بعثة إيطالية تعثر على رُقم طينية وقناة مائية تعود للحقبة الآشورية شمالي العراق

11 نوفمبر 2021
تضمّ بلاد الرافدين أكثر من 15 ألف موقع أثري (زياد العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

عثرت بعثة إيطالية متخصصة في التنقيب عن الآثار على 50 رقيماً طينياً (لوح طيني تنقش عليه الرموز، أحد أقدم مواد الكتابة للبشرية) وقناة مائية حجرية، تعود إلى الحضارة الآشورية شمالي العراق.

وقال رئيس البعثة الإيطالية إلى العراق نيكولو ماركيتي، اليوم الخميس، إنّ بعثته تعمل في مدينة نينوى القديمة بإشراف دائرة مفتشية الآثار في نينوى، وجرى العثور على 50 رقيماً طينياً تعود إلى الحقبة الآشورية. 

وأشار ماركيتي، في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية، إلى أنّ "البعثة التي تبنتها جامعة بولونيا الإيطالية والخاصة بالتنقيب، استمرت نحو شهرين متتاليين من دون أي توقف في مدينة نينوى الأثرية القديمة"، مضيفاً أن "بعثة التنقيب عثرت على الألواح التي تعود لحكم (سن شرشكم)، فضلاً عن العثور على بوابة أدد الآشورية وصيانتها بالكامل مع الأسوار المحيطة بها". 

ولفت إلى "اكتشاف قناة مائية حجرية تخترق الأسوار لتغذية المدينة بطول 40 متراً، فضلاً عن العثور على عدد من الوحدات السكنية التي تعود إلى الحضارة الآشورية". 

يذكر أنّ "نينوى القديمة" هي مدينة أثرية، وتعد واحدة من أهم المدن في العصر القديم، وتقع في بلاد الرافدين على الضفة اليمنى لنهر دجلة، كانت عاصمة الإمبراطورية الآشورية، وكانت تعد أكبر مدن العالم في فترة الإمبراطورية الآشورية، وتنتشر بقاياها في الجانب الأيسر من مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق، وقد دمرت المدينة بعد معـركة نينوى 612 قبل الميلاد بعدما غزاها نبوبولاسر ملك بابل بالتحالف مع الميديين والكلدانيين والأرمن والكيميريين، ما أدى إلى دمار المدينة ونهبها وسقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة. 

وشهد العراق خلال الفترة الأخيرة عودة للبعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار في البلاد، بعد تجميد دام نحو عامين؛ بسبب تداعيات جائحة كورونا واضطرار أغلب البعثات للمغادرة. 

علوم وآثار
التحديثات الحية

وقال الباحث في شؤون الآثار والتراث حسين الشريفي إنّ "وجود البعثات الأجنبية في العراق، مهم جداً للتنقيب عن المخطوطات والأختام والألواح وبقية القطع الأثرية، لما تمتلكه هذه البعثات من خبرة في العراق وبقية مناطق العالم"، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أنّ بعثات إيطالية وبريطانية وفرنسية وصلت إلى العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وتمكنت فعلاً من العثور على آثار مهمة شمالي وجنوبي البلاد. 

وبيّن الشريفي أنّ "العامل الأمني مهم جداً لتسهيل عمل البعثات الأجنبية في العراق، فضلاً عن وجود تنسيق مع وزارة الثقافة ومفتشيات الآثار في المحافظات لتمكين هذه البعثات من الوصول إلى المواقع الأثرية". 

وبحسب مسؤولين عراقيين، تضمّ بلاد الرافدين أكثر من 15 ألف موقع أثري، غالبيتها لم تُجرَ عليها أي عمليات تنقيب، وأبرزها بابل وآشور وأور والنمرود وسامراء والأنبار ومواقع أخرى، وذلك بسبب تردي الوضع الأمني وزيادة سطوة المليشيات على الأرض، ما يمنع البعثات الأجنبية من الوصول إلى العراق، والعمل على إجراء التنقيب.

كذلك تعرّضت آثار العراق لعمليات نهب وتدمير بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، عدّها خبراء أنها الأسوأ في التاريخ الحديث، إلا أن العراق نجح خلال السنوات الماضية في استعادة آلاف القطع المهرّبة. 

المساهمون