ستحظر مجموعة "يونيليفر"، التي تضم علاماتها التجارية "دوف و"بن" و"جيري" و"هيلمان"، الإفراط في تعديل صور عارضاتها، وستتوقف عن استخدام كلمة "طبيعي" normal في إعلاناتها لمنتجات التجميل، في استجابة للمخاوف المجتمعية والبيئية. وأفادت "يونيليفر"، في بيان بشهر آذار/ مارس الحالي، بأنها ستستغني عن "كل التعديلات الرقمية في شكل وحجم ولون بشرة أجسام عارضاتها" في إعلاناتها. والحظر على استخدام تقنية "فوتوشوب" لتعديل الصور لن يقتصر على إعلانات "يونيليفر"، بل سيشمل مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين تدفع لهم المجموعة مقابل الترويج لمنتجاتها. وستزال كلمة "طبيعي" normal من عبوات نحو مئتي منتج على الأقل، في عملية ستستغرق نحو عام، بعدما قال كثيرون إن استخدام مثل هذه الكلمات عند الحديث عن البشرة والشعر تُشعرهم بأنهم مستبعدون. وقالت الشركة إنها تسعى إلى استخدام "مكونات أكثر طبيعية وقابلة للتحلل البيولوجي في مجموعة منتجاتنا".
وكانت المجموعة نفسها قد أكدت، العام الماضي، أنها تزيل كلمات مثل "عادلة" و"بيضاء" و"خفيفة" من تسويق وتعبئة علامتها التجارية "فير آند لافلي"، موضحة أن القرار خطوة نحو "رؤية أكثر شمولاً للجمال". وحينها، أعلنت شركة "هندوستان يونيليفر" المحدودة تغيير العلامة التجارية "فير آند لافلي" إلى "غلو آند لافلي". وحذت حذوها شركة مستحضرات التجميل الفرنسية العملاقة "لوريال" قائلة إنها ستزيل أيضاً صياغة مماثلة من منتجاتها. وقالت "جونسون آند جونسون" إنها ستتوقف عن بيع "نيتروجينا" لتبييض البشرة وتفتيحها تماماً.
يحدث التغيير في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد الظلم العنصري بعد وفاة جورج فلويد، إذ تعيد الشركات التفكير في سياساتها
يحدث التغيير في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد الظلم العنصري بعد وفاة جورج فلويد، وهو رجل أميركي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن ضغط شرطي أبيض بركبته على رقبته، رافضاً مناشدته بأنه لا يستطيع التنفس. يعد هذا التغيير الأحدث في سلسلة من التغييرات، إذ تعيد الشركات التفكير في سياساتها وسط احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" التي انتشرت في جميع أنحاء العالم وأعادت إشعال النقاش والجدل حول العرق.
وسعى الناشطون في أنحاء العالم كافة، منذ فترة طويلة، إلى التصدي لتسويق "يونيليفر" العدواني لمنتج "فير آند لافلي"، مع انتقاد إعلانات العلامة التجارية من قبل المجموعات النسائية من مصر إلى ماليزيا. من جانبها، أسست كافيثا إيمانويل حملة تحت عنوان (البشرة الداكنة جميلة) في الهند، قبل أكثر من عقد، لمواجهة التصورات القائلة إن البشرة الفاتحة أجمل من البشرة الداكنة بشكل طبيعي.
وبعد عقود من الإعلانات المنتشرة التي تعزز قوة البشرة الفاتحة، فإن تغيير العلامة التجارية يخيم على رفوف المتاجر على مستوى العالم. ولكن من غير المحتمل أن يؤدي التسويق الجديد من قبل أكبر العلامات التجارية في العالم إلى تبديد الأحكام المسبقة المتأصلة حول العنصرية عبر التمييز على أساس اللون التي تتجسد في فكرة أن البشرة الفاتحة أفضل من البشرة الداكنة.
وفي ذات السياق، أعلنت شركة "لوريال"، صاحبة العلامتين التجاريتين "ميبيلين" و"لانكوم"، أنها تهدف إلى استخلاص كل المكونات التي تدخل في منتجاتها تقريباً من مصادر نباتية والمعادن والأملاح المتوفرة في الطبيعة بحلول عام 2030، في وقت يتنامى الطلب على أدوات التجميل العضوية والصديقة للبيئة. وتواجه شركات منتجات التجميل الكبرى في العالم ميلاً متزايداً من المستهلكين لاستخدام مكونات طبيعية، وكذلك المنتجات التي يمكن إعادة تدويرها، وهو اتجاه تزايد بسبب جائحة كوفيد-19. ويمثل ذلك تحدياً كبيراً، من حيث تعديل وسائل التغليف وكذلك تطوير المنتجات التي يمكن حفظها وتحقيق نتائج مماثلة للمنتجات غير الطبيعية.
أعلنت شركة "لوريال"، صاحبة العلامتين التجاريتين "ميبيلين" و"لانكوم"، أنها تهدف إلى استخلاص كل المكونات التي تدخل في منتجاتها تقريباً من مصادر نباتية والمعادن والأملاح المتوفرة في الطبيعة بحلول عام 2030
وأشارت "لوريال" إلى أنّ 95% من المكونات التي تدخل في صناعة كل منتجاتها خلال السنوات العشر المقبلة سيكون مصدرها النباتات والزهور التي يمكن إعادة زراعتها ومن المعادن والأملاح الموجودة بوفرة في الطبيعة، وذلك ارتفاعاً من حوالي 70 في المائة في الوقت الحالي. وأوضحت "لوريال" أن هذه الخطوة صوب نهج صديق للبيئة في الأبحاث والتطوير، ستتضمن أيضاً تطوير تركيبات لا تضرّ بالنظم البيئية المائية عند تحللها في الماء.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، قالت متحدثة باسم شركة "لوريال" إن الشركة قررت التوقف عن استخدام كلمات في منتجاتها مثل "بيضاء" و"شقراء" و"تفتيح" لون البشرة، وذلك بعد يوم من إعلان شركة "يونيليفر" عن قرار مماثل، لمواجهة موجة انتقادات متزايدة على مواقع التواصل الاجتماعي. و"يونيليفر" و"لوريال" شركتان كبيرتان في السوق العالمية لمساحيق تفتيح البشرة التي تستخدم في العديد من الدول الآسيوية والأفريقية والكاريبية، حيث تعتبر البشرة فاتحة اللون في كثير من الأحيان أمراً مرغوباً فيه.
وتعرضت شركة "يونيليفر"، على وجه الخصوص، لانتقادات بسبب علامتها التجارية "فير آند لافلي" في وقت يركز فيه العالم على الظلم العنصري بعد أسابيع من احتجاجات أثارتها وفاة جورج فلويد. أما شركة "جونسون آند جونسون" فذهبت إلى خطوة أبعد من ذلك، عندما قالت إنها ستوقف بيع مساحيق تفتيح البشرة التي تباع في دول آسيا والشرق الأوسط تحت علامتي "نيتروجينا" و"كلين آند كلير" التجاريتين.