تراجع شعبية بوتين بين المشاهير الغربيين جراء حرب أوكرانيا

12 ابريل 2022
منح بوتين الجنسية الروسية إلى دوبارديو في مأدبة عشاء خاصة (ميخائيل كليمينتيف/فرانس برس)
+ الخط -

في مطعم راقٍ معروف للأثرياء، اجتمع الحضور، الأحد الماضي، في الذكرى السبعين لميلاد الممثل الأميركي ستيفن سيغال الذي قال: "إلى كلّ واحد منكم: أنتم عائلتي وأصدقائي، وأحبكم جميعاً". وأضاف: "نقفُ معاً في السراء والضراء"، وفق ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية الإثنين.

إلى جانب سيغال، كان يجلس بعض المؤيدين البارزين للكرملين وسياساته، مثل رئيسة تحرير شبكة "آر تي" التي تسيطر عليها الدولة الروسية مارغريتا سيمونيان، وأشهر المروجين لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلاديمير سولوفييف.

سيغال الذي يصف نفسه بأنّه "بوذي" لديه علاقة وثيقة مع الرئيس الروسي، وحصل على الجنسية الروسية عام 2016. ووصف احتلال بوتين لشبه جزيرة القرم وضمّها إلى روسيا بأنّها "منطقية للغاية"، كما أنّه أطلق على بوتين لقب "أحد أعظم القادة الأحياء في العالم".

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ضاعف سيغال من دعمه لبوتين، إذْ قال في مقابلةٍ أجريت معه أخيراً إن "كياناً خارجياً" ارتكب خطأ في تأليب البلدين (أي أوكرانيا وروسيا) ضد بعضهما البعض، وفقاً لـ"ذا غارديان".

ولطالما عزز الكرملين ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة صداقة بوتين مع المشاهير الغربيين مثل سيغال، ويرى الكثيرون في هذا الأمر محاولة من بوتين لتلميع صورته داخل البلاد وخارجها.

ومع ذلك فإنّ أعداد النجوم والسياسيين الغربيين الذين لا يزالون على استعداد للوقوف مع بوتين في "السراء والضراء"، كما يقول سيغال، انخفضت بسرعة خلال الشهر الماضي. إذْ يرغب الكثيرون في تحييد أنفسهم عن بلد صار متهماً بارتكاب جرائم حرب حصلت خلال الغزو.

وكان النجم الفرنسي جيرار دوبارديو من أوائل أصدقاء بوتين الذين أدانوا الغزو الروسي لأوكرانيا، إذْ ندد بـ "التجاوزات المجنونة وغير المقبولة لبوتين في أوكرانيا".

أصبح دوبارديو مواطناً روسيا عام 2013، بعد أن انتقد الحكومة الفرنسية بسبب سياساتها الضريبيّة. ومنح بوتين شخصياً الجنسية الروسية إلى دوبارديو في ذلك العام خلال مأدبة عشاء خاصة، وانتشرت صور الرجلين وهما يتعانقان.

لكن في حديثٍ إلى وكالة "فرانس برس" في مارس/ آذار، دعا دوبارديو الذي يواجه تهم اغتصاب في بلده الأم روسيا إلى "وقف لغة الأسلحة والبدء بالتفاوض".    

وقوبلت تصريحات دوبارديو بالغضب في روسيا، إذْ قال المتحدّث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، إنّ الممثل "لم يفهم تماماً" الوضع في أوكرانيا. ودعا بعض المسؤولين الروس بوتين إلى سحب الجنسية من دوبارديو.

وارتفعت حدة الانتقادات لأفعال روسيا بعد ظهور تقارير إخبارية تثبت وجود جثث رجالٍ بملابس مدنية ملقاة في شوارع بوتشا، خارج كييف، في شهادة على الفظائع التي يُعتقَد أنّ القوات الروسية ارتكبتها في أوكرانيا.

كما تعرَّض بوتين إلى انتقادات من المعسكر الذي يدّعي بأنّه مناهض "للإمبريالية الأميركية"، إذْ غرّد المخرج السينمائي الأميركي، أوليفر ستون، قائلاً بأنّ عدوان روسيا على أوكرانيا هو "خطأ"، علماً أنّ ستون كان قد دافع عن تصرفات روسيا في شبه جزيرة القرم في أفلامه الوثائقية، وأجرى سلسلة مقابلات مع الرئيس الروسي عام 2017.

المساهمون