بلدة دوشي.. هنا دفن النجم الفرنسي آلان ديلون بعد أسبوع من وفاته

25 اغسطس 2024
دُفن في دارته بحضور نحو خمسين من أصدقاء الأسرة اختيروا بدقة (جون فيليبس/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **جنازة خاصة في دوشي**: دُفِن الممثل الفرنسي آلان ديلون في جنازة خاصة ببلدة دوشي، حضرها نحو خمسين من أصدقاء الأسرة المقربين، بما في ذلك زوجته السابقة ونجلاه. ترأس المراسم المونسنيور جان ميشال دي فالكو بناءً على رغبة ديلون.

- **تفاعل المعجبين والإعلام**: تجمع مائة من المعجبين والإعلاميين خارج دارة ديلون، غطوا السياج بالزهور وغنوا "باروليه باروليه". خرج نجلاه لتحية المعجبين وشكرهم.

- **إجراءات أمنية مشددة**: دُفِن ديلون بالقرب من كلابه بإذن خاص، وصودرت الهواتف لضمان السرية. تم تأمين محيط الدارة بنحو مائة من عناصر الدرك، مع فكرة إقامة قداس عام في سبتمبر.

دُفِن الممثل الفرنسي الراحل آلان ديلون عصر السبت في بلدة دوشي بوسط فرنسا في جنازة اتسمت بالخصوصية التامة أقيمت له في المصلّى الموجود فيها بعد أسبوع من وفاته، فيما تجمّع في محيط منزل النجم السينمائي العالمي نحو مائة من المعجبين.

وأكدت أوساط عائلة ديلون لوكالة فرانس برس أن الممثل الذي اشتهر بوسامته الفائقة وتولى بطولة أفلام عدة، من أبرزها "بورسالينو" Borsalino و"لو ساموراي" Le Samourai، دُفن في دارته عصراً بحضور نحو خمسين من أصدقاء الأسرة اختيروا بدقة.

ومن أبرز المشاركين في وداع الراحل زوجته السابقة ووالدة ابنته أنوشكا ونجله آلان-فابيان، روزالي فان بريمن، وبول بلموندو نجل الممثل الراحل جان بول بلموندو.

أما الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي (86 عاماً) التي تشاركت مع آلان ديلون بطولة عدد من الأفلام، فأحجمت عن حضور الجنازة "بسبب حزن شديد"، على ما أوضح مدير أعمالها لوكالة فرانس برس.

ونزولاً عند رغبة الراحل الذي حدد تفاصيل جنازته قبل سنوات، حضر عدد محدود من الأشخاص مراسم الجنازة التي أقيمت في الرابعة من بعد الظهر وترأسها المونسنيور جان ميشال دي فالكو (82 عاماً)، أسقف غاب (جنوب شرق فرنسا) سابقاً، الذي اعتُبر طويلاً المرشد الروحي للمشاهير في فرنسا.

وأثارت وفاة عملاق السينما الفرنسية الأحد الفائت عن 88 عاماً سيلاً من التعليقات والمواقف المشيدة بسيرته من مختلف أنحاء العالم. ومن إيطاليا إلى اليابان، مروراً بالولايات المتحدة، تصدّر خبر رحيله أبرز الصحف الأجنبية.

وحضر المعجبون بالنجم آلان ديلون السبت كما طوال الأسبوع إلى محيط الدارة التي اشتراها عام 1971 في دوشي بمقاطعة لواريه والمعروفة بـ"لا برولري".

آلان ديلون..  يرانا

وواكب الجنازة من خارج الدارة نحو مائة من هؤلاء بحضور عدد كبير من الإعلاميين، وغطوا السياج بباقات زهور وصور ورسائل.

وقرابة الخامسة عصراً، وهو الموعد المقرر لمواراة الجثمان، واكب المعجبون لحظة الوداع بالتأمل، وغنوا "باروليه باروليه" Paroles, paroles التي أداها الممثل وداليدا. وهطلت في هذا الوقت أمطار غزيرة على دوشي بعدما كان الطقس مشمساً في فترة بعد الظهر.

وقالت ماري كريستين غيبير التي حضرت لكونها مقيمة في جوار دارة ديلون: "أتفهم رغبة العائلة في أن تكون الجنازة خاصة، فهذا ما كان يريده". وأضافت: "شئت مع ذلك أن أحضر لوداعه في يوم جنازته ولو من وراء السياج. إنها خطوة رمزية".

وقبل وقت قصير من موعد بدء الجنازة، خرج نجلا الراحل أنتوني وآلان فابيان إلى حيث كان المعجبون أمام سياج الدارة لإلقاء التحية على الحاضرين المتأثرين بمعظمهم من محبي عملاق السينما الفرنسية. وتوجه أنتوني لإحدى المعجبات متحدثاً عن والده: "شكراً لكم جميعاً، إنه هنا، وهو يرانا". وشكر الأخَوان ديلون الحاضرين، واطلعا على مئات الرسائل وباقات الزهور التي وضعت في المكان، وغادرا معاً وسط التصفيق.

وأعرب ماكسيم دوشارم (28 عاماً) عن سعادته لرؤية نجلَي آلان ديلون، وتحدث لوكالة فرانس برس قائلاً: "لقد ورثت عن والدَيَّ هذا الشغف بديلون، وكان لا بد لي من أن أكون حاضراً".

ودُفِن آلان ديلون في مراسم مغلقة تماماً بالقرب من كلابه، عملاً بمشيئته، في خطوة "استثنائية" استلزمت الحصول على إذن من السلطات المحلية. حتى إن الهواتف المحمولة أُخِذَت من جميع الحاضرين في الجنازة حرصاً على السرية. وبناءً على طلب الأسرة، منعت السلطات أيضاً التحليق فوق العقار طوال عطلة نهاية الأسبوع.

وأعادت مجلة باري ماتش نشر صورة تعود الى عام 2011 يظهر فيها الممثل وهو يقف بجوار القبو الذي ينوي أن يرقد فيه، في الكنيسة الصغيرة التي بناها في دارته. وصرّح بطل "لو غيبار" Le Guepard و"بورسالينو" Borsalino حينها للمجلة الأسبوعية: "لست خائفاً من الموت على الإطلاق".

اطلع نجلا الراحل أنتوني وآلان فابيان على مئات الرسائل وباقات الزهور التي وضعت أمام سياج الدارة (غيوم سوفانت/ فرانس برس)

مائة دركي

وطوال الأسبوع، واظب المعجبون على الحضور إلى الدارة بالمئات، وأحياناً من أماكن بعيدة جداً، حيث يوقعون على سجلات التعزية، أو يتركون باقات الزهور أو يكتفون بالوقوف أمام سياج الدارة. 

وواكب هذه الحركة خلال الأيام القليلة المنصرمة أصحاب المحال التجارية والجيران والمسؤولون المحليون المنتخبون. وقالت بائعة الزهور في القرية أنييس بورغوان، لوكالة فرانس برس: "أنا منشغلة جداً، فالهاتف لم يتوقف عن الرنين منذ الأحد، وجاء بعض المعجبين من أماكن بعيدة جداً لشراء وردة".

وأشارت السلطات إلى أنها عهدت بتأمين ومراقبة محيط دارة ديلون إلى نحو مائة من عناصر الدرك. وصرح أنتوني ديلون لوكالة فرانس برس بأن فكرة إقامة قداس عام في سبتمبر/ أيلول المقبل طُرحت، لكنّ "شيئاً لم يتقرر في الوقت الراهن".

(فرانس برس)

المساهمون