جثث تغادر القبور في إندونيسيا... طقوس توراجا

08 سبتمبر 2024
تُسحب التوابيت من كهف يشكل مدفناً محفوراً في جبل (هارياندي حفيظ / فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في جزيرة سيليبس بإندونيسيا، تحتفل مجموعة توراجا العرقية بطقوس "مانيني" حيث تُخرج مئات الجثث من القبور لتكريمها وتنظيفها وتبديل ملابسها.
- يُعتقد أن أرواح الموتى تبقى في عالم الأحياء حتى جنازاتهم الضخمة، ويُقام مهرجان "مانيني" كل عامين بعد حصاد الأرز.
- تُستخدم حالياً تقنيات حديثة مثل حقن الفورمالديهايد للحفاظ على الجثث، مما يعكس المودة العميقة التي يكنها السكان لأحبائهم الراحلين.

يلتقط أفراد عائلة إندونيسية من مجموعة توراجا العرقية صورة مع قريب لهم يرتدي زيّاً مدرسيّاً، ثم يُلبِسون آخر مئزراً وقميصاً أبيض. هذان القريبان ماتا منذ مدة طويلة، لكنّ جُثتيهما أُخرجتا من القبر لإجراء طقوس تكريم لهما.

في جزيرة سيليبس شمالي إندونيسيا، يُحتفل منذ أسابيع عدة بـ"مانيني"، وهي مناسبة خاصة بمجموعة توراجا. تُخرَج مئات الجثث، بينها لأطفال، وبعضها من قبور تُسمّى "باتاني"، لإجراء طقوس تكريم لها.

وتقول يوليانا كومبونغ بالينو (51 عاماً) من قرية كابالا بيتو إنّ "مختلف المجموعات العائلية تتجمّع ويأتي كل شخص لمعرفة ما إذا كان آباؤه وجداته وأقاربه موجودين في باتاني". تضيف القروية المنتمية إلى توراجا: "نجتمع ونعمل معاً، وننظف الجثث ونبدّل ملابسها".

تُسحب التوابيت التي تحتوي على جثث من كهف يشكل مدفناً محفوراً في جانب الجبل، ثم تُعاد الجثث إلى مكانها وتُغلَق المقابر حتى موعد الطقوس التالية. وقد بقيت بعض الجثث سليمة نسبياً خلال عملية التحنيط، بينما بدا بعضها على شكل هياكل عظمية.

ويقيم هذا الاحتفال، دورياً، أفراد توراجا، وهي مجموعة عرقية تضمّ نحو مليون نسمة في جزيرة سيليبس. يعتقد أفراد توراجا أنّ أرواح الموتى تبقى في عالم الأحياء حتى جنازاتهم التي غالباً ما تكون ضخمة، ثم تبدأ رحلتها إلى عالم الأرواح.

حول العالم
التحديثات الحية

يوضح صمويل ماتاساك، أحد سكان بينتينغ مامولو، أنّ "توراجا يتذكرون أسلافهم دائماً، حتى بعد وفاتهم". ويشير إلى أنّ مهرجان "مانيني" يقام كل عامين، بعد حصاد الأرزّ، في أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول، بحسب كل قرية.

لكنّها المرة الأولى منذ 40 عاماً التي تُنظّم هذه الطقوس في قريتين في شمال ولاية توراجا، هما كابالا بيتو وبنتينغ مامولو، على ما يوضح عدد من السكان لوكالة فرانس برس.

وبينما كانت تُحنَّط الجثث سابقاً في عملية طبيعية باستخدام منتجات مثل الخلّ وأوراق الشاي، باتت عائلات كثيرة، راهناً، تحقن محلول الفورمالديهايد في الجثث للحفاظ عليها. وقد تشكّل الجثث مشهداً صادماً للسياح، لكن بالنسبة إلى السكان المحليين، تظهر هذه الطقوس المودّة التي يكنّونها لأحبائهم الراحلين.

تقول يوليانا: "عندما نؤدي طقوس مانيني، أشعر شخصياً بفرحة عامرة لكوني قادرة على التعبير عن حبّي لآبائنا وجدّاتنا وأطفالنا وأحبائنا المتوفّين". تضيف: "قد تكون هناك أشياء لم تُتَح لنا فرصة القيام بها عندما كانوا أحياء. يمكننا أن ننجزها الآن".

 

(فرانس برس)

المساهمون