توماس فريدمان متهم بالعنصرية بعد مقال يشبّه الشرق الأوسط بالغابة

07 فبراير 2024
وُصفت آراء فريدمان مراراً بأنّها "عنصرية واستشراقية" (باتريك مكمولان/ Getty)
+ الخط -

أثار مقال للكاتب توماس فريدمان في صحيفة ذا نيويورك تايمز الأميركية موجة واسعة من الغضب، بعد أن شبّه فيه الشرق الأوسط بـ"الغابة" و"مملكة الحيوان"، وسط سيل من الردود التي اتهمته وإدارة تحرير الصحيفة بالعنصرية ونزع الإنسانية.

وفي مقاله "فهم الشرق الأوسط من خلال مملكة الحيوانات" الذي نشر في 2 فبراير/ شباط الحالي، وتطرّق إلى حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، شبّه فريدمان الولايات المتحدة بالأسد، فيما استعان بالحيوانات والحشرات، لوصف عددٍ من الجهات والتنظيمات في الشرق الأوسط.

وكتب: "هل هناك وصف أفضل للبنان واليمن وسورية والعراق اليوم؟ إنهم اليرقات. الحرس الثوري الإسلامي هو الدبور. الحوثيون وحزب الله وحماس وكتائب حزب الله هم البيض الذي يفقس داخل لبنان واليمن وسورية والعراق، ومن ثم يأكلها من الداخل إلى الخارج".

وشكّك فريدمان في وجود "استراتيجية مضادة تقتل الدبور بأمان وكفاءة دون إشعال النار في الغابة بأكملها"، في إشارة إلى المنطقة.

لكن التعليق الأكثر إثارة للجدل جاء في السطر الأخير الذي قال فيه: "أحياناً أتأمل أحوال الشرق الأوسط من خلال مشاهدة قناة سي أن أن، وفي أحيان أخرى أفضّل مشاهدة قناة أنيمال بلانت (عالم الحيوانات)".

وأطلقت العبارات الواردة في مقال توماس فريدمان سيلاً من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، من صحافيين وأكاديميين وناشطين.

واستعاد عدد من المعلقين مرّات سبق فيها للكاتب في "ذا نيويورك تايمز" أن أثار فيها الجدل بسبب آراء وصفت بالتحيّز والعنصرية والإسلاموفوبيا، فيما تساءل آخرون عن كيفية موافقة فريق التحرير على نشر مقال من هذا النوع.

وذكّر الباحث والأكاديمي الفلسطيني عبد الهادي العجلة، عبر منصة إكس، بالانتقادات التي وجهها المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد لتوماس فريدمان، واصفاً مقالاته عن الشرق الأوسط بأنها "سطحية واستشراقية".

وكتب العجلة: "منذ أن بدأت قراءة المقالات والتحليلات باللغة الإنكليزية، اتضح لي أن آراء فريدمان كانت خاطئة دائماً، وتحليلاته سطحية وغير دقيقة وعنصرية ومتناقضة. ومن المخزي أن تستمر صحيفة ذا نيويورك تايمز بنشر مثل هذه القمامة".

وأشار المدير التنفيذي للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، عبد أيوب، عبر "إكس"، إلى ازدواجية المعايير في ما يتعلق بالعنصرية ضد العرب.

وكتب: "قل هذا عن أي فئة أخرى وشاهد ردة الفعل، سيُطرَد توماس فريدمان قبل أن يجفّ حبر مقالاته"، متابعاً: "إن انطلاقة موسم الانتخابات تذكير بأن العنصرية المناهضة للعرب وكراهية الإسلام هي السائدة، ولهذا السبب فإن هذه القمامة (أي المقال) مقبولة من الجميع، ولن يكون هناك أي محاسبة".

بدورها، وصفت المحررة السابقة في "ذا نيويوركر"، إرين أوفربي، المقال بأنّه "عنصري لدرجة أنه كان من الممكن نشره في در ستورمر (صحيفة كانت تصدر في ألمانيا خلال الحقبة النازية) أو في إذاعة رواندا قبل الإبادة الجماعية عام 1994"، مضيفةً: "إنه أمر مهين بشكل مروع، ويجب طرد فريدمان".

كذلك، انتقدت "الكسل غير المفهوم في الاعتراف بالدور الذي لعبه الجيش الأميركي لعقود من الزمن في المساعدة على زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط".

وكرّرت الكاتبة الباكستانية فاطمة بوتو الاتهام لفريدمان بالعنصرية، وخاطبته عبر "إكس" بالقول: "أيها الأحمق العنصري الجاهل تماماً: هؤلاء بشر، وفشلك في إدراك ذلك جزء من السبب وراء رؤيتنا لبلدك وهو يوافق على الإبادة الجماعية للرجال والنساء والأطفال طوال 120 يوماً".

وانتقد المذيع الأميركي البريطاني مهدي حسن الخيارات التحريرية لإدارة "ذا نيويورك تايمز"، متسائلاً: "ألم يفكر أي محرر أو كاتب عنوان في صحيفة ذا نيويورك تايمز الليبرالية مرتين قبل أن ينشر هذا الهراء، ومع عنوان كهذا، من فريدمان؟".

وكان مقدم البرامج ذو الأصول الهندية قد تعرّض لحملة واسعة من مؤيدي دولة الاحتلال في الولايات المتحدة، بسبب تعليقاته المنددة بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزّة من خلال البرنامج الذي كان يقدّمه عبر قناة MSNBC.

كذلك، ندّدت الصحافية والمذيعة الأميركية رانيا خالق بإدارة الصحيفة وكتبت: "إنه عام 2024، وقد وافق محررو ذا نيويورك تايمز على تشبيه توماس فريدمان للعرب والإيرانيين بالحشرات".

وأضافت في منشور آخر: "لقد انتهيت من محاولة إقناع هؤلاء الأشخاص والمؤسسات بأنني إنسان، وأن أفراد عائلتي بشر، وأن المنطقة التي أتيت منها مليئة بالأشخاص الذين يستحقون الحياة والسعادة والحرية. من الآن فصاعداً، علينا أن نعمل على بناء وسائل إعلامنا ومؤسساتنا وحركاتنا وأحزابنا".

المساهمون