الصحافي الفرنسي داميان لولو: لم نستكشف كل مجالات عمل "طاقم خورخي"

28 فبراير 2023
داميان لولو: أغلب عملاء الطاقم السياسيين كانوا في أفريقيا وآسيا (من الصحافي)
+ الخط -

تعاونت منظمة "فوربيدن ستوريز" الفرنسية مع 20 مؤسسة إعلامية حول العالم لنشر سلسلة تحقيقات عن "طاقم خورخي"، التي حملت عنوان Story Killers. وضمّت قائمة المؤسسات الإعلامية التي شاركت في التحقيق ونشرته، صحف "لوموند" الفرنسية، و"واشنطن بوست" الأميركية، و"ذا غارديان" البريطانية، وإل باييس" الإسبانية وغيرها من المؤسسات.
"العربي الجديد" تواصلت مع الصحافي الفرنسي داميان لولو الذي عمل على ملف "طاقم خورخي" في صحيفة "لوموند" رفقة زميله فلوريان رينو، ونشر سلسلة من التحقيقات المرتبطة بالقضية منذ منتصف فبراير/شباط الحالي، للحديث عن عمله على هذا الملف، والوقوف عند الاستنتاجات التي خلص إليها، والمعلومات التي اطلع عليها خلال مختلف مراحل التحقيق في هذه القضية.

هل يمكنك إعادتنا إلى بداية هذه القضية التي أثارت ضجة عالمية، وكيف بدأ العمل فعلياً على التحقيق الصحافي الخاص بـ"طاقم خورخي"؟

بفضل شركائنا في "راديو فرنسا"، و"هآرتس"، و"ذي ماركر" (من خلال عملهم مع منظمة "فوربيدن ستوريز" الفرنسية)، علمنا أن شركة واحدة (على الأقل) مجهولة تماماً عند الجمهور والرأي العام، عرضت تقديم خدمات متطورة مرتبطة بالترويج لمعلومات مضللة، وهو الأمر الذي أثار اهتمامنا على الفور. تمكن زملاؤنا في هذه المؤسسات الإعلامية الثلاث من الحصول على مواعيد مع "خورخي" (اسمه الحقيق طال حنان)، من خلال تقديم أنفسهم كوسطاء لعميل محتمل. وتمكنا بالتالي من خلال هذه المواعيد من الوصول إلى العروض التقديمية التفصيلية لخدماتهم، ما مكننا بعدها من العمل بدقة شديدة على شبكة حساباتهم الوهمية على الإنترنت والعمليات التي قدموها لعملائهم.

هل اخترتم وقتًا محددًا لنشر التحقيقات المرتبطة بـ"طاقم خورخي"؟

كلا، بل اخترنا تاريخ النشر بشكل مشترك بين مختلف المؤسسات الإعلامية، بعد تقدير الوقت اللازم للتحقيق في الموضوع وإعداده.

كيف تقيّم تجربتك في العمل الصحافي على تحقيق "طاقم خورخي"؟

لقد كان تحقيقًا رائعًا للغاية، ولكن الجانب السلبي الوحيد هو أنه لا تزال هناك مساحات وملفات لم نتمكن من استكشافها بالكامل حول هذا الموضوع وحول عمل الطاقم بسبب ضيق الوقت الذي كنا نملكه.

ما هو الفرق بين هذا التحقيق والتحقيقات الأخرى التي قمت بها من قبل؟

بالنسبة لي، كانت هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها على تحقيق قائم على تسريب وتسلل للحصول على معلومات صحافية. تميز هذا التحقيق أيضًا باكتشاف عددا كبيرا من القصص المختلفة والمتفرقة جداً، و الموجودة داخل القضية نفسها أي عمل "طاقم خورخي". ببساطة يمكن لكل حملة قام بها هذا الفريق أن تكون موضوع مقال صحافي منفصل عن الآخر.

كيف تقيّم ردود الفعل بعد نشر سلسلة التحقيقات حول الموضوع؟

لديّ انطباع بأن ما نشر كان له صدى إيجابي، خصوصاً في فرنسا. فالكشف عن تدخل الطاقم لبثّ موضوعات معينة على قناة تلفزيونية فرنسية كبرى (قناة BFM الإخبارية الفرنسية التي فصلت أخيراً مذيعها الشهير الصحافي من أصل مغربي رشيد مباركي نتيحة هذه الفضيحة) أثار ضجة كبيرة هنا.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

أي من التحقيقات المنشورة في "لوموند" حول "طاقم خورخي" أثارت أكثر ردود الفعل؟

بالطبع تلك المتعلقة بقناة BFM، وهو ما لا يثير الدهشة، فهو مثال على قضية تعني وتطاول كل من يعيش في فرنسا وتمسه بشكل مباشر.

هل هناك أي معلومات حصلتم عليها ولم يتم نشرها بعد؟ وهل هناك مزيد من العمل على هذا الملف أو نشر تحقيقات إضافية؟

معلومات في نفس الإطار الذين نشرناه عن الطاقم، لا. ولكن هناك العديد من الحملات التي نشك في أن "طاقم خورخي" يقف خلفها ولم نتمكن من التحقيق فيها بشكل كامل قبل النشر، ونأمل أن تتاح لنا الفرصة لإعادة النظر في بعضها.

بعيداً عن ردود فعل القراء، ما هي المعلومات التي تعتبرها أكثر إثارة للدهشة أو المفاجأة في الاستطلاع، من خلال متابعتك وعملك على كل تفاصيل الملف؟

لقد فوجئت حقيقة عندما اكتشفت أن عددًا كبيرًا من العملاء المزعومين لـ"طاقم خورخي" ليسوا سياسيين، بل رجال أعمال أو شركات تجارية. فبحسب اطلاعي في هذا المجال، لم يتم توثيق أهمية نشاط مجموعات التضليل عندما يرتبط الموضوع بالقضايا التجارية والصراعات المالية، فمن المدهش تمامًا أن نرى وسائل متطورة للغاية تُستخدم لتصفية الحسابات التجارية بين رواد ورجال الأعمال.

من المعروف أن جماعات الضغط الإسرائيلية تنشط في الإعلام الغربي، بما في ذلك فرنسا، فهل تربط قضية فريق خورخي بهذا الموضوع؟ وهل ترى أن في نشر المعلومات المضللة طريقة جديدة للتأثير على الرأي العام والخطاب الإعلامي؟

في الحقيقة، ووفقاً لما رأيناه وتابعناه عن نشاط "طاقم خورخي"، ليس هناك علاقة بينه وبين خطاب الدفاع عن إسرائيل، أو  حتى على نطاق أوسع علاقة مع عملاء سياسيين إسرائيليين. ورغم أن "طاقم خورخي" شرح لنا أنه يمتنع عن العمل في دول معينة (إسرائيل، وروسيا، والولايات المتحدة، عندما يتعلق الأمر بالحملات الانتخابية)، يبدو لنا أنه عمل مجموعة مرتزقة بحت، من دون أي إرادة سياسية محددة.

بخصوص طال حنان هل وجدتم صلة بي طاقم عملهم وبين المؤسسة الرسمية في إسرائيل، أي الدولة نفسها؟

كلا، طال حنان هو جندي إسرائيلي سابق، ويستخدم هذه التجربة كـ "بطاقة اتصال" عند تقديم خدماته، لكننا لم نجد أي صلة بينه وبين دولة إسرائيل منذ تسريحه من الجيش.

بما أننا صحيفة يومية عربية، فنحن مهتمون بمعرفة ما إذا كان فريق خورخي قد عمل في دول عربية أخرى غير التحقيق الذي نُشر عن قطر؟

من الممكن جداً، لكن في الحقيقة ليس لدينا أي دليل حسي على ذلك. نحن نعلم أن الغالبية العظمى من عملاء "طاقم خورخي" السياسيين كانوا في أفريقيا وآسيا، بينما عملاؤهم "التجاريون" يمتدون على طول القارات الخمس.

المساهمون