احتفلت منصّة "العرب في بريطانيا"، بمرور عام على تأسيسها. وتميّز الحفل بتكريم شخصيات عربية، تركت بصماتها في مجال الطب والرياضة والأعمال الخيرية والتأثير على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الحضور الذي جمع معظم أطياف وشرائح المجتمع العربي في قاعة واحدة من بينهم الرئيس الصومالي السابق شريف شيخ أحمد، حيث نوقشت الطموحات والتحديّات التي تواجه العرب في بريطانيا.
وكان نجم الحفل محمد النني نجم نادي أرسنال الإنكليزي والمنتخب الوطني المصري، الذي اختارت المنصّة تكريمه في عام 2023، لتأثيره اللافت وتميّزه في مجال الرياضة.
النني حضر برفقة ابنه، لرغبته في تعريف ابنه على المجتمع العربي الواسع الموجود في البلاد، وكيف يفتخرون ببعضهم ويدعم أحدهم الآخر في المحن، ولكي يرى تكريم والده من قبل هذا المجتمع.
وفي حديث إلى "العربي الجديد"، أشار النني، إلى أنّه يأمل "فوز فريق أرسنال بالدوري الممتاز هذا الموسم". وأضاف في ردّه عن إحساسه، كونه اللاعب العربي الوحيد في فريق أرسنال، والتحديات التي تواجهه: "أنا مبسوط طبعاً أن ألعب كرة القدم في أحد أهمّ أندية العالم. هذا أمر يجعلني فخورا بنفسي. وأنا مع الفريق منذ سبع سنوات، وهذه مسألة مهمة لأنّها تحثّني على الاستمرار. وأي لاعب في العالم يتمنّى أن يلعب في فريق أرسنال".
وعن كيفية وصوله إلى فريق أرسنال وعن الصعوبات التي تجاوزها، أوضح النني: "ربّنا أراد كده، وأنا صدّقت حلمي في الوصول. وبالتأكيد أي شاب موهوب ممكن يوصل لو صدّق حلمه وسعى لتحقيقه.. أنا أحاول دائماً أن أكون مختلفا في أدائي ومتميزاً عن اللاعبين، حتى أولئك الذين يلعبون من حولي، وبالتأكيد الناس ترى ذلك وتلاحظ .. لم ألتحق مباشرة بفريق أرسنال، بل توجهّت إلى سويسرا قبل ذلك حيث لعبت لأربع سنوات".
أمّا عثمان مقبل، الرئيس التنفيذي لمنظمة العمل من أجل الإنسانية Action for humanity، الذي تمّ تكريمه عن نشاطه الخيري، فلفت إلى أنّ المجتمع العربي في بريطانيا وفي الغرب أثبت دوره الريادي في تبني القضايا الإنسانية العادلة. وقال إنّ المنظمة التي نشأت على أيدي مجموعة من الأطباء ورجال الأعمال السوريين العرب في بريطانيا، قد "استفاد من خدماتها العام الماضي ما يقارب الخمسة ملايين شخص". وهذه المنظمة كانت ولا تزال تستجيب ليس فقط لما يحدث من أزمات إنسانية في سورية، بل امتدت خدماتها لتشمل دولا أخرى مثل فلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن. وتطرّق إلى أنهم سيفتتحون في 18 مارس/ آذار، "قرية متكاملة في الشمال السوري تضم 500 منزل، من المقرّر أن يسكنها أشخاص نصفهم ممن يعيشون في مخيمات الشمال السوري والنصف الآخر لأولئك الذين تضرّروا من الزلازل التي ضربت المنطقة". وأكّد على التزامهم بـ"إنشاء قرية ثالثة تتكوّن من ألف وحدة سكنية" مع نهاية هذا العام.
ولظروف خاصّة، أطلّت الدكتورة رحاب الجمل، رئيسة شركة أدوية كبرى في اسكتلندا، من خلال تطبيق سكايب، وهي الشخصية التي حصلت على التكريم لتأثيرها في مجال الطب. وتحدّثت الجمل، عن نشأتها في منزل يهتم بالمواد العلمية، فقد كان والدها كيميائياً، أمّا والدتها فكانت مهتمة بالآداب. هذه البيئة كان لها دور في اهتمامها بالطب، ودخولها مجال تطوير الأدوية والعمل في مجال البحوث العلمية والطبية، وتأسيسها شركة لتطوير الأدوية لمرضى الباركنسون والسرطان.
من جهته، يرى صانع المحتوى عبد الرحمن الجابري والمعروف بلقب رحّال لندن، الذي تمّ تكريمه عن فئة المؤثرين، أن "أي شخص يمكنه أن يكون مؤثراً.. لكن قصته تختلف عن الآخرين"، فبحسب تصريحاته لـ"العربي الجديد"، الناس عادة تكتسب شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مفاجئة، بسبب موقف أو منشور معيّن. "لكنني تدرّجت بشكل بطيء للغاية وكنت صبوراً حتى ازداد عدد المتابعين لدي على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.. أنا أعشق معالم وتاريخ لندن، لذلك بدأت الحديث عنها. وكانت فكرتي الأساسية أن ألفت انتباه العرب وأعرّفهم على أماكن مختلفة، لإخراجهم من شارع العرب (إدجويرد رود) وتشجيعهم على زيارة مناطق أخرى جميلة جدا".
وأكد عدنان حميدان مؤسس ورئيس تحرير منصة "العرب في بريطانيا"، أن الحضور العربي في بريطانيا لن يقوى ويتعزز، إلا إذا "توحدّنا جميعاً ووضعنا خلافاتنا السياسية جانباً، مع التركيز على الكثير من الأمور التي تجمعنا". وتحدّث عن إطلاق نافذة للمشاريع العربية ضمن المنصة للتعريف بالمشاريع التجارية ودعمها. كما تعهّد بأنهم سيسعون إلى إطلاق إطار تنظيمي يخدم الجاليات العربية كي تتوحّد الفعاليات بدلا من تشرذمها.
وكان الهدف الأسمى للحفل، التبرّع بعائداته مباشرة إلى ضحايا الزلازل في سورية وتركيا، بالتعاون مع منظمة "العمل من أجل الإنسانية" فضلاً عن فتح باب التبرّعات أمام الحضور لمساعدة المنكوبين في تلك المناطق.