"النسيان" والخروج من رتابة الدراما المشتركة

20 يوليو 2024
أدّت عبد النور دوراً لافتاً لم تقع من خلاله في فخ التكرار( أمازون برايم)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **عودة سيرين عبد النور للدراما:** في مسلسل "النسيان" (أمازون برايم)، تجسد سيرين دور ميا، طبيبة تخدير تهرب من الحرب في سوريا وتفقد طفليها في حادث سير بلبنان.
- **قصة البحث والمعاناة:** تقضي ميا أكثر من عشر سنوات في البحث عن طفليها، وتواجه تحديات كبيرة في استعادة ابنتها شمس، التي تبنتها عائلة أخرى.
- **علاقات معقدة وخيانة:** تتعقد الأمور أكثر باكتشاف ميا لعلاقة غرامية بين زوجها حازم وصديقتها المقربة أليسار، مما يزيد من تعقيد حياتها.

أعاد المنتج محمد مشيش الممثلة سيرين عبد النور إلى عالم الدراما في مسلسل "النسيان"، من إخراج السوري الفوز طنجور، وكتابة شادي كيوان، وبطولة قيس الشيخ نجيب، ويورغو شلهوب، وفادي أبي سمرا، وكارول الحاج، وندى أبو فرحات.

يحكي "النسيان" (أمازون برايم) قصة ميا (سيرين عبد النور). طبيبة تخدير متزوجة من الطبيب السوري حازم (قيس الشيخ نجيب)، تهرب بطفليها من دمشق بسبب الحرب في سورية، وتتعرض إلى حادث سير بعد دخولها لبنان، ويُختطف طفلاها (شمس وزين).
أكثر من عشر سنوات تقضيها ميا في البحث عن طفليها. لم تفقد الأمل في عودتهما. لكنها، مع الوقت، تحولت إلى ماكينة بحث، فأهملت حياتها وعاشت أجواء منزلية باردة مع زوجها طبيب القلب، قبل أن تلتقي صدفة بابنتها شمس في منزل صاحب المستشفى، الطبيب فادي (يورغو شلهوب) وزوجته هناء (كارول الحاج)، وتبدأ معركة استعادة ابنتها التي تغيرت بعد عشر سنوات، ولم تعد تذكر شيئاً من طفولتها عدا لحظات عابرة. ترفض سيلا (اسم التبني للعائلة التي احتضنتها)، أن تعود شمس، أو أن ترجع إلى كنف عائلتها البيولوجية، فهي نشأت في عائلة أخرى ولديها أب وأم متعلقان.

لم تساعد كل المحاولات التي أقدمت عليها ميا في تقريب ابنتها منها، على العكس زاد الوضع سوءاً، بعد محاولات الابنة الهروب من منزل عائلتها بالتبني. هكذا، التفتت ميا وحازم للبحث عن ابنهما الثاني، زين، الذي كان يعمل بائعاً للمناديل الورقية، إذ وقع ضحية رجل ادّعى أنه والده، كان يضع كبسولات المخدرات في باقة المناديل. وللمصادفة، اشترت منه والدته التي لا يعرفها المخدرات، للهروب من واقعها.

ترتبط أليسار (ندى بو فرحات) بعلاقة غرام مع حازم زوج صديقتها المقربة. تكتشف ميا ذلك صدفة. ورغم مأساتها المرتبطة بفقدان طفليها، لم تعاتب زوجها ولا أقرب صديقة إليها على الخيانة، حتى الحلقة الأخيرة عندما تكشف أوراق اللعبة.

مشاهد مؤثرة لسيرين عبد النور التي تستعيد أنفاسها في قضية تطرح للمرة الأولى في الدارما، ولا ترتبط بالعلاقة بين السوريين واللبنانيين، على الرغم من خلفية الحرب التي استغلها كاتب العمل. الواضح أن عبد النور لم تتحول إلى "تمثال" مكتفيةً بتكرار أدوار أدّتها من قبل. هروبها من الواقع ومأساة فقدان طفليها يحضران منذ الحلقة الأولى، والقلق والاضطراب الواضحان عليها، واللجوء للحبوب المهدئة أو المخدرات؛ كلّها كوّنت ملامح شخصية أدّتها عبد النور بإتقان.

كان بإمكان المخرج الفوز طنجور تنفيذ الحكاية بطريقة أفضل لجهة بعض المشاهد، واعتماد قصص هامشية كادت تسهم في فهم الواقع والعلاقة بين العاطفة والحقوق.

يحسب للأطفال في "النسيان" قدرتهم وتفوقهم في تأدية أدوارهم، خصوصاً أن بعضهم يظهر للمرة الأولى (جان سكرية وغاييل أبو جودة وعمر طرخون وبتول طهمز ومحمد زيدان).

"النسيان" دراما خفيفة تعيد مشيش إلى الإنتاج والمنافسة. منتج شهد مرحلة من مسلسلات عربية نالت رصيدها من النجاح، مثل "غراند أوتيل" و"طريقي". أعمال أعادت وجوهاً غائبة عن الدراما المشتركة.

المساهمون