الصراع على حقيبة وزارة النفط يشغل مواقع التواصل في العراق

24 أكتوبر 2022
تعتبر وزارة النفط الحقيبة الأهم في الحكومة (Getty)
+ الخط -

أثار الصراع المحتدم داخل تحالف "الإطار التنسيقي" في العراق على حقيبة وزارة النفط في الحكومة الجديدة، التي يسعى لتشكيلها رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، موجة انتقادات سياسية وشعبية على صفحات التواصل الاجتماعي، فيما وصف مدونون الصراع بأنه "صراع لابتلاع موارد البلاد".

واحتدم الخلاف بشأن الحقيبة الوزارية داخل تحالف "الإطار التنسيقي"، حيث نقلت تقارير محلية عراقية سعي كل من زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، وزعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، للحصول على الوزارة، ولم يستطيعا حتى الآن حسم الملف بشكل نهائي. 

وتمثل وزارة النفط عصب العراق الرئيس، الذي يعتمد على البترول فقط مورداً رئيساً لتمويل موازنة الدولة.

وزير النقل العراقي الأسبق عامر عبد الجبار حذر من خطر الهيمنة على الوزارة الذي يهدد "قوت الشعب"، وقال في تغريدة له: "من الجنون إخضاع المصدر الأساسي لـ91 بالمائة من عائدات العراق الى معادلات التنافس السياسي عبر نظام التوزير بالنقاط أو الوزن النيابي والسياسي، في ظل الفساد والهدر بالمال العام... وإذا أصبحت الحكومة القادمة مهددة بالفشل جراء سوء الاختيار، فالعراق بأكمله مهدد بالانهيار (في إشارة الى حقيبة النفط)".

أما السياسي العراقي عزت الشابندر، فأراد أن يقلل من قيمة الصراع الذي تسبب بتأخير التصويت على الحكومة، واصفا إياه بـ"النزاع الشريف"، وقال في تغريدة له: "الاختلاف الكبير بين (خطط) الزعيمين المتنافسَين على تطوير قطاع النفط في العراق يتسبب في نزاع شريف حول حقيبة الوزارة، وليس أقل من ذلك شرفا وطنيًا ما يحصل بين بطلين آخرين على حقيبة التخطيط".

من جهته، وصف عضو التيار الصدري عصام حسين ما يحدث بأنه صراع لـ"ابتلاع الدولة"، وقال في تغريدة له: "ما يحدث من صراع حول وزارة النفط بين حزبين تبنيا حكومة الخدمة الوطنية وأكثر من روج لهذا المصطلح، يفند كذبتين، كذبة حكومة الخدمة الوطنية، تبين أنها حكومة المزاد الوطني، وتحالف إدارة الدولة، وتبين أنه تحالف ابتلاع الدولة، مع برلمان هزيل يدافع عن سياسة الابتلاع وشخوصها...".

أما الباحث في الشأن السياسي باسل حسين، فقد أكد في تغريدة له: "قبل قليل فضت (انتهت) المعركة بين ن. م (نوري المالكي) وھ. ع بشأن وزارة النفط، وانتهى الأمر لصالح  ن. م (نوري المالكي)، والمالك سيكون  ي. ص (ياسر صخيل وهو صهر المالكي)"، مؤكدا: "ستعاد ثلاثية الوزير الطرطور (الذي يقاد من جهات أخرى) - مدير المكتب السركال (السمسار) – الملاج (المالك)".

وتخوض الكتل والأحزاب السياسية العراقية صراعا حادا منذ أيام على الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، تجاوز بعضه نطاق التحاصص الطائفي بين المكونات السياسية، ووصل إلى داخل التكتلات السياسية الطائفية ذاتها، ما يعرقل مساعي رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني لتشكيل حكومته بشكل سريع كما كان يأمل، خصوصاً أن جلسة التصويت على منح الثقة كان من المفترض عقدها السبت الماضي، لكنها تأجلت إلى إشعار آخر، بسبب الصراع على الوزارات، خصوصاً النفط والمالية، والدفاع، والصحة، والخارجية.

المساهمون