الطباعة ثلاثية الأبعاد تساهم في إنقاذ الشُّعب المرجانية في هونغ كونغ

25 ابريل 2021
التغير المناخي أنهك الشعب المرجانية (Getty)
+ الخط -

يستعين علماء غواصون في هونغ كونغ بالطباعة ثلاثية الأبعاد لحماية الشعب المرجانية المهددة في المنطقة، في مسعى لحماية الثروة الحيوانية البحرية من المخاطر التي تتربص بها.

وخلال عملية غطس في المياه الزمردية للمستعمرة البريطانية السابقة، يلاحظ هؤلاء العلماء من جامعة هونغ كونغ سمكة حبار تحمي بيضها، في ظل ألواح مصنوعة بواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد كانت قد وُضعت الصيف الماضي، ما يؤكد برأيهم صوابية رهانهم على استخدام التكنولوجيا في خدمة البيئة.

ويوضح ديفيد بايكر، الأستاذ المساعدة في كلية العلوم الحيوية في جامعة هونغ كونغ لوكالة فرانس برس أن "الطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح لنا إنجاز ألواح على القياس لأنواع النظم البيئية المختلفة، وأظن أننا نرى هنا القدرات الحقيقية لهذه التكنولوجيا".

وترتبط صورة هونغ كونغ عموماً بناطحات السحاب الشاهقة، غير أن هذا المشهد الحضري لا يعكس سوى جزء واحد من الحياة في هذه المدينة التي تغطي المتنزهات الطبيعية والجبال والغابات ثلاثة أرباع مساحتها، فيما مياه بحر الصين الجنوبي تحوطها من الجهات كافة.

وتشكل الأعداد القليلة من الشُّعب المرجانية سراً يعرفه قليلون عن هذه المستعمرة البريطانية السابقة.

ويعيش حوالى 84 جنساً من الشُّعب في محيط هونغ كونغ، ما يعكس تنوّعاً أكبر من ذلك الموجود في البحر الكاريبي وفق العلماء.

"قلة من الأسماك"

 

 

 

أكثرية الشُّعب المرجانية موجودة في مناطق محمية نسبياً بعيداً عن دلتا نهر اللؤلؤ الذي يشهد حركة ملاحة بحرية كثيفة في غرب هونغ كونغ.

 

 

 

لكن على غرار شُعَب مرجانية أخرى أنهكها التغير المناخي في مختلف أنحاء العالم، تعاني الشُّعب في هونغ كونغ وضعاً صعباً، ما استدعى تدخل علماء الأحياء البحرية في جامعة هونغ كونغ.

 

 

 

وبدأ الباحثون بوضع ألواح عريضة مطبوعة بالأبعاد الثلاثية في أعماق المياه، لتشكل شُعباً اصطناعية تؤوي يرقات المرجان.

 

 

 

وأوضحت الباحثة فريكو يو، أخيراً، لوكالة فرانس برس، خلال جولة تفقدية في خليج هوي ها وان الصغير المحمي في أقصى شرق هونغ كونغ، قائلة: "عندما وضعنا الألواح، كان عدد الأسماك قليلاً جداً، وبعد ستة أشهر، عادت الحياة إلى الموقع، بما يشمل سمكة الحبار هذه التي يثير وجودها حماسة كبيرة للغاية"، وفق يو.

 

 

 

وأمرت الحكومة بإجراء بحوث بشأن صحة الشعب المرجانية في هوي ها وان بعد مراحل ابيضاض خطيرة أدت إلى موت جزء كبير منها.

 

 

 

وابيضاض المرجان ظاهرة اضمحلال تؤدي إلى بهتان اللون، وهو ناجم عن ارتفاع حرارة المياه الذي يؤدّي إلى تنفير الطحالب التي تعطي المرجان لونه ومغذّياته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أثر بيئي محدود

 

 

 

يمكن الشُّعب أن تعود إلى طبيعتها في حال تراجُع حرارة المياه، لكنها قد تموت إذا ما طال أمد الظاهرة. وتتطلب إعادة الشُّعب المرجانية الميتة أو المتضررة أرضاً مكيفة للسماح لليرقات بالتشبث بها. وقد أظهرت الطباعة بالأبعاد الثلاثة فعالية كبيرة في هذا الإطار.

 

 

 

وقد وُضعت الواح تحوي أربعمئة جزء من الشُّعب المرجانية على مساحة أربعين متراً مربعاً من الأعماق البحرية في هوي ها وان. وتقول يو: "لا شك البتة في أن الشُّعب تصمد بصورة أفضل عندما نضعها على هذه الألواح مقارنة بتجارب زرع أخرى"، مشيرة إلى أن نسبة النجاح تصل إلى 90%.

 

 

 

وفي سائر أنحاء العالم، أقيمت مشاريع تقوم على إغراق إسمنت في أعماق المياه أو إرسالها من قلب السفن. وحققت هذه الوسائل نجاحاً، لكنها تنطوي على مجازفة، إذ إنها قد تبدل البيئة الكيميائية.

 

 

 

أما الألواح المستخدمة في هونغ كونغ، فهي مصنوعة من الطين، وأثرها البيئي محدود. ويشير كريستيان لانج من كلية الهندسة في جامعة هونغ كونغ إلى أنه إذا لم يؤدّ لوح إلى نمو مستوطنة من الشعب المرجانية، فإنه يزول بعد التفتت من دون ترك أي أثر.

 

 

 

ويقر بايكر بأن هذه الألواح ليست الحل السحري لمواجهة ظاهرة ابيضاض الشُّعب المرجانية. لكنه يأمل أن يتيح هذا المشروع التعرف إلى الأجناس الأكثر مقاومة من الشعب المرجانية، ولكسب وقت للسماح "بالتكيف والنزوح إلى مياه أكثر ملاءمة".

 

 

 

 

 

 

 

(فرانس برس)

 

 

 

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.