النكبة الفلسطينية... استعادة سينمائية خاصة

14 مايو 2024
تحل ذكرى النكبة في ظل تواصل حرب الإبادة في غزة (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "النكبة سردية سينمائية" فعالية تحتفي بالذكرى الـ76 للنكبة من خلال عروض سينمائية تقام بين 16 و20 مايو، بدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، تشمل العرض الأول لفيلم "جنين جنين" لمحمد بكري.
- تضم الفعالية أفلامًا تناولت القضية الفلسطينية من زوايا مختلفة، مثل "قهوة لكل الأمم" و"يافا أم الغريب"، تسلط الضوء على تاريخ وثقافة فلسطين وتأثير النكبة.
- يهدف المنظمون، بقيادة الصحافي يوسف الشايب، إلى مقاومة السردية الصهيونية وتزوير الحقائق، مستخدمين الثقافة والسينما كأدوات لتعزيز الرواية الفلسطينية وتوسيع نطاق تأثيرها، خاصة بين الأجانب والأجيال الشابة.

تحت عنوان "النكبة سردية سينمائية"، يطلق مسرح وسينماتك القصبة ومنصة فلسطين الثقافية، برعاية وزارة الثقافة الفلسطينية، في الفترة ما بين 16 و20 مايو/أيار الحالي، فعالية سينمائية في الذكرى الـ76 للنكبة.
تنطلق الفعالية بالعرض الأول عالميّاً لفيلم المخرج محمد بكري "جَنين جِنين"، وهو من إنتاج عام 2024، ويستعيد حكايات من فيلمه الشهير "جِنين جِنين"، الذي أنتجه قبل 22 عاماً إثر مجزرة الاحتلال في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين ضمن عملية "السور الواقي"، أو ما يُعرف فلسطينياً بـ"الاجتياح الكبير" عام 2002، مع الحديث عن ملاحقة سلطات الاحتلال الإسرائيلية المخرجَ في المحاكم، ومن ثم إدانته، من دون إغفال تكرار فعل ما يحدث في المخيم، وخاصة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، مع استعادة مصائر بعض شخوص فيلمه الأول.
كما يُعرض فيلم "قهوة لكل الأمم"، للمخرجة الفلسطينية وفاء جميل، المقيمة في السويد. "قهوة لكل الأمم" وثائقي يتتبع مسار حياة الفلسطينيي اللاجئ عبد الفتاح عبد ربه، بعد مغادرته مخيم الدهشية للاجئين في بيت لحم، وتركه عائلته هناك، ليقطن في كهف كنعاني قديم وحيداً على أرضه المُهجّرة، الواقعة في الولجة، جنوب غربي القدس، على مدار 22 عاماً، في ظروف بالغة التعقيد.
أما فيلم "يافا أم الغريب"، للمخرج رائد دزدار، فيرصد كيف كانت المدينة الساحلية الفلسطينية عاصمة للثقافة والفنون والاقتصاد، ومتنوعة اجتماعياً وإثنياً ودينيّاً، وحاضرة مدينية متطورة من بين أبرز الحواضر العربية ما قبل النكبة، عبر حكايات يرويها معمرون فلسطينيون عن مدينتهم التي كان من بين ألقابها "أم الغريب"، لاحتضان أهلها أي وافد إليها، قبل التهجير القسري تحت وطأة جرائم العصابات الصهيونية.
بدوره، يمزج المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، في فيلمه "الزمن الباقي"، ما بين الشخصي والعام، وما بين سيرة عائلته وحكايات فلسطين، ومن بينها نكبة عام 1948.
وتختم عروض "النكبة سردية سينمائية" بالفيلم الوثائقي "عباس 36"، للمخرجتين مروة جبارة الطيبي ونضال رافع، من إنتاج "الجزيرة الوثائقية". يروي العمل قصة عائلتين فلسطينيتين سكنتا البيت نفسه في شارع "عباس 36" في حيفا، حيث كانت تسكنه عائلة أبو غيدا التي أُجبرت قسراً على مغادرته إبّان نكبة عام 1948، لتُصبح هذه العائلة رمزاً للتهجير والتشتت في بقاع العالم، بعد أن انتشر أفرادها في 17 دولة، حالهم كحال أكثر من 750 ألف مواطن فلسطيني، هجّرتهم إسرائيل وحوّلتهم إلى لاجئين، وذلك لإقامة ما يسمى دولة "إسرائيل"، لتبتاعه في وقت لاحق عائلة رافع من شركة إسرائيلية استولت عليه.
يشير الصحافي الفلسطيني يوسف الشايب، منسق الفعالية، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أن تقديم عروض سينمائية ووثائقية في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، أمر مهم في التأكيد على دور الثقافة عامة، والسينما على وجه الخصوص، باعتبارها فعل مقاومة وتصّد.

يلفت الشايب إلى أن المعركة بين أصحاب الأرض الأصليّين من الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي الاستعماري ليست فقط حرباً على الأرض وما عليها، بل هي حرب رواية، ومن هنا تأتي فعالية "النكبة سردية سينمائية" للتصدي للسردية الصهيونية الرامية إلى تزوير الحقائق وتزييفها. ويوضح أن كل العروض مترجمة إلى الإنكليزية، وذلك لاستهداف الأجانب المقيمين في فلسطين، علاوة على استهداف الأجيال الشابة واليافعة، لتعزيز حضور الرواية الفلسطينية لديهم.

المساهمون