رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على عرضها الأول في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، تواصل دراما الخيال "المعلم ومارغريتا" من إخراج ميخائيل لوكشين تحقيقَ أعلى الإيرادات بدور العرض الروسية، وسط تزايد اهتمام الجمهور بأبرز أعمال الكاتب الروائي الراحل، ميخائيل بولغاكوف (1891 - 1940).
والفيلم مستوحى من رواية "المعلم ومارغريتا"، التي تتناول قصة رحلة خيالية يقوم بها الشيطان إلى موسكو في عهد الاتحاد السوفييتي وسط إعلان الإلحاد أيديولوجيةً رسمية للدولة.
قصة "المعلم ومارغريتا"
ويلتقي الشيطان في فصلها الأول الأديبين السوفييتيين، ميخائيل بيرليوز وإيفان بيزدومني، فيدخلان معه في نقاش فلسفي حول الله والسيد المسيح.
ويصرّ بيرليوز على إنكار وجودهما من دون أن يعلم من أمامه، في حين يتنبأ الشيطان بأن بيرليوز سيموت نتيجة لقطع رأسه، فتتحقق هذا النبوءة بعد سقوطه في اليوم ذاته تحت عجلات الترام بموسكو.
وبموازاة ذلك، يتمحور الفيلم حول قصة غرامية بين كاتب مضطهد في الأوساط الأدبية (المعلم) يؤدي دوره يفغيني تسيغانوف وعشيقته مارغريتا (يوليا سنيغير) التي تتحول إلى ملهمته.
تلهم مارغريتا المعلم على بدء العمل على كتابة رواية جديدة يستوحي شخصياتها من بين المحيطين بها مع جعل الشيطان الذي التقاه بطلاً للرواية.
ولم يؤثر عرض الفيلم فقط إيجاباً على عوائد دور العرض الروسية والتي تجاوزت ملياري روبل (أكثر من 20 مليون دولار) حتى الآن، وإنما زاد أيضاً مبيعات النسخ المطبوعة والرقمية والمسموعة من الرواية.
نجاح سياحي لـ"المعلم ومارغريتا"
في السوق السياحية، ازداد الإقبال على الجولات إلى مواقع أحداث "المعلم ومارغريتا" ومتحف بولغاكوف وسط موسكو.
حتى قبل عرض الفيلم، كانت رواية "المعلم ومارغريتا"، التي واصل بولغاكوف العمل عليها حتى الأيام الأخيرة من عمره، من بين الأعمال الأدبية الروسية الأكثر شعبية وأكثرها مبيعاً بين الكلاسيكيات الروسية في عام 2023.
ولم تعد الرواية في أذهان الروس مجرد قصة خيالية ممتعة، بل تحولت بعض الجمل والعبارات منها إلى حِكَم تشكّل جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الروسية، ومنها "المخطوطات لا تحترق" و"لا تطلبوا شيئاً أبداً، ولا سيما ممن أقوى منكم"، في حين تُعد البركة البطريركية التي تدور فيها أحداث الفصل الأول، واحدة من الأماكن الأحب على قلوب سكان العاصمة وضيوفها.