اليمنيون يعزفون موسيقاهم في دار الأوبرا المصرية

10 مارس 2022
حفل "نغم يمني على ضفاف النيل" يقام مساء اليوم (السيمفونيات التراثية/ فيسبوك)
+ الخط -

يعود الموسيقي الشاب محمود القحوم مرة أخرى ليفاجئ الجميع، ويؤكد أن اليمنيين لا يزال بمقدورهم النهوض من بين ركام الحرب ليعزفوا للسلام والحياة.

اختار المايسترو هذه المرة دار الأوبرا المصرية، وانشغل مع فريقه المكون من 120 فناناً وعازفاً بالتدريبات منذ أيام على تأدية عدد من السيمفونيات التراثية التي تعكس الثقافة اليمنية. فمن ملالة مدينة تعز إلى صوت السكتة النسائية في حضرموت والأغنية الصنعانية، يحتضن حفل الأوبرا المصرية اليوم كل أنواع النغم اليمني، بمشاركة عدد من العازفين المصريين.

يقول محمد القحوم، وهو مهندس الحفل الذي يحمل شعار "نغم يمني على ضفاف النيل"، إن هذا الحدث يهدف لإبراز التراث اليمني على خشبة واحدة كما لم يحدث من قبل، إذ ستستخدم فيه كل أدوات العزف الشعبية والحديثة. ويعتبر القحوم مسألة إحياء التراث الغنائي في اليمن مسؤولية على عاتقه.

وأفاد بعض منظمي الحفل "العربي الجديد" بأنهم حرصوا على عدم الاكتفاء بتقديم مجموعة الموسيقيين لمعزوفاتهم السيمفونية، بل ركزوا على ظهور الفرق الموسيقية بلمسة من ثقافة مناطقها ومدنها، والمتمثلة في الآلات الموسيقية والإيقاعات التراثية والرقص الشعبي واللباس التقليدي.

ويعرّف القائمون على الفعالية السيمفونيات التراثية بأنها مشروع فني لدمج الألوان الفنية الشعبية التراثية في الموسيقى العالمية، كما أن المقطوعات مستوحاة من ألوان تراثية أصيلة توضع في قالب موسيقي عصري.

وخلال الأيام الماضية، بثت أربع حلقات مصورة من برنامج "نغم يمني"، أعدّت خصيصاً لتوثق مراحل التحضير لحفل "نغم يمني على ضفاف النيل". وأفرد البرنامج مساحة واسعة لتغطية تفاصيل الحفل عبر عدد من الفقرات التي تسلط الضوء على الثقافة الفنية والفلكلور اليمني، إضافة إلى تقارير ولقاءات حول الأدوات الموسيقية اليمنية والفنون الشعبية.

وقال رئيس دار الأوبرا المصرية مجدي صابر، في تصريحات صحافية، إن تقديم السيمفونيات التراثية يثبت أن اليمن يمتلك الكثير من الموهوبين والقادرين على تقديم أداء لا يقل عن الأوروبيين الذين يقدمون هذا اللون من الموسيقى.

ويعرف عن محمد القحوم أنه صاحب فكرة مشروع المقطوعات الأوركسترالية، ويُعتبر هذا الحفل الثاني له بعد النجاح الكبير الذي حققه الحفل الأول في ماليزيا عام 2019.

وسبق أن قام القحوم بتوزيع وإنتاج الكثير من الأعمال التي عرضتها العشرات من القنوات العربية واليمنية، بالإضافة إلى تأليفه عدداً من المقاطع الموسيقية التصويرية لعدد من المسلسلات والأفلام القصيرة، والمقاطع الموسيقية التصويرية لإعلانات عدد من القنوات.

وتأتي فعالية السيمفونيات الثقافية كجزء من محاولات الحفاظ على الموروث الشعبي والتقليدي اليمني التي يسعى المشاركون من خلالها لإبراز غنى اليمن بالموسيقى والفن وتعريف العالم بصورة مختلفة عن هذا البلد الغارق في أوجاع الحرب، وذلك بإشراف وزارة الإعلام والثقافة والسياحة اليمنية ومؤسسة حضرموت للثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.

المساهمون