استأنفت بعثة تنقيب فرنسية متخصصة عملها في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، ضمن مهمة البحث عن مدينة لارسا المفقودة التي تعود للفترة السومرية الأولى، بعد توقف دام عدة أسابيع استقدمت خلالها أجهزة ومعدات تنقيب وكشف حديثة.
ويتركز عمل البعثة الفرنسية في منطقة تقع على بعد 25 كيلومتراً جنوب شرق مدينة أوروك الأثرية في ضواحي الناصرية، مركز محافظة ذي قار، جنوبي العراق، التي تضم أيضاً مناطق أثرية مختلفة تعود لحقب زمنية سحيقة، من بينها مدينة أور الأثرية التي قصدها البابا فرنسيس العام الماضي خلال زيارته إلى العراق
.وقال مدير دائرة الآثار في محافظة ذي قار عامر عبد الرزاق، في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، إنّ هذه التقنيات التكنولوجية عالية الدقة مرتبطة بالأقمار الصناعية، في مساع للكشف عن خريطة المدينة، من دون استعمال أدوات الحفر التي كانت تستخدم في عمليات التنقيب السابقة.
وحققت البعثة الفرنسية، المؤلفة من نحو 10 خبراء آثار، اكتشافات لافتة خلال الفترة الماضية في عدد من مناطق العراق، أبرزها أربيل والموصل وأخيراً محافظة ذي قار، ضمن تفاهم مع وزارة الثقافة العراقية.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، قالت وزارة الثقافة العراقية إنّ البعثة الفرنسية اكتشفت إحدى بوابات سور مدينة لارسا المفقودة خلال عمليات التنقيب.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إنّ "رئيس البعثة الآثارية الفرنسية ريجي فاليه، والكادر الآثاري العراقي العامل مع البعثة، عثروا على إحدى بوابات سور مدينة لارسا وبناية مهمة لإحدى الشخصيات الدينية والسياسية في مملكة لارسا والنهر الذي كان يخترق المدينة قبل آلاف السنين".
وتردد ذكر اسم مملكة لارسا أو مدينة لارسا مرات عدة في نقوش سومرية قديمة تعود لحوالي 2700-2800 عام قبل الميلاد، تضمنت شرحاً يوضح سيطرتها على منطقة بلاد ما بين الرافدين بعد انهيار السلاسة الثالثة في أور.
ويعتقد الباحثون أنّ آثار المدينة موجودة في جنوب شرق مدينة الوركاء الأثرية، الواقعة على مقربة من مدينة الناصرية.
وأفادت صحيفة "الصباح" الرسمية بأنّ البعثة الفرنسية "باشرت فور وصولها بإكمال تنقيبها في مدينة لارسا السومرية للكشف عن خريطة حدود المدينة وبوابتها ومداخلها، إلى جانب القصور والمعابد التي تضمها والأنهر التي كانت تجري فيها قبل نحو خمسة آلاف عام، باستخدام تقنيات تنقيب تستخدم للمرة الأولى".