تغير المناخ السبب الرئيسي وراء انهيار الحضارات

24 ديسمبر 2020
النصب التذكاري لأمير الحرب تيمورلنك في أوزباكستان حيث كانت تقع مدينة أوترار (Getty)
+ الخط -

كشفت نتائج دراسة جديدة نشرت يوم 14 ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي، أن المغول لم يكونوا مسؤولين عن الاختفاء التام لمجتمعات الزراعة بمياه الفيضانات في آسيا الوسطى. ويرجح الباحثون أن تغير المناخ ربما يكون هو العامل المهيمن على المدى الطويل في المنطقة، والسبب الرئيسي وراء تدهور حضارات المنطقة. 

كان السؤال الرئيسي في الدراسة هو: ما هو دور تغير المناخ في ازدهار وزوال ثقافة آسيا الوسطى القديمة التي كانت منطقة مهمة كمفترق طرق ثقافي؟ كان سقوطها في الماضي يعزى دائماً إلى الغزو المغولي، في حين أن المجتمعات القديمة الأخرى التي تركزت حول وديان الأنهار أظهرت قابلية للتأثر بتغير المناخ. أحد الأمثلة الواضحة على ذلك، انهيار الدولة القديمة في مصر الفرعونية. توضح الدراسة قابلية المجتمعات النهرية للتغير المناخي، والدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الأنهار في تشكيل تاريخ العالم، وفقا لويليام تونين، أستاذ علوم الأرض المساعد في الجامعة الحرة بأمستردام، والباحث المشارك في الدراسة. ويرجح الباحثون أن يكون لتغير المناخ الحالي والمستقبلي تأثيرات عميقة جداً على الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الأنهار، وسبل عيشهم.

أعاد الباحثون بناء آثار تغير المناخ على الزراعة بمياه الفيضانات في المنطقة خلال فترة الغزوات المغولية في أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، ووجدوا أن انخفاض تدفق النهر كان مهماً بنفس القدر، إن لم يكن أكثر، في زوال دول المدن المزدهرة في تلك الفترة. وباستخدام التأريخ الإشعاعي، تبين للباحثين أن التخلي عن أنظمة الري تزامن مع مرحلة انخفضت فيها تدفقات الأنهار بين القرنين العاشر والرابع عشر الميلادي، ما يعني أن الغزو المغولي جاء لاحقاً، ولم يكن هو السبب الرئيسي في انهيار حضارات تلك المدن. يظهر تحليل أنماط الأنهار التاريخية والمواقع الأثرية أن المنطقة انتعشت سريعاً بعد الغزوات العربية في القرنين السابع والثامن الميلاديين. ويرجع ذلك على الأرجح إلى الظروف الرطبة المواتية. ولكن من المحتمل أن يكون الجفاف الكبير الذي أعقب الاجتياح المغولي، قد منع إعادة إنشاء شبكات الري على نطاق واسع.

بيئة
التحديثات الحية

يشرح تونين في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المغول كانوا المتهم الأساسي في التغيرات المجتمعية عبر أوراسيا خلال فترة العصور الوسطى. وبالفعل، فقد دمر المغول مدينة أوترار والعديد من المدن في آسيا الوسطى، ولكن في النهاية لم يكونوا على الأرجح سبب الزوال النهائي لهذه المجتمعات. ويضيف أن البيانات التي جمعها مع فريقه تشير إلى أن تغير المناخ كان العامل الأكثر أهمية في زوال المجتمعات القديمة في آسيا الوسطى. وركزت معظم الدراسات في المنطقة على البقايا الأثرية للعديد من المدن القديمة مثل: أوترار وسمرقند وبخارى. ولكن لم يتم من قبل تقييم المعلومات الأثرية جنباً إلى جنب مع التحقيق في أنظمة الأنهار المحلية التي جعلت من الممكن ربط التغيرات البيئية بالنظام المناخي، وهو الجديد في الدراسة الحالية. 

ويشرح مارك جي ماكلن أستاذ الأنظمة النهرية والتغير العالمي في جامعة لنكولن في المملكة المتحدة، والباحث المشارك في الدراسة، أن استخدام التأريخ الإشعاعي مكن من تحديد الوقت الذي أصبحت فيه قنوات الري غير مستخدمة بسبب تأريخ الرواسب التي غمرتها بعد أن توقفت عن حمل المياه للري.

المساهمون