انتقادات لـ"بي بي سي" بعد تجاهلها حفل افتتاح المونديال

21 نوفمبر 2022
احتضن استاد البيت في الدوحة انطلاق البطولة (أيمن عارف/ Getty)
+ الخط -

أثار تجاهل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقل حفل افتتاح كأس العالم 2022 في قطر ردود فعلٍ متباينة، داخل بريطانيا وخارجها، واعتبر العديد من المعلقين أن هذه الخطوة "تنمّ عن قلّة احترام" و"نفاق".

وبينما كانت أنظار العالم متّجهةً، يوم أمس الأحد، إلى استاد البيت في قطر، لمشاهدة فعاليات افتتاح البطولة الرياضية الأكثر شعبيةً، اختارت قناة "بي بي سي - وان"، أن تواصل بثّ مباراة من الدوري الإنكليزي الممتاز للسيدات.

وتجاهلت القناة الحفل الذي شارك فيه الممثل الأميركي الشهير مورغان فريمان، وعضو فرقة "بي تي إس" الكورية جيون جونغكوك، ولم تبدأ بنقله سوى قبل ساعةٍ واحدةٍ على إطلاق صافرة بداية المباراة بين قطر والإكوادور.

ولم يستمر ذلك سوى وقتٍ قصير، حيث قطع النقل الحي بشكل مفاجئ، وانتقلت الصورة إلى الاستوديو مع اللاعب الإنكليزي السابق والمقدّم الحالي غاري لينيكر، والذي رحّب بالمشاهدين بالقول: "إنها كأس العالم الأكثر إثارة للجدل في التاريخ، حتّى قبل أن تركل كرة واحدة".

ولمدة نصف ساعة، استغرق لينيكر وضيفاه المعلقة الرياضية أليكس سكوت واللاعب السابق آلين شيرر في توجيه الانتقادات للبطولة والاتهامات لقطر، فيما بدا جزءاً من الحملة المستمرة منذ أسابيع على أوّل دولة عربية تحظى بفرصة استضافة البطولة.

وعبّر العديد من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام عن استنكارهم لما قامت به "بي بي سي". وكتب مقدّم البرامج الشهير بيرس مورغان عبر "تويتر": "عدم بثّ بي بي سي لحفل افتتاح كأس العالم ومحاولاتها تشويه البطولة، ينمّ عن عدم احترام مشين".

وأضاف: "إذا كانوا يشعرون بالفزع، فعليهم إعادة الجيش الضخم من الموظفين (الذي أرسل لتغطية البطولة) إلى الوطن وتجنيبنا هذا النفاق السخيف".

وهو الأمر الذي وافق عليه النائب في حزب المحافظين سكوت بنتون الذي غرّد بالقول: "30 دقيقة على بدء تغطية بي بي سي للمونديال من دون أن تذكر كلمة كرة قدم. غاري لينيكر الذي يجني مالاً أكثر ممّا يستحقه وزملاؤه يحاضرون في الناس حول الانبعاثات الكربونية وحقوق الإنسان وغيرها. إذا كانوا منزعجين إلى هذا الحد، فلماذا ذهبوا من الأساس؟ كان يمكنهم تغطية البطولة من بريطانيا".

بدوره، رأى المعلق الرياضي جوردان براين في تغريدة أنّ خطوة "بي بي سي"، "تنمّ عن قلّة الاحترام". فيما لفت المذيع البريطاني جيمس ميلفل إلى ازدواجية المعايير لدى "بي بي سي"، فكتب عبر "تويتر": "أتفهم لماذا افتتحت بي بي سي بث كأس العالم بإدانة سجل قطر في مجال حقوق الإنسان. لكنّي لا أتذكر أنّهم فعلوا ذلك عندما استضافت الصين الألعاب الأولمبية"، في فبراير/شباط من العام الحالي.

وهو الأمر الذي أكّد عليه المذيع في قناة "إم إن إس بي سي" الأميركية، أيمن محيي الدين، بالقول: "لم تبث بي بي سي حفل افتتاح كأس العالم في قطر كنوع من الاحتجاج. ومع ذلك، قبل 9 أشهر فقط، بثّت حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين، وهي دولة متهمة حرفياً بارتكاب إبادة جماعية. اذهبوا إلى الجحيم مع ادعائكم القدسية"، معتبراً ذلك "مثالاً على النفاق وازدواجية المعايير".

وعلى الرغم من أن "بي بي سي" لم تردّ على التساؤلات حول قرارها، إلّا أنّ ناطقاً باسمها قال في تصريحات صحافية "تمّ توفير تغطية كاملة لكأس العالم عبر بي بي سي"، مشيراً إلى أنّ حفل الافتتاح موجود على منصة الشبكة عبر الإنترنت.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

من جهته، توجّه لينيكر إلى "تويتر" للردّ على الانتقادات، معيداً عدم نقل حفل الافتتاح إلى مسائل تتعلّق بالتوقيت. وقال: "تم عرضه مباشرة وكاملاً على بي بي سي ايبلاير وموقع بي بي سي سبورت". وتابع: "تمّ تقريب توقيت حفل الافتتاح منذ وقت قصير، وذلك بعد أن تم الإعلان عن بث مباراة الدوري الإنكليزي الممتاز للسيدات على بي بي سي وان".

مع العلم، أن الإعلان عن تقريب موعد الحفل ليومٍ كامل، بعكس خطة "فيفا" الأساسية، كان قد تمّ في أغسطس/آب الماضي، أي قبل 3 أشهر على انطلاق موعد البطولة.

المساهمون