وسط حضور إعلامي واسع وتوافد عددٍ كبيرٍ من الصحافيات والصحافيين التونسيين، انطلقت صباح الجمعة فعاليات المؤتمر السادس للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والمؤتمر الثامن والعشرون للمهنة، تحت شعار "الصحافة ليست جريمة: حقوق، حرية، وحدة نقابية"، في العاصمة تونس.
وافتتح النقيب الحالي محمد ياسين الجلاصي المؤتمر بكلمة، أكّد خلالها صعوبة المرحلة التي يعيشها القطاع الإعلامي التونسي نتيجة التضييق والتراجع الكبير في الحريات الفردية والجماعية، وفي حرية الصحافة التي عرفت انتكاسة كبرى منذ ثلاث سنوات.
وأشار الجلاصي إلى أنّ المؤتمر ينعقد في الوقت الذي يقبع فيه بعض الصحافيين في السجون، ومنهم خليفة القاسمي وشذى الحاج مبارك وياسين الرمضاني، الذين "لا ذنب لهم إلا أنهم آمنوا بالكلمة وبحقهم في التعبير الحرّ بعيداً عن كل القيود التي يفرضها النظام التونسي"، خاصة بعد إصدار المرسوم 54 الذي بات سيفاً مسلطاً على رقاب الصحافيين.
ودعا النقيب "الجسم الصحافي التونسي بكل مكوناته إلى التضامن والتكاتف للدفاع عن حرية الصحافة، العماد الأساس في كل ديمقراطية"، كما طالب السلطات التونسية "بالتراجع عن كل قراراتها التي تضيق على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير".
وجاءت كلمة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي لتؤكد أنّ حرية الصحافة والرأي والتعبير تعيش وضعاً صعباً في تونس.
وأعلن الطيوبي "تضامن الاتحاد مع الصحافيين التونسيين" مذكراً بالنضالات التي خاضها الصحافيون، ومبيناً أن الاتحاد العام التونسي للشغل "سيواصل دعمه لنضالات الصحافيين التونسيين من أجل حريتهم وحقهم في التعبير، وتمكين المواطن التونسي من حقه في المعلومة بكل حرية بعيداً عن كل أشكال الضغوط السياسية".
وأعلن عددٌ من الشخصيات عن دعمه للصحافيين، من بينهم رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي، ورئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نائلة الزغلامي، ورئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الرحمن الهذيلي، وعميد المحامين التونسيين حاتم مزيو، ورئيس جمعية القضاة التونسيين أنس الحمادي.
وحضرت القضية الفلسطينية في افتتاح أشغال المؤتمر من خلال كلمة نقيب الصحافيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين ناصر أبو بكر، الذي أكد أن "الصحافيين التونسيين كانوا دائماً في الصفوف الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية، التي ستبقى قضية رئيسية في جدول الإعلام التونسي". كذلك، ذكر بالجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال بحقّ الصحافيين الفلسطينيين. وحظيت كلمته بتفاعلٍ كبير من قبل الصحافيين التونسيين.
وعرضت خلال المؤتمر تقارير حول الصحافيين المسجونين في تونس، كما أتيحت الفرصة لأهاليهم للحديث عن ظروف اعتقالهم.
ومن المقرر أن تستمر أشغال المؤتمر السبت لإجراء انتخابات المكتب التنفيذي الجديد للنقابة.