بينالي البندقية يسلّط الضوء على هشاشة الكوكب وعلاقة البشر بالطبيعة

22 ابريل 2024
زوار يتجولون بين معروضات الجناح البرازيلي، 17 إبريل 2024 (ستيفانو ماتزولا/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بينالي البندقية للفن المعاصر يسلط الضوء على القضايا البيئية مثل ذوبان الجليد في غرينلاند وإزالة الغابات في الأمازون، من خلال أعمال فنية تعبر عن هشاشة الكوكب وتأثير الإنسان على الطبيعة.
- الأعمال تشمل التصوير الفوتوغرافي والتركيبات الفنية باستخدام مواد متنوعة، تحمل رسائل حول الاحترار المناخي والعلاقة بين الإنسان والطبيعة، مؤكدة على الحاجة للابتكار والتفكير العالمي لمواجهة التحديات البيئية.
- يعتبر البينالي منصة عالمية للنقاش حول البيئة بمشاركة 90 بلداً، مع تشجيع الزوار على التفكير في دورهم تجاه البيئة وتحدياتها، مستخدماً الفن كوسيلة للتوعية والتغيير نحو مستقبل أكثر استدامة.

من الغطاء الجليدي في غرينلاند إلى إزالة الغابات في الأمازون، يسلّط بينالي البندقية للفن المعاصر الضوء على هشاشة الكوكب وعلاقة الإنسان بالطبيعة، ضمن أعمال فنية تُعرض خلال هذا الحدث الدولي المستمر حتى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

الحدّ من تسرب المياه

استخدم الفنان الياباني يوكو موهري أدوات وأغراضاً منزلية بسيطة ليبتكر عملاً فنياً يركّز على مسألة الحد من تسرب المياه في محطات مترو طوكيو، وهي مشكلة ناجمة عن الفيضانات والزلازل الكثيرة التي ضربت العاصمة اليابانية. بهدف تسليط الضوء على أنّ التهديد المناخي مسألة عالمية، جمع الفنان مواده من أسواق السلع المستعملة في البندقية، المنطقة التي طاولتها أيضاً فيضانات.

من خلال أغراض بسيطة كعبوات بلاستيكية ودلاء وأنابيب ثُبّتت لجمع قطرات الماء لكن من دون جدوى، ركّز الفنان على ما يمكن للبشر ابتكاره لمكافحة التحديات التي تواجه الكوكب. ربط الفنان فاكهة متحلّلة بأسلاك كهربائية تتحكم في آلية صوت من خلال ضبط درجة الرطوبة، في عمل يجذب مختلف حواس الزائر.

وقال أمين الجناح الياباني سوك كيونغ لي إنّ "هذا العمل الفني يهدف إلى إبراز قدرة الابتكار البشري على أن يحمل آمالاً ويجد حلولاً عندما تكون حياتنا مليئة بأمور دقيقة".

ذوبان الجليد

يركّز جناح الدنمارك في بينالي البندقية على أعمال المصور إينوتيك ستورتش من خلال ست سلاسل، من بينها "سون وِل سَمر بي أوفر" (Soon Will Summer Be Over) الذي يُظهر آثار التغير المناخي والتحضر وتقاليد الصيد في أقصى شمال غرينلاند.

ضمّ  العمل مشاهد يتم تجاهلها من الحياة اليومية، تنطوي على مشاعر بالحنين في هذه المنطقة النائية حيث لا تغرب الشمس مطلقاً في الصيف. تعيد الصور الفوتوغرافية الملونة أو بالأبيض والأسود، والتي تمزج بين الأرض والسماء والغطاء الجليدي، تذكير الزوار بدورة الفصول وهشاشة القطبين.

وقالت أمينة الجناح ومؤرخة الفن، لويز فلترز، في حديث مع وكالة فرانس برس، إنّ "الاحترار المناخي هو السبب الكامن وراء هذه النتائج". تابعت: "تؤشر السلسلة الخاصة بمنطقة كاناك، إلى أن الصيادين باتوا عاجزين عن ممارسة أساليب الصيد التقليدية بسبب التغير المناخي وذوبان الجليد والظواهر المناخية الحادة".

"عديمو الضمير"

عند مدخل الجناح البرازيلي، يصادف الزوار كومة كبيرة من التربة على جوانبها جذور كسافا ودرنات، وفي أسفلها بذور منثورة ترمز إلى مختلف أشكال الحياة: الأوردة البشرية وعصارة الأشجار والأنهر البرازيلية المرئية من السماء. في أعلى العمل الفني جهاز تلفزيون قديم يظهر امرأة تتوجه إلى المشاهدين بالقول: "أنتم لم تتعلموا من أخطائكم، وإزالة الغابات مستمرة خدمةً لأشخاص عديمي الضمير".

ومن خلال هذا العمل، أرادت الفنانة والناشطة المنتمية إلى السكان الأصليين أوليندا توبينامبا طرح مسألة "التوازن بين البشر" وعلاقتهم بالكوكب من أجل "التفكير عالمياً في المشكلة البيئية"، على ما قالت لوكالة فرانس برس.

حياة ونفوق زرافة

"يزن قلب زرافة موضوعة في الأسر 12 كيلوغراماً"... هذا هو عنوان مشروع تعاوني من جمهورية التشيك، يتناول المصير المشؤوم للزرافة لينكا، التي وضعت بالأسر في كينيا عام 1954 ومن ثمّ نقلت إلى حديقة حيوانات براغ، حيث لم تعش سوى عامين.

من خلال هذا العمل الفني، أرادت الفنانة التشيكية إيفا كوتاتكوفا إعادة إنشاء أحشاء الزرافة وهيكلها العظمي، لتبرز للزائرين مسألة العلاقة بين الإنسان وبيئته والعنف الذي يمارس على الحيوانات. أوضحت لوكالة فرانس برس أنّ عملها يهدف أيضاً إلى إثارة في النفوس بالتساؤل التالي: "ما دورنا في هذه القصة؟".

ويتلاقى هذا العمل مع العنوان الرئيسي للدورة الستين من بينالي البندقية "الأجانب في كل مكان"، ويشارك في هذا الحدث الدولي 90 بلداً.

(فرانس برس)

المساهمون