أثارت مناقشة طالب مغربي أطروحة لنيل درجة دكتواره في كلية العلوم والتقنيات بمدينة بني ملال (وسط المغرب)، وهو يرتدي زي عمال النظافة، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بين مؤيد ومعارض للخطوة.
وخلق الطالب المغربي عبد الله ويكمان، الحدث بعد أن اختار مناقشة أطروحة لنيل درجة الدكتواره حول موضوع "التدبير المستدام للنفايات بوحدة هندسة البيئة"، أول من أمس السبت، بكلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان بمدينة بني ملال، مرتديا زي عمال النظافة، في خطوة تقدير وعرفان للمجهودات التي يبذلونها والخدمات التي يقدمونها للمجتمع، وكذا للفت الانتباه إلى فئة تعاني الإهمال والتهميش.
وفي الوقت الذي لقيت فيه المبادرة ترحيبا من لجنة المناقشة والحضور، إلا أنها خلفت جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد للخطوة لما فيها من رد الاعتبار لفئة تعيش ظروفا مادية واجتماعية صعبة، رغم ما تقدمه من خدمات جليلة، وبين مستهجن ورافض لها.
وفي ظل هذا الجدل، كان لافتا التهنئة التي وجهتها الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، نزهة الوافي، إلى الباحث ويكمان. وكتبت على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":"هنيئا لك مرتين: هنيئا لك أيها الطالب البيئي نيلك شهادة الدكتوراه. وهنيئا لك التقدير الجميل لهذه الفئة من المواطنين التي تستحق كل الشكر والتقدير والاحترام لما تقوم به من جهود؛ عائدها لا يقدر بثمن وهو حماية بيئتنا وأمننا المائي وحياة النبات والوحيش".
من جانبه، قال أستاذ القانون بكلية الحقوق بمدينة مكناس، الصوصي العلوي عبد الكبير، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "ارتداء زي عمال النظافة، من طرف الطالب في خطوة غير مسبوقة، تنم على سلوك العرفان وثقافة الشكر والتقدير للخدمات الجليلة التي يقدمها هؤلاء العمال للمجتمع".
أما القيادي في حزب الاستقلال المعارض، علال مهنين، فكتب: "حقا لولا أبناء الفقراء لضاع العلم، جميل جدا أن نقف احتراما وإجلالا لمثل هذا الشاب الرائع، الذي مزج بين عمل مضن لعمال النظافة، ورسالة واضحة لكون شبابنا يتحدى الظروف ليصبح في مراتب علمية مميزة".
في المقابل، تساءل الباحث المغربي، يونس وانعيمي، في تدوينة له: "سواء أكان الباحث نجارا، حدادا، مدلكا في الحمام، خبازا، عامل نظافة... هل يجوز له المجيء لمناقشة بحث نيل الدكتوراه بزيه المهني؟".
وعلق الباحث في المعهد المغربي لتحليل السياسات، رشيد أوراز بالقول:" أتمنى أن يكون خبر مناقشة أطروحة جامعية بلباس مهني مجرد إشاعة، لأنه لو صح فهذه كارثة أكاديمية! محراب العلم لا يصح أن يتحول لسوق للرداءة وانعدام الذوق وسفاسف الأفكار"، مضيفا:" هذه جامعة يا ناس ليست جامع الفنا ( فضاء شعبي للفرجة والترفيه للسكان المحليين والسياح في مدينة مراكش جنوب المغرب)".
من جهته، قال الصحافي أنس لغنادي: " لو لم يقم الباحث بارتداء بذلة عامل النظافة ما كنا لنعلم عن بحثه ولا عن اسمه حتى! الأمر يفضح واقعنا مع البحث العلمي أكثر من أي شيء آخر، في الوقت الذي أصبح الحديث عن البذلة لا عن البحث وهنا تكمن الأزمة".