جولة في بيرغي التركية... إحدى أفضل القرى السياحية في العالم

25 ديسمبر 2022
تتميز القرية بشوارعها الضيقة وقصورها القديمة وجوامعها الأثرية (الأناضول)
+ الخط -

يجزم صاحب الشركة السياحية، أوزجان أويصال، بأن السياحة "خيار بلاده الأمثل" للوصول إلى أحلامها بصناعة نظيفة بلا دخان وتلوّث وتنافس غير عادل، ليس على الصعيد الاقتصادي وتحقيق العائدات فحسب، بل إن بلاده تحمّل على السياحة حمولات اجتماعية وحتى سياسية. فإنّ من يأتي إلى تركيا، لن يزور المواقع ويأكل الطعام وينام بالفنادق فقط، بل سيرى الحياة والتعايش والتطور، وقد يصبح "إعلاناً متنقلاً".

وكانت تركيا قد رفعت من آمالها بعام سياحي يقترب مما سجله عام 2019، بعد صدور أرقام الربع الثالث من العام الحالي والاقتراب من الخطط التركية بالوصول إلى 53 مليون سائح العام المقبل، وزيادة عدد السياح هذا العام على 47 مليوناً، بحسب نائب رئيس اتحاد المشغلين والعاملين في قطاع الفندقة التركي محمد إيشلر الذي أكد أنه عند "قدوم الأوروبيين إلى بلدنا، يستطيعون الاستمتاع بأجواء طبيعية هادئة، ونظام غذائي صحي، والتخلص من فواتير الطاقة الباهظة في بلدانهم، والحصول على خدمة جيدة، والمشاركة في مجموعة واسعة من الأنشطة الرياضية والاجتماعية".

وحول آخر الأخبار وإدراج قرية بيرغي، في قضاء إزمير غربيّ تركيا، على قائمة أفضل القرى السياحية العالمية للعام الحالي، قالل أويصال إن "بيرغي تحفة ومتحف مستمر لآلاف السنين"، مشيراً إلى قرى أخرى يجري التباحث التركي الأممي حولها، لإدراجها على لائحة "يونسكو"، خاصة بعد ما وصفه بـ"ثورة المكتشفات التركية لما هو تحت الأرض"، مثل موقع صاراي أونو بولاية قونيا الذي كُشف عنه أخيراً.

وضمت القائمة الدولية 32 قرية من 12 دولة اختيرَت من مجلس استشاري مستقل يضم 20 عضواً، من بينها قرية بيرغي الواقعة في قضاء أودميش بولاية إزمير غربي تركيا، لتُمنَح القرى جوائزها من خلال حفل في مدينة العلا السعودية يومي 27 و28 فبراير/ شباط المقبل.

ولفت الباحث إلى أن قرية بيرغي مدرجة أصلاً على القائمة المؤقتة لـ"يونسكو" منذ عشر سنوات، ولكن إدراج المواقع التركية يحصل بكليته، بمعنى أن كابادوكيا الساحرة على مستوى العالم، كلها مدرجة كموقع، في حين أن المنطقة تزخر بمواقع مستقلة ومتباعدة أحياناً، تستحقُّ أن تتصدر القائمة ولا تدرج فحسب. فمثلاً، توجد مدينة ديرينكويو، أي الفتحة العميقة، التي يصفها حتى الزوار الأوروبيون بأعظم مدن التاريخ، فهي مبنية على مستوى 18 طابقاً تحت الأرض، بل ولا تقلّ برأي الباحثين، عن عظمة ودهشة أهرامات مصر.

حول العالم
التحديثات الحية

ووفقاً لمصادر تركية، احتضنت قرية بيرغي الواقعة على أطلال جبال بوزداغ البالغ ارتفاعها ألفي متر، العديد من الحضارات على مدار 3 آلاف سنة، حضارات شعب فريجيا وليديا والفرس، ومملكة بيرغامون، وروما، وبيزنطة، والإمبراطورية العثمانية، وإمارة آيدن أوغولاري (مطلع القرن الـ14 بعد انتهاء الدولة السلجوقية)، ويقطن فيها البشر منذ القرن السابع قبل الميلاد.

وقال ممثل رابطة السياحة في المنطقة يشار غون آيدن، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، إن قرية بيرغي تحتضن آثاراً تاريخية لمختلف الحقب والحضارات، إذ توجد في القرية قلعة من الفترة البيزنطية وبقايا أسوار في محيطها، إلى جانب مسجد تاريخي من فترة إمارة آيدن أوغولاري، وحمام بُني في الفترة العثمانية، كذلك إنّ "تجمّع هذه الآثار في مكان واحد، يجعلك تشعر وكأن كل شيء تجمّد قبل 700 عام".

تقع قرية بيرغي في ولاية أودميش بين تلال جبال البوز. ورغم مرور حضارات عدة على المنطقة (الفرس والرومان والبيزنطيين، إذ بلغت أهم المراكز العلمية والدينية والثقافية في العهد العثماني)، إلا أن أكثر فترات بيرغي ازدهاراً وقت كانت عاصمة إمارة أيدن أوغلو التي أسسها محمد بيك عام 1308 ميلادي. 

ويوجد في قرية بيرغي، القريبة من بحيرة غولجوك الشهيرة، تمثال لابن محمد بيك، غازي أومور، وتتميز القرية بشوارعها الضيقة وقصورها القديمة وجوامعها الأثرية، كقصر شاكر آغا، وقصر صاندق أوغلو اللذين يظهران جمال وبهاء العمارة والتخطيط العمراني العثماني. ومن أهم معالم بيرغي جامع أولو، فهو أول جامع بناه محمد بيك عام 1312، ويُعد من أبرز الجوامع المبنية على الأسلوب التركي الإسلامي العريق، والغريب في الأمر أن أبوابه الخشبية مثبتة من دون أي مسامير.

المساهمون