عرضت الشهر الماضي مسرحية "قصيدتي الخطرة"، على مسرح "أوسترسوند ڤريچستود " في السويد، للشاعرة والأسيرة المحررة والناشطة السياسية دارين طاطور.
ابنة قرية الرينة في الناصرة، المقيمة في مدينة أوسترسوند منذ سنة ونصف بعد حصولها على منحة تعليمية خاصة، سبق أن تعرضت للأسر في فلسطين المحتلة عام 2015، على خلفيّة منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً بعد نشرها لقصيدة "قاوم يا شعبي قاوم". وبقيت في الاعتقال لمدة 5 أشهر، لتخضع بعدها للإقامة الجبرية بين عامَي 2015 و2018.
بدأت طاطور بكتابة المسرحية أثناء إقامتها الجبرية، لتناقش سيرتها الذاتية كامرأة فلسطينية، شاعرة وأسيرة سياسيّة محرّرة تجرأت على رفع صوتها ضد الاحتلال الصهيوني والاضطهاد الذكوري داخل المجتمع العربي. علماً أنه سبق لها أن أصدرت عام 2019 في تونس كتاباً يحمل العنوان نفسه، تناولت فيه تجربتها خلال الاعتقال.
وفي حديث مع "العربي الجديد" تقول طاطور: "المسرحية مبنية على الكتاب الذي كتبته في 2019، ولكن حولت النص من نثري الى درامي مسرحي مناسب للتمثيل". وتشرح أنها مع وصولها إلى السويد باشرت بترجمة المسرحية من العربية إلى الإنكليزية، لتعاد ترجمة النص الإنكليزي إلى اللغة السويدية.
ومع وصولها إلى السويد، وبدء دراستها، باتت أكثر قدرة على التعامل مع صناعة الأفلام، وهو ما ساعدها في تحويل نصها إلى مسرحية، بمساعدة طاقم فني سويدي، فأقيم العرض الأول للعمل في 15 فبراير/شباط الماضي.
وعن ردود فعل الحاضرين تقول :"شكرني الجمهور لإضاءتي على قضية الأسرى الفلسطينيين، والممارسات العنصرية للاحتلال"، مشيرة إلى أنها لاحظت منذ وصولها إلى السويد جهل المجتمع "بقضية الفلسطينيين، خصوصاً هؤلاء المقيمين في الأراضي المحتلة عام 1948، لذا شعرت بمسؤولية أكبر في طرح قضية الأسرى، لنقل الصورة بطريقة محاكية للواقع".
وبالعودة إلى المسرحية، تناول العمل مشاهد للحظة اعتقالها بكل تفاصيلها، وصولاً إلى أساليب التحقيق في أقبية المخابرات الإسرائيلية، والتحرش وطرق التعذيب. وركزت على استغلال جسد المرأة من خلال العنف الجنسي والجسدي من أجل الضغط عليها للاعتراف، بالإضافة إلى معاناة العزل الانفرادي والتنقل في سيارة نقل الأسرى. "لم يغب عن ذهني طرح قضية اعتقال القاصرين والاعتداءات الجنسية عليهم في أحد المشاهد"، تقول خلال تفصيلها لقصة العمل.
مدة المسرحية 80 دقيقة في اللغة السويدية، وقد لعبت دور البطولة الممثلة السويدية مالين تنجفارد، وأخرجها السويدي مارتن جونسون، وقد استعانت بأغاني الفنانة الفسطينية الراحلة ريم بنّا.