حظي عرض الفيلم الوثائقي "بين معبرين" في مركز خليل السكاكيني الثقافي بمدينة رام الله، الثلاثاء، باحتفاءٍ كبير، خاصة أنّه من إخراج الشهيدين ياسر مرتجى الذي قتله الاحتلال عام 2018، ورشدي السراج الذي قتل خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي.
وسبق للفيلم أن حصل على عددٍ من الجوائز، أهمها "الجائزة الفضية" عن فئة الإبداع الإعلامي من أجل فلسطين في إسطنبول عام 2018، وجائزتي مهرجان الأرض للأفلام الوثائقية الفلسطينية والعربية وجائزة الجمهور لعام 2020 في دورته السابعة عشرة في إيطاليا.
اختار مرتجى والسراج في "بين معبرين" تتبع حكاية الطالبة نور الغصين التي تحصل على منحة دراسية في جامعة أميركية، ومحاولتها المتكررة لمغادرة قطاع غزة ومتابعة دراستها، إمّا عبر معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر أو عبر معبر بيت حانون (إيرز) إلى الضفة الغربية، ومنها إلى الأردن.
في البداية تحاول الغصين السفر من خلال معبر رفح، لكنّها تصطدم بعراقيل متعدّدة. في المرة الأولى تقرّر السلطات المصرية إعادتها مع 200 مسافر آخر إلى غزة، وفي المرّة الثانية دفعت رشاوى لبعض السماسرة، من دون أن تنجح بالوصول إلى الجانب المصري.
تصاب الطالبة الشابة بخيبة الأمل، وتخشى أن تنتهي صلاحية تأشيرتها الأميركية قبل أن تتمكّن من السفر، ولذلك تقرّر أن تحاول اجتياز الحدود عبر السفر من حاجز بيت حانون (أيرز) الإسرائيلي. تفشل محاولتها الأولى لأنّها لم تكن تملك الموافقات ولا تصريحات السفر المطلوبة من سلطات الاحتلال ومن الأردن.
وفي النهاية، وبعد تدخل من القنصلية الأميركية في القدس، نجحت الغصين في اجتياز الحدود والسفر إلى الولايات المتحدة لتبدأ رحلتها الجامعية.
بعد عامٍ ونصف من المحاولات المتكررة، وصلت الغصين إلى بورتلاند، من دون أن تنسى غزّة، مؤكدةً على حبّها للمدينة، وتفاؤلها بمستقبلها في حال فك الحصار الإسرائيلي المفروض عليها.
على هامش حكاية الغصين، يتطرق الفيلم، الذي تبلغ مدته 42 دقيقة، إلى أحلام الشباب الغزّي بحياة أفضل، والتي تتكسر أمام واقع الحصار المتواصل، الذي أدى لارتفاع نسبة البطالة وقلّة فرص العمل. كذلك، وثّق الفيلم حالة المهانة التي يتعرّض لها المسافرون الفلسطينيون في معبر رفح، والذي كان يفتح يومين أو ثلاثة فقط كلّ عدّة أشهر، إضافة إلى عدوانية ومزاجية جنود الاحتلال على حاجز إيرز، والتي قد تدفعهم إلى منع أي شخصٍ من العبور، بما فيهم الحاصلون على التصريحات المطلوبة.
وكانت شركة عين ميديا المنتجة للفيلم، قد نعت في 22 أكتوبر الماضي المخرج والمصور رشدي السراج الذي كان أحد مؤسسيها، نتيجة غارة إسرائيلية على منزله في غزة. كما ذكرت بمرور خمس سنوات على استشهاد ياسر مرتجى الشريك التأسيسي الآخر، والذي قتله الاحتلال أثناء تغطيته إحدى مسيرات العودة الكبرى السلمية عام 2018 على حدود قطاع غزة.