الفنانة الأردنية مارغو حداد تعلن اعتزالها التمثيل

28 سبتمبر 2022
حداد: إن لم يكن لدى الإنسان ما يقدمه، فالأجدر به الاستراحة (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت الفنانة الأردنية، مارغو حداد، صباح اليوم الأربعاء، بشكل مفاجئ قرار اعتزالها مهنة التمثيل، وتفرغها التام للكتابة والتدريس الجامعي والعمل كمستشارة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".

ورمت حداد التي تحمل درجة الدكتوراه في الفنون من القاهرة وهي مخرجة وكاتبة في الوقت عينه، اللوم في قرارها على "كل الجهات التي تدعي مسؤوليتها عن الفن، في الوقت الذي تقوم فيه هذه الجهات بتقزيم وتنحية كل ما هو جميل وتصدير الفن الاستهلاكي للناس"، بحسب ما قالت في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، مؤكدة أنها ستبقى قريبة من الفن الذي تعشقه، لكن بعيداً عن الكاميرا.

وأعلنت حداد على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" قرار اعتزالها، موجهة كلامها إلى الجمهور الذي يتابعها قائلة: "رسالة اعتزال عن التمثيل، وتصلح لتكون اعتذاراً مني لنفسي التي تعشق الفن، ولم تطارد حلماً بمثابرة سوى الحلم بالتمثيل، فالحلم بالتمثيل لا يبطل حين يصير المرء ممثلاً، بل يتعاظم ويكبر".

وأكدت حداد أنّ الموهبة الإنسانية أوسع من ميزة واحدة يضيفها المرء إلى لائحة اهتماماته ويعرف نفسه من خلالها، قائلة: "هذه فرادة لا يمتلكها كثيرون ولو بلغوا شهرة واسعة، وهو الأمر الذي يعد وليد نقطة تماس النشوة الفنية مع الموهبة، إذ يسبقه مخاض أليم يجعلني أنخرط في صراع مع الشخصية حتى يجدها المشاهد متفردة".

وتشير حداد إلى أنها أمضت أكثر من عشر سنوات أمام الكاميرا درامياً وسينمائياً ومسرحياً، إلى جانب تدريس طلبة الفنون في إحدى الجامعات الأردنية، وبعد حصولها على درجة الدكتوراه "تطور جانب خفي في شخصيتي. فقد مكنني تعليم السينما في الجامعة من التعمّق في روح الفن وتماهيه مع الموهبة الحقيقية، فكانت فلسفة السينما توسّع مداركي وتحرر أفكاري في الفن والحياة. لكن سؤالي حول جدوى كل ما أعرفه عن موهبتي أولاً وأدواتي ثانياً وتجربتي الأكاديمية ظل يلاحقني في عصر لا نرى فيه مساحة إلا للسفاهة والانحطاط".

وتؤكد حداد أنّ "القلق تجاه نفسي وشغفي في التمثيل، والقلق من انعدام قدرتي على تكييف نفسي بما يتوافق مع  أصحاب القرارات الفنية هو المسيطر. وهو قلق جعلني أريد فقط أن أترجّل عن الفرس. إن إحساسي بهشاشة الوجود دفعني إلى مطاردة أجوبة عن أسئلة ملحة استحال تفاديها، فكانت فلسفة السينما خلاصاً، تماماً كالموسيقى والفن التي بدورها تبحث في روح الكون".

وبينت حداد أنها تشعر بالشفقة حيال من يزحفون خلف الضوء لسد النقص في موهبتهم، وتقول: "تؤلمني الأيام. إنه زمن انفعال، لا زمن ابتكار. يتحكم فينا فقدان الشيء، إلى درجة أنّ المرء إن لم يجد موضوعاً، وقع في فخ تصوير الموضوع".

وعن محطتها المقبلة، توضح حداد أنها عبّرت بفنها عن تجارب إنسانية، و"حققت في مسيرتي الفنية والأكاديمية ما يمكنني الارتكاز عليه في مخاطبة نفسي على الأقل في النهاية، الحقيقة صلبة وواضحة، اليوم سأصمت، لأنّ الصمت هو الانتباه، هو الرصد، هو لحظة التفكيك لمكونات اللعبة التي دخلتها بقراري وخرجت منها بسبب قلة نزاهة الحكّام فيها، فهذا عصر الانحطاط، وإن لم يكن لدى الإنسان ما يقدمه، فالأجدر به الاستراحة".

وكانت حداد قد اشتكت لـ"العربي الجديد" في آخر حواراتها الفنية، من دوران الدراما الأردنية في حلقة مفرغة، بسبب قلة الاهتمام والدعم للدراما الأردنية، وفسرت خلال اللقاء ابتعادها عن الساحة الفنية أخيراً، بتشبعها من حصرها بأدوار في الدراما البدوية، مشيرة إلى أنّ قدرتها على الابتعاد عن الساحة الفنية تأتي من قناعاتها الشخصية بأنّ "الفنان الحقيقي لا يهتم بالنجومية بقدر ما يهتم بالمحتوى الذي سيقدمه، بعكس الفنان الباحث عن الأضواء، لأنّ الشهرة هي ما يعنيه بالمقام الأول".

وتمضي مارغو حداد حالياً إجازتها في الولايات المتحدة الأميركية مع عائلتها، قبل العودة بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل إلى الأردن، لمواصلة مهمتها في تدريس طلبة الفنون.

المساهمون