شهدت أنحاء واسعة وكاملة في قطاع غزة، مساء الخميس، انقطاعاً لخدمات الاتصال والإنترنت، وذلك للمرة السادسة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح المسلح لحركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية ـ جوال وشركة أوريدو فلسطين، في بيانين منفصلين، انقطاع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، للمرة السادسة منذ بدء العدوان.
وجاء في بيان شركة الاتصالات الفلسطينية ـ جوال، مساء الخميس: "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر". وشركة الاتصالات الفلسطينية هي أكبر مزود لخدمات الاتصالات الخلوية والإنترنت في قطاع غزة، والمقدم الحصري لخدمات الاتصالات الثابتة هناك.
وفي المرات الخمس الماضية التي تعرض فيها قطاع غزة لقطع الخدمات، كان الاتصال الثابت والخلوي والإنترنت ينقطع لساعات، بينما استمر أول قطع لمدة 36 ساعة متواصلة، وكان في 27 أكتوبر (موعد بدء العملية البرية الإسرائيلية).
وفي بيان آخر، أعلنت "أوريدو فلسطين" انقطاع خدمات الاتصالات عن جنوب ووسط قطاع غزة، وهو القطع السادس كذلك الذي تتعرض له خدمات الشركة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي. وجاء في بيان "أوريدو فلسطين": "مع استمرار العدوان على قطاع غزة، فقد تكرر اليوم انقطاع الخطوط الرئيسية المغذية لشركات الاتصالات والإنترنت، مما أدى لتوقف خدماتنا وسط وجنوب القطاع واستمرارها بشكل جزئي شمال قطاع غزة".
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قطع شبكات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة". وأضاف، في بيان، أن "قطع الاتصالات والإنترنت يعني حدوث كوارث تهدد حياة المواطنين (...) وجريمة متكاملة مع سبق الإصرار تعمل على تعميق الأزمة الإنسانية". وطالب المكتب "بوقف الحرب الإجرامية عن شعبنا الفلسطيني بشكل فوري وعاجل".
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس، انقطاع الاتصال بطواقمها في قطاع غزة، إثر انقطاع الاتصال والإنترنت، معربة عن قلقها على سلامة تلك الطواقم. وأضافت الجمعية في بيان: "انقطعنا عن الاتصال بشكل كامل عن غرفة العمليات في قطاع غزة، وعن كافة طواقمنا العاملة هناك، في ظل قطع سلطات الاحتلال لشبكات الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت". وأعربت الجمعية عن قلقها على سلامة طواقمها العاملة "في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف المتواصل على مدار الساعة". كما عبرت عن "القلق الشديد بخصوص إمكانية استمرار طواقمنا في تقديم خدماتهم الإسعافية، لاسيما وأن هذا القطع يؤثر على خدمة الاتصال المركزي 101، ويعيق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين والجرحى".
ومطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ناشد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، إسحاق سدر، مصر لتفعيل خدمة التجوال، وتشغيل محطات الاتصالات القريبة من حدود غزة.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على غزة خلّفت أكثر من 18 ألف شهيد و50 ألفاً و897 مصاباً حتى الخميس، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر فلسطينية وأممية.
بموازاة ذلك، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً رقمياً على الفلسطينيين، عبر الاستعانة بتقنيات التجسس، واستهداف مزوّدي خدمة الإنترنت، وتجريم ما يصفه بـ"استهلاك المواد الإرهابية" على منصات التواصل الاجتماعي.
فلتوثيق نطاق انقطاعات الإنترنت في غزة، أجرت مؤسسة أكسس ناو مسحاً لبيانات الاتصال عبر 19 مزود خدمة إنترنت بين 4 و31 أكتوبر. وتبيّن أنّ حركة الإنترنت العامة انخفضت بنسبة 80% في أكتوبر، نتيجة الاستهداف المباشر للبنية التحتية للاتصالات المدنية وصعوبة الوصول إلى الكهرباء، وتلاعب الإسرائيليين عمداً بخدمات الاتصالات.
وأفادت منظمة سمكس غير الربحية، ومقرها بيروت، بأن شركتي الهايتك والبرمجية الإسرائيليتَين "إن إس أو" و"كانديرو"، تقدمان برامج وتكنولوجيا المراقبة إلى إسرائيل مجاناً، "لتتبُّع مواقع الرهائن ومقاتلي حماس". ونظراً إلى تاريخ الاحتلال في الحرب السيبرانية والتجسّس، لا يمكن ضمان أنّ الاستخبارات الإسرائيلية ستحصر أنشطتها في الأهداف التي أفصحت عنها ولن تتعدّاها وتستخدم برامج التجسّس، المعروفة بانتهاكها القواعد والأنظمة السارية، لاختراق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وكشفت تقارير إخبارية أنه، خلال الاجتياح البري لغزة، أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين الهاربين جنوباً على المرور بحاجز مزوَّد بـ8 كاميرات تدقّق في بياناتهم وتجمعها.