الصحافي اللبناني باسل العريضي يقاضي "دويتشه فيله"

02 مارس 2022
باسل العريضي كان يدير مكتب "دويتشه فيله" في بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

تقدَّم الصحافي باسل العريضي، صباح اليوم الأربعاء، بدعوى أمام مجلس العمل التحكيمي في العاصمة اللبنانية بيروت، ضدّ شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، لمطالبتها بتعويض عن صرفه تعسفياً وبدل إنذار وعطل وضرر.

وأعلن العريضي الدعوى في مؤتمر صحافي عقده اليوم مع داود إبراهيم الذي فسخت أيضاً "دويتشه فيله" عقد تعاونها معه، في مقرّ نقابة محرري الصحافة اللبنانية، حيث تحدثا عن أسباب الصرف وخلفياته وتحركهما أمام القضاء.

وقال العريضي: "لا نعرف التهمة الحقيقية التي صرفنا على أساسها، فنحن لم نخالف قواعد السلوك المرتبطة بمؤسستنا، لا داخلها، ولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل كنا نتلقى التهنئة على عملنا"، معتبراً أن الموضوع مسألة رأي عام أكبر من أفراد، وقد تكر السبحة ليلقى موظفون آخرون المصير نفسه من دول عربية. وسأل: "ماذا بعد؟ من تضم هذه اللائحة؟ هل هناك استهداف للعرب، للمسلمين، للصحافيين؟".

ولفت إلى أنه خلال التحقيق الذي أجرته اللجنة، لم يوجه إليه أي سؤال يتعلق بعمله المهني، بل أسئلة عن تقارير أعدّها لقناة "الجديد"، حيث كان يعمل قبل انتقاله إلى "دويتشه فيله" مديراً لمكتب بيروت، وهو "الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة، ودفعنا إلى التقدم بالدعوى أمام المحاكم اللبنانية". وأكد أنّ "عقد العمل يخضع لقانون العمل اللبناني، وهناك نص صريح وواضح فيه أنه من خلال عملي مع المؤسسة من واجباتي المهنية أن أقوم بتغطية كل الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل".

العريضي الذي انتقل إلى "دويتشه فيله" قبل عامين ونصف عام، أوضح لـ"العربي الجديد" أنّ الهدف الأساس من الدعوى التي تقدم بها "إظهار الحق، فالتهمة باطلة ومرفوضة جملة وتفصيلاً، ومضمون التغريدات لا يمسّ أي معتقد أو دين أو أقلية".

وأضاف أنّ "المشكلة تكمن في تهمة معاداة السامية؛ كلمتان من شأنهما أن يؤثرا بمسيرة عمرها أكثر من عشرين عاماً حرصت على أن تكون مكللة بالمهنية البعيدة عن الانحياز والعنصرية والكراهية. ولما لهذه التهمة من تشهير وإساءة سمعة، أتى مطلبي بالتعويض المعنوي".

أما داود إبراهيم الذي عمل في "دويتشه فيله" متعاقداً، فأعلن أنه يدرس مع محاميه رفع دعوى لتحصيل حقوقه الشخصية، بسبب الضرر الذي شكلته التهم على سمعته.

وشدد إبراهيم على أنّ عقد العمل مع "دويتشه فيله" يخضع للقوانين اللبنانية، وإسرائيل في نظر القانون اللبناني عدو. وقال: "هذا أمر معروف، ويجب أن يكون واضحاً ومفهوماً لكل مؤسسة تريد العمل في لبنان، ولا سيما أنّ أي تهاون مع الشأن الإسرائيلي من شأنه أن يرتّب على الموظف اللبناني العامل في المؤسسة مسؤولية كبيرة ويعرّضه للعقوبات".

وأكد قائلاً: "سنتابع هذه القضية، ويهمنا إيصال صوتنا، فنحن نرفض تهمة معاداة السامية وفق التصنيف الغربي والتصنيف الألماني الجديد الذي يتم التعامل على أساسه". ووصف إبراهيم، في حديثه لـ "العربي الجديد"، اللجنة الخارجية التي تولت التحقيق بـ "غير المحايدة وغير الموضوعية"، لافتاً إلى أنها لا تضم أي إعلامي أو خبير في مواقع التواصل الاجتماعي.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وخلال المؤتمر، أكد نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، أنّ "ما حصل مع الزميلين مرفوض ومدان من قبل مؤسسة تدعي أنها تدرب أشخاصاً على الديمقراطية والحرية وتقبّل الآخر والاندماج بالمجتمعات، بينما تتصرف بعكس ما تبشّر به، وهذا أمر خطير ويدخل ضمن ازدواجية المعايير"، ووصف ما تعرض له إبراهيم والعريضي بـ"الانتقام بمفعول رجعي".

وقال القصيفي إنّ "النقابة دانت هذا الإجراء الظالم، وكتبت في هذا المعنى إلى سفارة ألمانيا الاتحادية في بيروت والاتحاد العام للصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين، مطالبة بالضغط من أجل العودة عن هذا القرار وإنصاف زميلينا". وأضاف: "لا لفصل الزميلين، ونعم للتكفير عن الذنب المرتكب بحقهما والعودة عنه والاعتذار منهما".

كانت "دويتشه فيله" قد أعلنت، في فبراير/شباط الماضي، فصل باسل العريضي ومرهف محمود ومرام سالم وفرح مرقه، وفضّ التعاقد مع داود إبراهيم، بتهمة التعبير عن "آراء معادية للسامية"، في تغريدات ومقالات قديمة تنتقد الاحتلال الإسرائيلي. وجاء قرار الشبكة الألمانية بعد تحقيق دام نحو شهرين، تولته زيرة العدل الألمانية السابقة زابينه لويتهويسر- شنارنبرغر وعالم النفس أحمد منصور الذي يعرّف عن نفسه بأنه "عربي إسرائيلي"، ويسخّر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن الاحتلال.

المساهمون