تلسكوب غايا يكشف أجزاءً في أصل تكوين درب التبانة قبل 12 مليار سنة

23 مارس 2024
التلسكوب الفضائي غايا مخصص لرسم خرائط درب التبانة (وكالة الفضاء الأوروبية)
+ الخط -
اظهر الملخص
- التلسكوب الفضائي غايا يكتشف مجموعتين من النجوم البدائية في قلب مجرة درب التبانة، تُعدّان أصل تكوينها قبل أكثر من 12 مليار سنة، ما يمثل خطوة مهمة في فهم تطور المجرة.
- النجوم المكتشفة، المسماة شاكتي وشيفا، تظهر معادن عالية بشكل غير مألوف لعمرها، مما يشير إلى أنها قد تأتي من جيل سابق من النجوم، وتلعب دورًا محوريًا في تكوين الغاز النجمي البيني.
- خريطة ثلاثية الأبعاد أصدرها غايا لأكثر من 1.8 مليار نجم تساعد في التعرف على "القلوب العجوز المسكينة" وتعزز من فهم علم الآثار المجرية، مما يسمح بإعادة بناء تاريخ درب التبانة بطريقة مشابهة لعلم الآثار التقليدي.

حدد التلسكوب الفضائي غايا المخصص لرسم خرائط درب التبانة مجموعتين من النجوم البدائية في قلب مجرتنا، وهما أصل تكوينها قبل أكثر من 12 مليار سنة، وفقاً لدراسة حديثة.

وبحركتهما الدورانية المنتظمة، يشبه هذان "التدفقان النجميان" اللذان يحتوي كل منهما على كتلة تساوي 10 ملايين شمس "لبنات البناء الأولى" للقلب القديم لمجرة درب التبانة، حيث تكونت النجوم الأولى قبل نموّ المجرة واتخاذ شكلها الحلزوني الحالي، على ما قال خياتي مالهان من معهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية في ألمانيا، لوكالة فرانس برس.

وأوضح المعد الرئيسي للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة أستروفيزيكال جورنال أن "هذه أول مرة نتمكّن فيها من التعرف إلى أجزاء من هذه المجرة الأولية" التي سُميت شاكتي وشيفا، تيمّناً باثنين من الآلهة الهندوسية "أدى اتحادهما إلى نشوء الكون".

وسلّم مسبار غايا، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والذي يعمل على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض منذ 10 سنوات، خريطة ثلاثية الأبعاد عام 2022 لمواقع وحركات أكثر من 1.8 مليار نجم.

وأتاحت هذه الخريطة التعرف إلى مجموعة نجوم ملقبة بـ"القلوب العجوز المسكينة"، بسبب كبر سنّها، وذلك بسبب التركيبة المعدنية الضعيفة (مؤشر كيميائي لعمر النجم)، وموقعها المركزي.

وقد كان ذلك خطوة مهمة لعلم الآثار المجرية الذي يهدف إلى إعادة بناء العصور المختلفة من تاريخ درب التبانة، "بالطريقة نفسها التي يعيد بها علماء الآثار بناء تاريخ مدينة ما"، كما أوضح معهد ماكس بلانك في بيان.

وبالتالي فإن نموذج تطور درب التبانة يحاكي "مدينة مركزية قديمة محاطة بمناطق أحدث"، وفق المعهد.

ولكن "كلما عدنا إلى الوراء في الزمان والمكان، أصبحت صورة تاريخ المجرة غير واضحة"، بحسب خياتي مالهان.

ولذلك حقق علماء الفلك في هذه النواة القديمة التي حُدِّدَت في عام 2022، وأخذوا عينة من 6 ملايين نجم، ودرسوا كيمياءها وموقعها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبذلك وضعوا أصابعهم على "تيارين نجميين"، شاكتي وشيفا، تشكلا قبل ما بين 12 و13 مليار سنة، في العصور الأولى لمجرة درب التبانة.

والمفاجأة أن نجومهما تتمتع بمعادن عالية بشكل غير طبيعي لنجوم بهذا العمر. وهذه علامة محتملة على أنها تأتي من جيل سابق من النجوم. وعندما ماتت، أطلقت العناصر الكيميائية التي "زرعت" الغاز النجمي البيني الذي تكوّنت منه نجوم شاكتي وشيفا.

(فرانس برس)

المساهمون