المخرج السوري نجدت أنزور يستخدم الذخيرة الحية لتدمير منازل مهجَّرين خلال تصوير مسلسله الجديد
أحدث تصوير مشاهد من مسلسل "أقمار في ليل حالك" الذي تنتجه المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، بإشراف مباشر من وزارة الإعلام في حكومة النظام السوري، ضجة على مواقع التواصل.
فقد طلب مخرج العمل نجدت أنزور استخدام الذخيرة الحية، لتصوير مشاهد القصف، والدمار، في كل من ريفي حماة وإدلب الخاضعين لسيطرة قوات النظام، واللذين يحتضنان الكثير من مشاهد تصوير المسلسل.
ونقلت مواقع إعلامية عن شهود عيان أن المخرج نجدت أنزور، عضو مجلس الشعب السوري، والموالي بشدة للنظام، طلب تنفيذ قصف حيّ لعدد من المنازل في قرى ومدن هُجّر أهلها منها خلال العمليات الأخيرة لقوات النظام بدعم روسي وإيراني في كل من ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
ويبرز المسلسل ما يعتبره بطولات لقوات النظام التي تقاتل الإرهاب، بحضور العميد سهيل الحسن، الذي يقود الفرقة الـ25 المشكلة والمدعومة من روسيا، علماً بأن الحسن مدرج في لوائح العقوبات الأميركية والغربية بوصفه مجرم حرب.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، زار وزير الإعلام في حكومة النظام عماد سارة، مواقع تصوير العمل في ريف إدلب، لدعم جهود فريق العمل، وحضور عمليات التصوير.
العمل الذي كتبه محمود عبد الكريم، ويتناول قصصاً حقيقية لأفراد من قوات النظام، ستخرج حلقاته بإطار منفصل - متصل، من ثلاثين حلقة، ليكون جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني المقبل.
ويضم العمل ممثلين من الصف الثاني والثالث، الذين كانوا يؤدون في الأعمال الدرامية السورية أدواراً ثانوية، وهم أقرب إلى "الكومبارس" من كونهم فنانين محترفين، كجوان خضر، ويحيى بيازي وقسورة عثمان، ومحمد فلفلة، وجمال نصار، وآخرين.
عزوف نجوم الدراما
يشير هذا إلى عزوف نجوم الدراما السورية عن المشاركة في مثل هذه الأعمال، التي تحاول تنزيه قوات النظام عن عمليات القتل والتشريد التي طاولت الشعب السوري، وذلك للابتعاد عن دائرة الاتهام بمساندة النظام، وتجنّب العداء مع شريحة واسعة من السوريين المتضررين من الحرب المستمرة حتى اليوم.
ومن جهته، اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في بيان له، أن العمل "جريمة جديدة موثقة بعدسات المجرمين وشهادات أبناء المنطقة، ستضاف إلى ملف جرائم الحرب التي سيحاسَب عليها النظام عاجلاً أو آجلاً"، مضيفاً: "يعكف النظام ومؤسسات التسويق والكذب التابعة له على إنتاج نسخة مزورة من الواقع والتاريخ السوري، مستخدمين القرى والبلدات، والبيوت التي هُجِّر أهلها في ريف إدلب الجنوبي نماذج، يتم قصفها وتدميرها من جديد قصفاً حياً، لتصوير مشاهد ولقطات في صناعة تلك النسخة والتسويق للدعاية الحربية للنظام".
وأشار البيان إلى أنه "لا حاجة للخدع البصرية أو برامج التصميم ثلاثي الأبعاد. فالبيوت حقيقية، والقرى حقيقية والأرض حقيقية أيضاً، وكذلك المروحيات والطائرات والمجرمون، والهدف إنتاج دراما رخيصة بعيدة كل البعد عن مبادئ وأخلاق العمل الدرامي".
ويستخدم أنزور في تصوير العمل المشاهد الحقيقية لمنازل المدنيين التي دمرتها مدفعية النظام وسلاح الجو التابع له، بالإضافة إلى سلاح الجو الروسي، في كل من جنوب إدلب وشمالي حماة، الأمر الذي شرد حوالى مليوني مدني عن مدنهم وقراهم، فقط خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي امتدت منذ إبريل/ نيسان 2019 وحتى مارس/ آذار من العام الماضي. فضلاً عن قتل الآلاف من المدنيين خلال الحملة وقبل التهجير، وتلك منازل تعرضت للنهب والسرقة الممنهجة على يد المليشيات التابعة للنظام بعد تهجير أهلها عنها، الذين يعانون اليوم ظروفاً صعبة جراء النزوح والتهجير، ما دفعهم إلى الغضب عند رؤية منازلهم وقراهم المدمرة تستخدم لغرض تلميع دور قوات النظام والمليشيات المساندة لها عبر عمل درامي، فيما كانت تلك القوات سبباً في معاناتهم المستمرة.