل أي سلطة في أي ولاية قضائية، ولم يُدن بأي شكل من أشكال العنف ضد المرأة".
العام الماضي، خسر ديب قضية أمام صحيفة بريطانية اتهمته بالعنف الأسري، وحكم قاضٍ بأن الاتهامات ضده صحيحة. وفي مارس/آذار الماضي، رفضت محكمة بريطانية السماح لديب بالطعن على الحكم بأنه اعتدى على زوجته السابقة آمبر هيرد، وقالت إن محاولته إلغاء القرار "ليس لديها احتمال حقيقي بالنجاح". وكان الممثل الأميركي قد رفع دعوى تشهير ضد صحيفة "ذا صن" البريطانية، بسبب مقال نُشر عام 2018 اتهمه بتعنيف هيرد، خلال علاقتهما الزوجية المضطربة. لكنّ قاضياً حكم ضده العام الماضي، قائلاً إنّ المقال ثبت أنّه "صحيح إلى حد كبير" وأمر بتحميل ديب التكاليف القانونية لمصلحة دار "نيوز غروب نيوزبيبرز" الناشرة للصحيفة، والبالغة 628 ألف جنيه إسترليني (871 ألف دولار أميركي).
يقاضي ديب أيضاً هيرد في فيرجينيا، مطالباً بتعويضات قيمتها 50 مليون دولار أميركي، بسبب مقال رأي كتبته في صحيفة "واشنطن بوست" عن العنف المنزلي. أُجلت المحاكمة في هذه القضية أخيراً حتى إبريل/نيسان 2022.