جوائز إيمي: أرقام قياسية ومفاجآت وقضايا إنسانية

حطم المسلسل التاريخي الياباني الملحمي "شوغون" الأرقام القياسية بفوزه بجائزة أفضل مسلسل درامي في حفل توزيع جوائز إيمي، يوم الأحد، بينما حقق مسلسلا "هاكس" و"بيبي ريندير" انتصارات كبيرة في الحفل الباهر الذي أقيم في لوس أنجليس.

اختتم "شوغون"، الذي يروي قصة سلالات متحاربة في اليابان الإقطاعية، الحفل بحصوله على 18 جائزة، ليصبح أول مسلسل غير ناطق باللغة الإنكليزية يفوز بجائزة أفضل مسلسل درامي. وكان الرقم القياسي السابق هو 13 جائزة، حيث فاز المسلسل القصير "جون آدامز" بـ13 جائزة إيمي في عام 2008، أما "صراع العروش" فقد استطاع انتزاع 12 جائزة.

وحصل هيرويوكي سانادا على جائزة أفضل ممثل في مسلسل درامي عن دوره في مسلسل "شوغون"، بينما حصلت زميلته آنا ساواي على جائزة أفضل ممثلة، ليصبحا أول ممثلين يابانيين يفوزان بجائزة إيمي.

سينما ودراما

التحديثات الحية

ناتالي بورتمان تنال جائزة دوفيل للمواهب

مفاجأة جوائز إيمي

شكل "هاكس" أكبر مفاجآت تلك الليلة بانتزاعه جائزة أفضل مسلسل كوميدي من منافسه "ذا بير" الفائز السابق والمفضل، والذي تلعب فيه الممثلة جين سمارت دور كوميدية مشهورة تتصادم بشكل متكرر مع مساعدتها الشخصية.

رغم ذلك، حصل "ذا بير" على 11 جائزة، بما في ذلك جوائز أفضل ممثل رئيسي ومساعد لجيريمي ألين وايت وإيبون موس-باتخراتش بالترتيب. كما فاجأت الممثلة ليزا كولون زاياس الجميع بفوزها بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، متفوقة بذلك على مرشحين كبار من أمثال ميريل ستريب عن "أونلي ميرديرز إن ذا بيلدينغ".

وعبرت كولون-زاياس عن فرحتها والدموع تملأ عينيها بينما كانت تتسلم الجائزة على خشبة مسرح بيكوك في لوس أنجليس قائلة: "لم أكن لأتصور أن يكون هذا ممكنا في وجود ميريل ستريب وكارول بورنيت". وبهذا أصبحت أول لاتينية تفوز في هذه الفئة.

وحصل المسلسل البريطاني "بيبي ريندير"، الذي يعرض على منصة نتفليكس، على أربع جوائز، وهي جائزة أفضل ممثل وأفضل سيناريو لمبدع المسلسل وبطله ريتشارد غاد، وأفضل ممثلة مساعدة لجيسيكا غانينغ، وأفضل مسلسل محدود وهي فئة المسلسلات التي تنتهي في موسم واحد. وقال ريتشارد جاد خلال تسلمه الجائزة: "قبل عشر سنوات، كنت محبطاً... لم أكن أتصور أبداً أنني سأتمكن من تصحيح ما حدث لي وأقف على قدمي مرة أخرى". وأثار المسلسل الذي قدمه الممثل الاسكتلندي بوصفه "قصة حقيقية" جدلاً كبيراً، إذ زعمت بريطانية أنها ألهمت شخصية البطلة ورفعت شكوى ضد المنصة بتهمة التشهير، وتطالب بتعويض قدره 170 مليون دولار.

كما فازت جودي فوستر بأول إيمي لها على الإطلاق بحصولها على جائزة أفضل ممثلة عن لعبها دور شرطية من ألاسكا في "ترو ديتيكتيف: نايت كاونتري"، وحصلت إليزابيث ديبيكي على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن أدائها لدور الأميرة ديانا في السلسلة الأخيرة من الملحمة الملكية البريطانية "ذا كراون". كما فاز بيلي كرودوب بجائزة أفضل ممثل مساعد في مسلسل درامي عن دوره في  "ذا مورنينغ شو".

جوائز إيمي والرسائل الإنسانية

حيث ارتدت نيكولا كوفلان، نجمة مسلسل "بريدجيرتون"، دبوس Artists4Ceasefire (فنانون من أجل وقف إطلاق النار)، على السجادة الحمراء، وهو رمز يعبّر عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة. وأوضحت كوفلان في مقابلة سابقة مع "يو إس إيه توداي" في مايو/ أيار قائلة: "إنه أمر مهم للغاية بالنسبة لي لأنني أشعر وكأنني شخص محظوظ للغاية. أنا أقوم بوظيفة أحلامي، وأسافر حول العالم، لكنني أدرك تماماً ما يحدث في رفح في الوقت الحالي". كما انضمت ديفري جاكوبس، نجمة مسلسل "ريزيرفيشن دوغز"، إلى كوفلان بارتداءها الدبوس نفسه.

وتدعو مجموعة Artists4Ceasefire إلى وقف بيع الأسلحة الأميركية إلى الاحتلال الإسرائيلي ووقف إطلاق النار الفوري والدائم، وتسليم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وهي الدعوة التي أصدرتها لأول مرة من خلال رسالة مفتوحة إلى الرئيس جو بايدن في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ووقعت عليها أكثر من 470 شخصية بارزة في هوليوود، بمن فيهم واكين فينيكس، وكيت بلانشيت، وجون ستيوارت، وريز أحمد. وكان أبرز أعضاء المجموعة الذين دعموا وتحدثوا عن المبادرة الجديدة مارك روفالو، وماهرشالا علي، وسينثيا نيكسون، وإيلانا غليزر.

وارتدى ريتشارد جاد دبوسًا أبيض كتب عليه "نحن ناجون" باللون الأسود على طية سترته، ويرمز إلى مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تدعم ضحايا الاعتداء الجنسي من الذكور. وأشار جاد إلى أهمية كسر حاجز الصمت كخطوة أولى في رحلة الشفاء، مؤكداً أن مشاركة القصة أو كتابتها قد تساعد في تخفيف العبء النفسي الذي يحمله الناجون.

أما ديفراو وون-أ-تاي، الذي رشح لجائزة إيمي عن دوره في مسلسل "ريزيرفيشن دوغز"، فقد ظهر ببصمة يد حمراء على فمه كرمز للتضامن مع النساء من السكان الأصليين المفقودات والمقتولات. ويُعد هذا الرمز جزءاً من حملة تديرها منظمة نيتف هوب، حيث تشير بصمة اليد إلى صمت وسائل الإعلام وإنفاذ القانون تجاه هذه الأزمة، والتي تهدف الحملة إلى إنهائها تحت شعار #NoMoreStolenSisters