استمع إلى الملخص
- تأتي هذه الإجراءات استجابة للحاجة الملحة لتوجيه الأطفال والمراهقين نحو بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا، مع التركيز على تحسين الأداء المدرسي والصحة العقلية، وتعكس اتجاهًا عالميًا لتقييد استخدام التكنولوجيا في البيئة التعليمية.
- تقدم منظمة اليونيسكو وخبراء التربية الرقمية نصائح للأهل والمربين لضبط علاقة الأطفال بالتكنولوجيا، مثل إنشاء مساحات خالية من التكنولوجيا، والرقابة على المحتوى، واستكشاف التكنولوجيا معًا، بهدف تعزيز الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا وتشجيع الأطفال على أن يصبحوا مواطنين رقميين صالحين.
علاقة الطفل والتكنولوجيا تثير هواجس الأسر التي تحاول حماية صغارها وتنشئتهم بشكل متوازن قدر الإمكان في زمن التطبيقات والهواتف الذكية ومواقع التواصل والذكاء الاصطناعي. ويستنفر المشرعون حول العالم، في محاولة للتخفيف من أضرار الأجهزة المحمولة واستخدام منصات التواصل الاجتماعي.
الأسبوع الماضي مثلاً، دعا المسؤول الصحي الحكومي رفيع المستوى في الولايات المتحدة، فيفيك مورثي، إلى عرض تحذيرات عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أضرارها على صحة المراهقين، على غرار التحذيرات على علب التبغ. ووصف مورثي، الجرّاح العام في الولايات المتحدة، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الاثنين الماضي، وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "مساهم مهم" في أزمة الصحة العقلية الشاملة بين الشباب.
وصوّتت منطقة مدارس لوس أنجليس لصالح فرض حظر كامل على استخدام الهواتف الذكية في المدارس العامة في المدينة، خلال يونيو/ حزيران الحالي. وجاء القرار في وقت يسعى فيه حاكم ولاية كاليفورنيا، الأكثر تعداداً بالسكان في الولايات المتحدة، غافن نيوسوم، إلى حظر استخدام هذه الأجهزة في المدرسة، للحد من تأثيرها على صحة الطلاب العقلية. وفي لوس أنجليس، التي تضمّ ثاني أكبر منطقة مدرسية في البلاد، سيتعين على إدارات المدارس وضع خطة لمنع استخدام الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي طوال اليوم. واستشهد القرار بأبحاث تشير إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة يرتبط بزيادة التوتر والقلق والاكتئاب ومشكلات النوم وبمشاعر عدوانية وأفكار انتحارية بين المراهقين. أظهرت الدراسات أيضاً تحسناً في الأداء المدرسي لدى التلامذة الذين لا يستخدمون الهواتف الذكية. ويتعين حصول مشروع القانون هذا أولاً على موافقة البرلمانيين المحليين في هذه الولاية التي يهيمن عليها الديمقراطيون.
وفي فلوريدا حظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس العام الماضي. ويجري العمل على مشاريع مماثلة في ولايات أوكلاهوما وكانساس وفيرمونت وأوهايو ولويزيانا وبنسلفانيا.
وفي السياق نفسه، قالت وزيرة التعليم القبرصية أثينا ميكايليدو، الأربعاء الماضي، إن بلادها تعتزم فرض حظر على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، مشيرة إلى أنها تتسبب في تشتيت انتباه الطلاب وتعزلهم عن المجتمع.
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) نشرت قائمة من عشر نصائح لضبط علاقة الطفل والتكنولوجيا وبناء علاقة صحية بينهما، مستعينةً بخبيرة التربية الرقمية، جاكلين نيسي.
1. طرح الأسئلة على الطفل
تنصح الخبيرة باستكشاف العلاقة بين الطفل والتكنولوجيا من خلال اكتشاف ما يعجبه فيها وما لا يعجبه فيها، وعدد المرات التي يستخدمها فيها، وما الذي ينجح.
2. مناقشة مخاطر استخدام التكنولوجيا
على الآباء التحدّث مع أطفالهم بصراحة عن المخاوف حول علاقة الطفل والتكنولوجيا مثل الأجهزة التي تعيق الأنشطة الأخرى، أو المخاوف بشأن المحتوى الذي قد يشاهدونه أو الأشياء التي قد يقومون بها عبر الإنترنت. وتنبّه نيسي من التسرّع في التدخل وإخبارهم على الفور بأن تصرّفهم خطأ، أو إزالة الجهاز للحفاظ على سلامتهم. الرد الأولي الجيد في هذا الموقف هو القول: "شكراً جزيلاً لك على إخباري بذلك". هذا يزيد من احتمالية أن يقصد الطفل أهله في المرة المقبلة عندما يواجه مشكلات أخرى عبر الإنترنت.
3. الاطلاع على مشكلات الطفل والتكنولوجيا
من المهم عدم إلقاء اللوم في كل شيء على التكنولوجيا. في بعض الأحيان، تحدث أشياء أخرى تظهر في الطريقة التي يستخدم بها الأطفال أجهزتهم. على سبيل المثال، إذا كان المراهق يقضي وقتاً طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يكون ذلك مرتبطاً بمخاوفهم بشأن ما يعتقده الآخرون عنهم، أو قد لا يشعرون بالثقة في المدرسة أو مع أقرانهم. تقترح الخبيرة فتح حوار معهم حول هذه المواضيع.
4. شرح المسموح والممنوع
يجب توضيح المسموح والممنوع في علاقة الطفل والتكنولوجيا وكيف يستخدمها. كيف تريدونهم أن يتصرفوا عبر الإنترنت؟ ماذا يعني أن يكونوا مواطنين رقميين صالحين؟ كيف يبدو الاستخدام "الصحي" للتكنولوجيا في العائلة؟ في المقابل، ما هي الأشياء التي لا تريدونهم أن يفعلوها (مثل التنمّر على الآخرين) أو الأشياء التي لا ينبغي عليهم فعلها لأسباب تتعلق بالسلامة عبر الإنترنت (مثل إعطاء معلومات شخصية).
5. إنشاء مساحات خالية من التكنولوجيا
يمكن قضاء أوقات من اليوم من دون تكنولوجيا، وتوفير مساحات من البيت خالية منها. يمكن إنشاء زاوية حيث يمكن وضع الأجهزة أثناء الوقت الخالي من التكنولوجيا. وإحدى الممارسات المفيدة هي التأكد من خروج الأجهزة من غرفة النوم في أوقات معينة من الليل. النوم مهم للغاية، ويمكن للأجهزة أن تعيقه.
6. الرقابة والاستئذان
من المهم التأكد من أن المحتوى الذي يصل إليه الطفل عبر الإنترنت مناسب لعمره ونموه. بالنسبة للأطفال الصغار والمراهقين، اطلبوا منهم الاستئذان قبل تنزيل أي تطبيقات جديدة أو الانضمام إلى أي منصات جديدة. يمكن أيضاً التفكير في استخدام أدوات الرقابة الأبوية المتاحة لضبط علاقة الطفل والتكنولوجيا مثل حدود وقت الشاشة، وعمليات الشراء داخل التطبيق، وتصفية المحتوى، وغيرها.
7. استكشفوا التكنولوجيا معاً
تنصح نيسي بمشاهدة المحتوى مع الطفل واستخدام التطبيقات بشكل مشترك معه. يمكن أن يشمل ذلك مشاهدة عمل معاً والتحدث معهم حول موضوعه. وبالنسبة للطفل الأكبر سناً اطلبوا منه توضيح ما يفعله عبر الإنترنت، ما الذي يهتم به، ما هي التطبيقات التي يحب استخدامها، وما إلى ذلك.
8. اعرفوا حدودكم
إلى جانب معرفة الحدود في علاقة الطفل والتكنولوجيا سيكون عليكم معرفة حدودكم كمراقبين. المراقبة مهمة للأطفال الصغار الذين بدأوا للتو في استخدام جهاز جديد (مثل الهاتف) لأول مرة، لكن مع تقدّم الأطفال في السن واكتسابهم المزيد من الخبرة مع أجهزتهم، يمكنكم منحهم مزيداً من الاستقلالية المناسبة لعمرهم ومرحلتهم. ومن المهم دائماً أن تكونوا على دراية عامة بما يفعلونه عبر الإنترنت.
9. العمل كفريق
على الآباء الخروج من ديناميكية "أنا في مواجهتك أنت" التي غالباً ما يقع فيها الآباء مع أطفالهم، والعمل بدلاً من ذلك على خلق ديناميكية "نحن معاً في مواجهة التحديات الكامنة في هذه التقنيات".
10. اجعلوا الأمر ممتعاً
هناك طرق عدة لاستخدام التكنولوجيا لتسهيل فرص اللعب والمرح مع أطفالكم. يمكن أن يكون ذلك باستخدام أحد التطبيقات أو لعب لعبة معاً. يمكن أيضاً البحث عن مقاطع فيديو للحصول على أفكار للألعاب أو لاستكشاف الهوايات والاهتمامات مثل الطبخ والرياضة.