المغرب: "الأعلى للاتصال السمعي البصري" يحسم في الشكاوى ضد الإنتاجات الرمضانية

01 مايو 2022
أكّد المجلس أن حرية الإبداع في الأعمال التخييلية جزء لا يتجزأ من حرية الاتصال (فيسبوك)
+ الخط -

حسم "المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري" في المغرب، السبت، في مصير الشكاوى التي قُدّمت للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، بشأن بعض البرامج والإنتاجات الرمضانية، خاصة الأعمال التخييلية (مسلسلات، سيتكومات، كبسولات فكاهية…)، المعروضة على القناتين الأولى والثانية في رمضان 2022.

وأعلنت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، المعروفة اختصاراً بـ"الهاكا"، أنه "بعد دراسة مجموع هذه الشكايات والتداول بشأنها والبت فيها، جدد المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال اجتماعه المنعقد بتاريخ 29 إبريل/نيسان 2022، التأكيد على أن حرية الإبداع، ولا سيما في الأعمال التخييلية، جزء لا يتجزأ من حرية الاتصال السمعي البصري كما كرسها القانون رقم 77.03، المتعلّق بالاتصال السمعي البصري، والقانون رقم 11.15 المتعلّق بإعادة تنظيم الهيئة العليا".

وكانت بعض الإنتاجات الرمضانية المعروضة على القنوات العمومية، قد أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة مسلسل "فتح الأندلس" ومسلسل "المكتوب"، وصلت إلى درجة المطالبة بوقف بثّ المسلسل الأول أمام القضاء، وهي المطالبة التي اصطدمت بحكم المحكمة الابتدائية بالرباط، في 22 إبريل/نيسان، بعدم الاختصاص في النظر في الدعوى.

واعتبر المجلس الأعلى أن" كتابة سيناريو أو تشخيص وضعيات أو توزيع أدوار أو تمثل شخصيات أو تجسيد أحداث واقعية أو محاكاة حقب تاريخية في الأعمال التخييلية؛ يندرج بالضرورة ضمن الرؤية الفنية لصاحب العمل وتترجم حريته في تجسيدها. "بل إن حرية الأعمال التخييلية، كجزء من قيمتها الفنية والإبداعية، لا تترسخ ولا تتطور إلا بإعمالها في الطرح والمعالجة والأسلوب".

واعتبر المجلس أن النقاش العمومي حول حرية الأعمال التخييلية وجودتها، سواء من خلال النقد الفني الخبير أو النقد الصحافي المتخصص، أو من خلال تقييمات عموم الجمهور إما استهجاناً أو استحساناً، تمرين صحي ومحبذ يساهم في تطوير الممارسة الإعلامية، سواء في ما يخص الأعمال الإبداعية أو في ما له صلة بالسياسات الإعلامية العمومية، ككل.

سينما ودراما
التحديثات الحية

ويرى المجلس أن "مطالبة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بإعمال الوصاية والرقابة على الاختيارات البرامجية للإذاعات والقنوات التلفزية، إما منعاً أو سحباً أو إملاءً، يتعارض وانتدابها المؤسسي، بوصفها مؤسسة مستقلة للتقنين، في السهر على احترام حرية الاتصال السمعي البصري وحرية التعبير وحمايتهما".

ومنذ بدء عرضه، طاولت مسلسل "فتح الأندلس"، الذي رصدت لإنتاجه ميزانية تجاوزت 3 ملايين دولار، انتقادات حادة وصلت إلى حد وصفه من قبل نقاد مغاربة، ومهتمين بالتاريخ ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ"الفاشل"، فيما تبقى التهمة الأعنف بـ "تحريف تاريخ المغرب".

كذلك أثارت انتقادات الداعية المغربي ياسين العمري لدور "الشيخة" (مغنية شعبية) في المسلسل الرمضاني "المكتوب"، الذي حقق أعلى نسب مشاهدة في تاريخ المسلسلات التي أنتجتها القناة "الثانية"، جدلاً واسعاً.

ووجه الداعية المغربي انتقادات حادة للعمل، واصفاً إياه بـ"الساقط ولا يمثل الواقع"، لكونه "يريد أن يطبّع الناس مع المنكر"، معتبراً أنّ الواقع المغربي لا يعكس ما يُتداوَل في المسلسل، وأنّ "الشيخة" ليست بنموذج يمكن الافتخار به، بل عار أن تكون في منزل امرأة تقوم بـ"تاشياخت" (ممارسة الغناء الشعبي)، متسائلاً عن "سبب عدم تجسيد دور امرأة حافظة للقرآن بدل الشيخة".

المساهمون