تتنافس القنوات التلفزيونية العربية فيما بينها لتقديم أضخم برامج المسابقات في شهر رمضان، فتحاول أن تجذب المشاهدين من خلال إغرائهم بالجوائز المالية والعينية الضخمة التي قد تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات، والتي تقدمها بحضور نجوم وفنانين يتمتعون بشعبية عالية.
وعلى الرغم من أنَّ التلفزيون السوري الرسمي ينتج في كل موسم رمضاني برامج المسابقات الخاصة به بدوره، إلا أنه دائماً ما يثبت أنه بعيد بشكل كلي عن المنافسة، ليس بسبب رداءة المحتوى والاعتماد على أفكار مستهلكة ومكررة فحسب، بل لأنه يقدم جوائز لا قيمة لها، قد تكون عينية ومخزية، كتوزيع سلل غذائية، وقد تكون مادية لكنها بالكاد تكفي لشراء علبة سمنة أو كيلو قهوة. وفي الموسم الرمضاني الحالي، الذي يتزامن مع أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها سورية عبر تاريخها، قام التلفزيون السوري بإنتاج العديد من برامج المسابقات، التي توزع جوائز مادية محدودة القيمة، أبرزها
يانصيب معرض دمشق الدولي 2021
عند متابعة اللحظات الأولى من البرنامج سيأتيك شعور وكأن هناك خطأ تقنيا ما في المحطة؛ فتشعر وكأن القناة تعرض حلقات قديمة مسجلة في التسعينيات، إذ إن البرنامج لا ينتمي للعصر الحالي، لا شكلاً ولا مضموناً؛ فتغيب عنه التكنولوجيا بشكل تام لتحل مكانها تقنيات قديمة كانت متبعة القرن الماضي لاختيار الأرقام الفائزة، والديكور شاحب، ألوانه باهتة ولا ينتمي لهذا الزمن، حيث يجلس في الاستوديو ستة أشخاص على مقاعد مدرسية، يحملون أوراقا وأقلاما، ويقومون بتدوين الأرقام الفائزة يدوياً. ولا يعتبر الاستوديو البدائي هو المؤشر الوحيد على توقف الزمن في البرنامج، بل ذلك ما نشعر به من خلال قيمة الجوائز المالية، التي تبدأ من 600 ليرة (أي ما يعادل 15 سنتا أميركيا)، والتي لا تكفي لشراء الخبز اليومي، وتصل أعلى قيمة لها إلى 50 ألفا (ما يقارب 13 دولارا) بحال امتلك المشترك ورقة تحتوي على جميع الأرقام، وهو مبلغ لا يكاد يكفي لشراء تنكة زيت في الوقت الحالي.
برنامج "الكنز" مع صفاء سلطان
هو البرنامج الذي تبلغ جوائزه أعلى قيمة على التلفزيون السوري هذه السنة. يبدأ البرنامج بمشاهد هزلية تستعرض الإجراءات الوقائية؛ إذ ينظف العازفون آلاتهم بالمعقمات في الوقت الذي تعقم صفاء سلطان فيه يديها. وبخلاف كل البرامج التي تعرض على التلفزيون السوري، يرتدي المشاركون في البرنامج الكمامات، ليوحي ذلك بأن البرنامج يتمتع بقدر عال من الاحترافية والوعي لا يتحقق في البرامج الأخرى. ويجب أن نشير هنا إلى أن فقرة الإجراءات الاحترازية هي أفضل فقرة في البرنامج؛ فمن بعدها تبدأ صفاء سلطان بتقديم لمحة عن الجوائز المالية التي تصل قيمتها إلى 250 مليون ليرة سورية، ومن خلال متابعة البرنامج نكتشف أن هناك نوعا من الخداع في تلك الجملة؛ إذ إن أعلى قيمة للجائزة اليومية هو 10 ملايين، وهو رقم بعيد عن كل الجوائز التي تم اكتسابها. هذه الجوائز توزعها صفاء سلطان بطريقة تشبه الهبات، وكأنها تتصدق على الجمهور، الذي يجد نفسه في الكثير من الأحيان عاجزاً عن الإجابة عن الأسئلة غير المدروسة، والتي لا تملك قيمة ثابتة، بل أحياناً ستؤدي اللعبة إلى الخسارة رغم الإجابة الصحيحة.
"تكسي رمضان"
هو النسخة السورية المشوهة من البرنامج اللبناني "تكسي أبو شفيق" الذي يقدمه الفنان وسام الصباغ، تقوم بتقديمه المذيعة السورية مروى عودة. تقوم عودة بقيادة تكسي في شوارع المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام، وتقوم بإيصال الركاب إلى الأماكن التي يقصدونها. خلال الرحلة تسألهم خمسة أسئلة، وكل سؤال صحيح يجيب عنه المتسابق يربح عشرة آلاف ليرة سورية؛ ليكون المجموع خمسين ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 13 دولارا أميركيا، وهو مبلغ لا يغطي تكلفة إفطار عائلة مكونة من أربعة أشخاص.