أحيا الصحافيون الكرد في سورية، الجمعة، يوم الصحافة الكردية، بينما يشهد القطاع في البلاد تردياً كبيراً على مستوى الحريات. وجاءت تسمية يوم الصحافة الكردية نسبة إلى ذكرى صدور أول صحيفة كردية في القاهرة عام 1898، وهي "كردستان" على يد الأمير مقداد مدحت بدرخان، في فترة حكم الخديوي عباس حلمي الثاني.
وقال نقيب صحافيي "كردستان سورية" عمر كوجري، لـ"العربي الجديد"، إن واقع الصحافة شمال شرقيّ سورية مزرٍ، رغم تعدد الوكالات والمواقع الإلكترونية. وأضاف: "حتى ينجز زميل لنا تقريره يحتاج اليوم إلى موافقات عدة، وربما في النهاية يمنع من نشر أو إرسال تقريره إلى الجهة الإعلامية التي يعمل لديها. وفي المقابل، لا تستطيع هذه السلطة عرقلة عمل المراسلين التابعين لجهات إعلامية خاصة بالنظام، وهم الذين ينشرون التقارير المسيئة بحق الكرد والمنطقة بشكل عام".
ورأى الصحافي شفان إبراهيم، المقيم في مدينة القامشلي، أن هناك مؤشراً خطيراً تشهده مناطق الإدارة الذاتية، وهو فرح بعض الصحافيين باعتقال آخرين معارضين للإدارة الذاتية و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد). وقال لـ"العربي الجديد": "كل من يسهم باعتقال صحافي لا يمكن أن يطلق عليه صحافي، وهذا الواقع مؤلم جداً مع ذكرى يوم الصحافة الكردية".
وأضاف إبراهيم أن الإعلام الكردي كان قبل عام 2011 محلياً، ولم يخاطب المحيط العربي، وذلك بسبب القبضة الأمنية للنظام والتشويه الذي طاول القضايا الكردية من قبله، إضافة إلى عدم اهتمام الجهات السياسية الكردية بذلك، لكن بعد 2011 استطاع الإعلام الكردي الوصول أبعد من خلال الترجمة والانتشار الواسع للصحافيين الكرد.
وأشار إلى أن الصحافي الكردي مهدد اليوم بالاعتقال بناءً على رأيه، وهناك مشكلة تتعلق بالصحافة الصفراء التي يمكن أن تلصق أي تهمة بالصحافي في المنطقة، ما يجعله مهدداً، وهذا يؤدي إلى عزوفه عن العمل في المهنة أو الهجرة.
وقالت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر في مناطق الإدارة الذاتية، أفين يوسف، لـ"العربي الجديد"، إن الصحافة شهدت انفراجاً بعد عام 2011، واستطاع الإعلاميون في مناطق شمال شرق سورية إيصال الحقيقة والواقع والانتهاكات للرأي العالمي، بسبب قدرتهم على العمل بشكل حر والتعبير عن رأيهم. وأضافت أن هناك فرقاً شاسعاً في الحريات بين مناطق الإدارة الذاتية والمعارضة والنظام، واعتبرت أن تجربة الإدارة الذاتية هي الأكثر نجاحاً رغم الانتهاكات التي وصفتها بالفردية.
وتطالب الإدارة الذاتية، المسيطرة على مناطق واسعة شمال وشمال شرقي سورية، بالتزام الصحافيين الراغبين في التغطية تنفيذ بعض الإجراءات من أجل السماح لهم بممارسة المهنة. وأسندت قراراتها إلى ما أسمتها "القوانين الناظمة للعمل الإعلامي في مناطق شمال وشرق سورية"، كالنظام الداخلي لمكتب الإعلام، ومواثيق الشرف الصحافي، وميثاق التفاهم للإدارة الذاتية.
وفي تقرير أخير لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تذيّلت سورية مرة أخرى قائمة الدول التي تفرض قيوداً على العمل الصحافي، وجاءت في المرتبة الـ173 من أصل 180 بلداً في مؤشرها لحرية الصحافة لعام 2021، بعدما وصفتها في تقريرها السابق بأنها "واحد من أكبر سجون الصحافيين في العالم".