برامج المواهب الغنائية: أصوات قليلة ما زالت تُسمع

29 يناير 2021
لم يخض ملحم زين أي خلافات مع شركات الإنتاج (Getty)
+ الخط -

قبل 19 عاماً، بدأت برامج المواهب المستوردة من الغرب تُنتج في العالم العربي، لكن مجموع المواهب التي أحرزت تقدماً يكاد يُعد على أصابع اليد الواحدة. ما الأسباب التي حالت دون تقدّم بعض المواهب الجيدة أو تلك التي تستحق فرصتها من خلال البرنامج وبعده؟

قد يكون ملحم زين الفنان الأكثر شهرة كخريج لهذا النوع من البرامج. نهاية عام 2002، تقدم زين إلى برنامج "سوبر ستار" (تلفزيون المستقبل)، واستطاع من الحلقة الأولى أن يحجز مكانًا متقدمًا له على الخريطة الغنائية اللبنانية والعربية، نظرًا لإمكانات صوته التي اختصرت مسافات على بداياته. انتسب ملحم زين إلى شركات إنتاج، ولم يسع يومًا إلى إثارة الجدل حول علاقته بهذه الشركات، بل أرسى قواعد اللعبة التوافقية في المنافسة بين الشركات نفسها، من "ميوزيك ماستر" إلى "روتانا" ونهاية مع "بلاتينيوم"؛ علاقة عمل لم تقو عليها الخلافات، بل الانسحاب التوافقي ليسجل في كل مرة تقدمًا لصالحه.

عام 2005، لمع اللبناني جوزف عطية فائزاً في برنامج "ستار أكاديمي". عُرف عطية ببساطة وحرفية صوته. بداية التعاون كانت مع شركة "ستار سيستم"، لكن قبل سنوات خرج منها، ويحاول اليوم البقاء ضمن آلية عمل تحفظ له حضوره لأكثر من 15 عامًا في مرتبة متقدمة على خريطة خريجي برامج المواهب.

يصح القول إن المغني ناصيف زيتون، الفنان السوري الوحيد الذي كسر حدود سورية الفنية، وخرج إلى الضوء بعد مشاركته سنة 2009 في برنامج المواهب "ستار أكاديمي". حصد زيتون دعمًا واضحًا من قبل مدرسي الأكاديمية أثناء عرض البرنامج، ولم يكتف بحمله للقب، بل من اليوم الأول لتخرجه انضم إلى شركة "ميوزك إز ماي لايف" التي احتضنته بشكل كبير، وقدمت له التسويق المناسب لموهبة تحمل كل مقومات النجاح، وتقدّم ربما على كل منافسيه في برامج المواهب، ليُشكل حالة فنية سورية خاصة من خلال خياراته الموسيقية، إلى جانب استغلال الفرص التي شكلت له مساحة آمنة بعدما تخطى عدد متابعيه أو مستمعيه المائة مليون متابع لأغنية "مش عم تزبط معي" (2019)، ودخل بذلك عصراً آخر من النجاحات الاضافية على شبكات وتطبيقات الميديا البديلة.

قد يكون المغني الفلسطيني محمد عساف الخاسر الأكبر بالنسبة لمحتوى الإنتاج الذي اختاره بعد فوزه (2014) بلقب "آراب آيدول". كسب محمد عساف دعمًا عربيًا كبيرًا كونه أول موهبة فلسطينية تحقق هذا الإجماع بعد مشاركته في البرنامج. يمتلك عساف إمكانيات صوتية ممتازة، لكنه وقع في نفق المحسوبيات، بعدما اعتمد على شركة "بلاتينيوم" التي تبنت حفلاته، لكنها لم تعر يومًا اهتمامًا للمحتوى الغنائي الخاص، المفترض أن يؤسس لموهبة تريد الثبات قبل نجاح الحفلات وكسب المال.

آخر عنقود برامج المواهب المغني أدهم النابلسي الذي اتخذ من بيروت مركزاً لإقامته بعدما حقق المرتبة الثانية في برنامج "إكس فاكتر". استعان النابلسي بالفنان وائل كفوري الذي ساعده بداية، ثم افترقا، ولم يوفر الفرصة بعدها في استغلال أصدقائه لتأسيس مسيرة جيدة حقق من خلالها نجاحات وتقدما واضحا، نظرا للمحتوى الخاص بالأغاني التي أصدرها. ثمة برامج عن المواهب أصبحت جاهزة للعرض اليوم، لكن هل من مساحة للمتبارين فيها؟

المساهمون